أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - غوايات الخبز الحافي














المزيد.....

غوايات الخبز الحافي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 11:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



(( يحكون عنكِ أن طينة الخلاص منك ، وأن نوحا منك قد تفيأ الأمان .
وأنه حمامة أو هدهد
وأنه غراب
وبين موجتين تناسلت طنجة ملئ زبد البحار ..)
هذا مقطع شعري كتبه محمد شكري وهو يكيل المديح لمدينته طنجة وفيها ايحاء أن طنجة سر تسميتها هو وصول سفينة نوح الى هذا المكان ، ولأن سفينة النبي مشت الى قدرها الالهي من الامكنة التي تقع فيها المدرسة التي كنت امارس التعليم فيها في واحدة من قرى الاهوار فقد شغلتني ان يكون الطين جزء من ذاكرة المدينة وكاتبها الذي اعيش غواية خبزه الحافي منذ قراءتها لأول مرة بعد صدورها بالعربية بشهر واحد.
كنت في طنجة ذات مايو عندما زرت أحد اصدقاء الروائي الكبير محمد شكري في شقته في شارع تولستوي بطنجة ، عندما ابديت رغبتي لمرافقي برؤية خط صاحب رواية الخبز الحافي عندما يدونه على اهداءاته لكتبه ، فعرض علي صديق شكري بيعي الخبز الحافي بإهداء شكري اليه لكن السعر الذي طلبه كان غاليا ، فعدت الى غرفتي في فندق أطلس بشارع موسى بن نصير احاول ان استدرج مديره فؤاد الشعيري لنبحث معا عن صديق آخر لشكري لديه كتاب بتوقيعه وفد املتني رغبة عارمة للحصول عليه ، فقد لأدقق فيه مشاهد تخيلي للحظة التي سكنت رشدي وهو يخط الملحمة الاولى من سيرة الضياع في طنجة ومواخيرها والتي وضعها في الخبز الخالي التي وصلت الى مدرستنا في بداية ثمانينات القرن الماضي عن طريق معلم أخذ اخيه الذي جرح في المعركة التي استعادة فيها الايرانيون المحمرة ، وكانت الرواية قد صدرت لأول مرة والأولى كما اظن تدخل للعراق وفي مكتبة مدرسة البواسل بريف اهوار الجبايش وليس في رفوف مكاتبات ساحة التحرير الشهيرة كما جرت العادة يوم كانت مصر تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ.
الخبز الحافي كتبت بالعربية سنة 1972 وترجمها إلي الإنجليزية بول بولز سنة 1973 وترجمها إلى الفرنسية الطاهر بنجلون سنة 1981 ولم تنشر بالعربية حتى سنة 1982.
هناك في الليل الصيفي لقريتنا حيث القصب يصغي معنا لنقاشات القراءة الاولى لأي رواية وكتاب تفاجئنا بالأسلوب السري والقوي ، وهي ذاتها اللحظات الاولى التي صنعت فيها لرواية دهشتها في اكاسي الاهوار ونحن نتابع قراءتها بشغف واحد بعد آخر وبعد مرور ثلاثين عام على البهجة الروحية الغامضة لرواية الخيز الحافي اسير الآن بموازاة هاجسين ( المدينة ، والخبز الحافي ) واني لن ارهن المنجز بتأملات ثلاثين يوميا ، بل كنت ارهنه بما اكتسبته من معرفتي الجغرافية للمكان من قراءات قديمة أبتدات من قصص المكتبة المدرسية وكتبها وانتهت في قراءاتي لرحلة أبن بطوطة وأنا في المرحلة الثانوية ، وأي حالم يسبقه حلمه القديم لجديد المدينة التي يراها لأول مرة سيشعر انه رأها من قبل لألف مرة.
الآن في لجة تلك الغواية وأحلامها البعيدة بين طنجة وقرية نائية في الماء المخضر بخليقة بعيدة ، عندما جاء شكري بكتاب من دون توقيع ، والآن التوقيع هنا يرتعش بشهية القراءة الاولى في ليل الاهوار وفي جلسة تعارف وانخاب متبادلة يقول فيها صديق شكري : أنه لديه كل كتب شكري بأمضاءه .
ذهب شكري كجسد وبقيت روحه في غوايات الخبز الحافي ، وذهبت قرية أم شعثه كمكان فيما بقيت روح الجغرافية تعيش معي الحياة بهاجس الذكرى حيث تسكنني الآن تلك الرعشة اللذيذة في جعل قراءتنا لكلمات شكري أول مرة تغوص فيها الى اعماق لحظة القراءة الشعرية في ليل الاهوار وانا أسأل قارئ جيد من زملائي المعلمين معنى ما يقوله شكري في هذه المقولة:
لا تنسـوا أن لعبة الزمن لعبة أقوى منـا, لعبة مميتة هي, لا يمكن أن نواجهها إلا بأن نعيش الموت السابق لموتنا.. لِإماتتنا : أن نرقص على حبال المخاطرة نُشداناً للحيـاة.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشق جرمانا
- ليلة تشاجر السياب والبياتي
- جان جينيه ( العرائش والجبايش )
- عاطفة الموسيقى الأرمنية
- قمصان الخريط
- حفاةٌ يعلمون الرواة
- أغاني الغربة
- لا صابئة في دهلران
- جنوب حسين عبد اللطيف
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - غوايات الخبز الحافي