أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (1)















المزيد.....

هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (1)


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 20:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


انتهينا في مقالاتنا الثلاث الأخيرة بعنوان " لا سياسة بلا اقنصاد " إلى أن السر الأعظم في تشكيل مختلف القرارات السياسية والإقتصادية في عالم اليوم بكل أجزائه ومختلف بلدانه إنما هو " الهروب من الإستحقاق الإشتراكي " .
لكن ما هو هذا الإستحقاق الاشتراكي أو السر الغريب العجيب الذي تنبثق منه أو الأحرى الهروب منه مختلف القرارات السياسية والإقتصادية لشتى الدول في العالم !؟

نحن نعلم أن ثمة مادة في القانون العام للحركة في الطبيعة تقول أن هناك في قانون التطور ما يسمى بالنقطة الحرجة وهي عندما لا تعود التغيرات الكمية قادرة على الإستمرار في تطوير الحالة أو الشيء موضوع التطور فلكي لا تتوقف التغيرات الكمية ويتوقف التطور بالتالي وهو ناموس الطبيعة تكون هناك ثورة أو تغير نوعي في الحالة أو في الشيء الموضوع . كذلك هو الأمر في موضوع النظام الرأسمالي . تطورت قوى الإنتاج فيه إن في أدوات الإنتاج أم في النمو الكمي والكيفي لطبقة البروليتاريا فوصلت التغيرات الكمية في النظام الرأسمالي إلى النقطة الحرجة حيث تحتمت عندها الثورة أو التغيّر النوعي فغدا التغير النوعي والإنتقال الثوري إلى الإشتراكية أمراً مستحقاً ولا مناص منه .
لكن عندما أزفت الساعة وشارف مركز العالم الرأسمالي في أوروبا الغربية إلى الوصول إلى النقطة الحرجة حدث ما لم يكن في الحسبان . نهضت البورجوازية الروسية في حرب إبادة ضد البلاشفة الذين كانوا قد استولوا عل السلطة تسهيلا لتطور وتكامل الثورة البورجوازية، ولما فشلت البورجوازية في الحرب لم يكن أمام البلاشفة سوى إعلان الثورة الاشتراكية ليس في روسيا فقط بل وفي العالم كله مما اقتضى تشكيل الأممية الشيوعية في مارس آذار 1919 . فما كان من قوى الرأسمالية الإمبريالية في العالم إلا أن جمّعت كل قواها الحربية وأرسلت تسعة عشر جيشاً مجهزة بأحدث الأسلحة إلى روسيا لخنق البلشفية في مهدها كما عبّر وزير الحربية البريطاني آنذاك ونستون تشيرتشل . قوى الرأسمالية الإمبريالية وقد جندت كل قواها لخنق البولشفية في مهدها فشلت في خنقها في مهدها لكنها نجحت في خنقها في مراكز الرأسمالية العالمية في أوروبا الغربية فقضي على الجمهورية السوفياتية في ألمانيا عبر مذابح همجية وفي المجر وفي ليتوانيا في العام 1919 . لكن ذلك رغم دمويته وهمجيته وكونه مسخاً لكل حضارة إنسانية لم يؤمن للرأسمالية العالمية حماية من الاستحقاق الاشتراكي ولذلك تحوّطت بمساقين : إقامة حائط منيع من دول فاشية مثل إيطاليا 1921 ونازية مثل ألمانيا الهتلرية 1933 في وجه ما سمي بالمد الشيوعي، أما المساق الآخر فهو الأخذ بالنظرية الكينزية التي تقضي بتخفيف استغلال الطبقة العاملة ؛ وما كان المسيقان إلا كوسيلة للهروب من الاستحقاق الإشتراكي .


