أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ليلة تشاجر السياب والبياتي














المزيد.....

ليلة تشاجر السياب والبياتي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 23:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




( في لوحات (اللوفر) والأيقوناتْ ، في أحزان عيون الملكات ، في سحر المعبودات ...
كانت (لارا) تثوي تحت قناع الموت الذهبي وتحت شعاع النور الغارق في اللوحات)
عبد الوهاب البياتي
( وا حسرتاه ، متى أنام فأحسّ أن على الوسادة
من ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق ؟)
بدر شاكر السياب

أبتلينا بشجار بين معلمين من زملاءنا في المدرسة يحدث بين الحين الأخر ، بسبب أن الأول كان يعشق قصائد بدر شاكر السياب وتجربته ، والثاني يتحمس ومعجب بتجربة عبد الوهاب البياتي ، والسبب انهما يمتلكان تسجيلان للشاعرين ، حيث يتصادف ان عاشق قصائد السياب اشترى مسجلة ليسمع عليها تسجيلا إذاعيا نادرا للسياب وهو يقرأ انشودة المطر ، فيما الثاني لديه تسجيلا اذاعيا حديثا للبياتي وهو يقرا قصيدته أولد وأحترق بحبي .
هذا الموال من النقاش والشجار بين هاذين المعلمين صار سمفونية متكررة. هذا يرفع من صوت السياب في مسجلته وذاك يرفع الصوت بأعلى بألقاء البياتي ، وكنت في هذا الشجار أجد أن شهية الاصغاء لشاعرين يقال أنهما عاشا ذات الصراع الخفي والعلني حول الريادة الشعرية في الادب العراقي الحديث ، وربما حتى بعد موت السياب بقيَّ بعض من رذاذ هذا الصراع قائما في ما ينشر من بحوث ومقالات حول الشعر الحر في العراق.
وهاهي قرية نائية في عمق الاهوار تعيد شجار الصحف والنقاد حول علاقة الرجلين ولكن عبر سماع قصيدتين ولكل واحدة في هذا الليل مزاج عندما يؤكد عاشق قصائد السياب في لجة شجار التلاسن بينهما أن شاعره اقرب الى هذا الليل بنبرة صوته في حزنها وحداثتها وانسانيتها ، وينادي على زميله :خذ البياتي هناك ، فلارا لا تصلح لهذا المكان ، بل يصلح لرجل يصنع من سعاله ما ينفثه المعدان من رئاتهم من رطوبة وبرد شتاءاتهم القاسية.
وبذات الحده يرد المتيم بشاعر لارا : البياتي صوت المظلومين ورسالته عالمية تصلح مع احلامنا ورغبتنا بالتحرر والذهاب الى مدن الحلم والحرية لاسيما أن ابي مات بالتدرن ولا اريد ان اعيد حزنه مع شاعر مصاب بذات مرض ابي.
وها نحن في حومة نزاع متكرر يقوم به المعلمان نيابة عن شاعر متوفٍ وآخر يعيش منفاه بين دمشق وعمان وغرناطة.
مرة سألني شغاتي عن سبب ارتفاع صوت المعلمين في ما يشبه الشجار وتطوع ليتدخل في اصلاح ذات البين.؟
قلت :شغاتي هذا شجار ثقافي حله صعبٌ عليك .
قال : ما دام هكذا قل لصاحبيك ان يأخذا شجارها الى المدينة ، مادامت قريتنا لا يهمها ما يتعاركان لأجله.
قلت :سأنقل لهم رغباتك.
امتثلا لرسالة شغاتي وقوله أن نقاشها الحاد وصوتهما العالي يتداخل مع شخير اهل القرية وراحتهم .
والآن وأنا اودع صدى جمال الاثنين ( السياب والبياتي ) حتى مع خلافهما ، أفتح للذكرى بابا وأتذكر ليل انشودة المطر والقط التتري لارا.
فأشعر بعطر ذلك الشجار الجميل عندما يكون الشعر سيوفه ورصاصه ورغبة الرجل الطيب شغاتي بحله وفق العرف العشائري....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جان جينيه ( العرائش والجبايش )
- عاطفة الموسيقى الأرمنية
- قمصان الخريط
- حفاةٌ يعلمون الرواة
- أغاني الغربة
- لا صابئة في دهلران
- جنوب حسين عبد اللطيف
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ليلة تشاجر السياب والبياتي