قبل انتهاء ثلاثينيات القرن الماضي وبعد نجاح خطط التنمية الخماسية الثلاث المتوالية بصورة مذهلة في الإتحاد السوفياتي وبدا أن الثورة الاشتراكية ستنتصر حكما في مختلف بلدان العالم، اجتمعت قوى الشر الإمبريالية والفاشية في أوروبا في ميونخ 30 سبتمبر ايلول 1938 ومثل الامبريالية في المؤتمر رئيس وزراء بريطانيا تشمبرلين ورئيس جمهورية فرنسا دالادييه ومثل الفاشية مستشار ألمانيا هتلر ورئيس إيطاليا موسوليني . موافقة بريطانيا وفرنسا الإمرباليتين على ضم النمسا ومنطقة السوديت من تشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا وهو ما أدّى إلى احتلال تشيكوسلوفاكيا بأكملها، وكذلك التعاطف مع مطالبات موسوليني الإقليمية، كل ذلك كشفت الأهداف التآمرية للدول الامبريالية والفاشية على الثورة الاشتراكية وعلى الاتحاد السوفياتي خاصة وأن أمن تشيكوسلوفاكيا. ذاك ما رتب على ستالين أن يتخذ الإحتياطات اللازمة فأرسل وزير خارجيته مولوتوف إلى كل من فرنسا وبريطانيا يقترح عليهما عقد تحالف ضد الفاشية ؛ ولما رفض الطرفان أي تحالف مع البلاشفة رفضاً قاطعاً توجه مولوتوف إلى أميركا لذات الغاية لكن أميركا رفضت التحالف أيضاً . لم يبق أمام ستالين من خيار لحماية الاتحاد السوفياتي والثورة الاشتراكية سوى مفاوضة هتلر على اتفاقية عدم اعتداء بين الطرفين وهو ما يعني ألا يقوم أحد الطرفين بإعلان الحرب على الطرف الثاني، وتم توقيع الاتفاق بين الطرفين في 23 أوغسطس آب 1939، فكانت النتيجة لذلك الاتفاق هو احتلال هتلر لبولونيا واحتلال ستالين لأطراف بولندا الشرقية التي كانت جزءاً من أوكرانيا واحتلال فنلندا وقد كانت جزءاً من الامبراطورية القيصرية بالإضافة إلى أنها ضرورية للدفاع عن لينينغراد . كان ستالين يعرف تماماً أن هتلر سينقض الاتفاقية لكن ليس قبل ثلاث سنوات أو ثلاثين شهراً على الأقل كما أفشى بعد الحرب، وستالين كان بحاجة ماسة إلى كل يوم سلمي لما له من أثر على الاستعداد الحربي . وكان من أهم الاحتياطات التي اتخذها في مواجهة النازية العدوانية هو تنظيف الجبهة الداخلية وخاصة في قيادة الحزب من العناصر المترددة في عبور الاشتراكية ومنها عناصر كانت على صلة بهتلر كزمرة المارشال توخاتشوفسكي التي خططت للقيام بانقلاب عسكري ضد الحزب في العام 1937 وآخرون تواصلوا مع تروتسكي لعقد صلح مع هتلر بعد احتلاله للإتحاد السوفياتي وهم بوخارين ورفيقه روكوف وزينوفييف وصهره كامينيف .

الشيوعيون في قيادة الحزب قصروا تقصيراً مروّعاً إثر رحيل ستالين في اتخاذ أية إحتياطات لحماية الثورة الاشتراكية بل فرّطوا في أمن الثورة وسلامتها على اعتبار ذلك أمراً ثابتاً ومفروغاً منه حتى وصل بهم الأمر إلى التآمر على حياة قائد ثورة البروليتاريا العالمية يوسف ستالين وتسميمه . بعد ساعات قليلة من موت ستالين وقبل أن يدفن إجتمع 11 عجوزاُ في المكتب السياسي للحزب وهم أنفسهم الذين أوصى ستالين بالتخلص منهم طالما أنهم لم يعودوا شيوعيين على قدر الواجب، اجتمعوا وقرروا طرد 12 عضوا نداً لهم كأعضاء في المكتب السياسي كان المؤتر العام للحزب قد انتخبهم من خيرة شباب الحزب المتحمسين للعبور إلى الشيوعية الذين رأى فيهم ستالين ضمانة لمصائر الثورة . لم يكن إلغاء عضويتهم المخالف للقانون والنظام بالطبع سوى إبطال تلك الضمانة . ثم بعد أشهر قليلة أي في سبتمبر أيلول 1953 دعا هؤلاء العجزة الأحد عشر اللجنة المركزية للحزب لتقرر إلغاء الخطة الخمسية الخامسة الأمر الذي ليس من صلاحية أية جهة أو هيئة في الحزب .
لكن لماذا تم إلغاء الخطة الخماسية خلافاً للقانون وللنظام وكان أن استقال مالنكوف من منصب الأمين العام للحزب احتجاجاً على إلغائها !؟
جرى إلغاء الخطة الخماسية الخامسة في سبتمبر ايلول 1953 بحجة أن تنفيذ الخطة كان من شأنه أن يعرّض أمن الإتحاد السوفياتي للأخطار !!! من يصدق أن ستالين وهو من خطط الخطة وأقرها كان يهمل بأمن الاتحاد السوفياتي ويعرضه للأخطار وهو هو من أرسى السلم في العالم حتى كان تشيرتشل يصلي لله حالما ينهض من سريره كل صباح ليحفظ ستالين الوحيد القادر على صيانة السلم في العالم . كيف لأحدهم أن يظن بأن ستالين كان سيفرط بأمن المعسكر الاشتراكي !؟
وطالما أن الشيء بالشيء يذكر فعلي أن أذكر هنا أن نقاشا واسعاً إرتفع بيننا نحن الشيوعين في العام 1954 حول أولوية الصناعة الثقيلة على الصناعة الخفيفة، وكنت أنا الشيوعي الغر من المتحمسين للصناعة الثقيلة دون أن أعي أن الصناعة التقيلة لم تكن تعني غير صناعة الأسلحة وهي الصناعة التي قصد منها توهين أمن الاتحاد السوفياتي وليس تحصينه . حينذاك لم يكن أحد يذكر سباق التسلح بكلمة بل حين خطب تشيرتشل خطابة الشهير في كلية وبستمنستر في مدينة فولتن/ميسوري أمام الرئيس ترومان يدعو إلى قيام تحالف بين الدول الناطقة بالإنجليزية ضد الاتحاد السوفياتي الذي أسدل كما زعم ستاراً حديدياً على شرق أوروبا، رد عليه ستالين بالقول .. نحن سنهزمكم لكن ليس بالحرب بل بالمنافسة السلمية . وكان أن تلا تشكيل حلف الأطلسي العدواني أن أصدر ستالين نداءه الشهير القائل .. " يصان السلم ويوطد في العالم إذا ما أخذته الشعوب بأيديها وذادت عنه حتى النهاية " وهو النداء الذي اعتمده مجلس السلم العالمي في استوكهولم في بيان له جرى توقيعه من قبل أكثر من 500 مليون رجل وامرأة في العالم . في خريف العام 1951 قرر مدير التربية في اللواء الشمالي طردي ورفيقي من المدرسة لمدة أسبوع بسبب أننا طلبنا من الطلاب توقيع بيان استوكهولم , وكان ذلك المدير رحيماً بنا إذ طالب بعض المعلمين البعثيين بطردنا نهائياً من المدرسة .

(يتبع)



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا سياسة بلا اقتصاد (3)
- لا سياسة بلا اقتصاد (2)
- لا سياسة بلا اقتصاد (1)
- خصوصية الماركسي الشيوعي
- ما هو حقا -ما بعد الماركسية- (2)
- ما هو حقاً -ما بعد الماركسية- !؟ (1)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (10)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (9)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (8)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (7)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (6)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (5)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (4)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (3)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (2)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها
- ضيَّع الشيوعيون إنجيلهم
- العَمَه السياسي في مساق العولمة
- الإنهيار المتسارع للدولار
- البداية من (G 5) في رامبوييه بباريس 1975


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (1)