أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - لا سياسة بلا اقتصاد (1)















المزيد.....

لا سياسة بلا اقتصاد (1)


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 19:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


على غير موعد زارني أمس أحد بعثيي الخمسينيات، وبعد أن أخذ مقعده ثم سؤاله عن صحتي وأحوالي، سألني عما يشغلني هذه الأيام ؟ وقد سرّني فعلا هذا السؤال الذي كنت أبحث فيه فأجبته .. أنك طالما سألت عما يشغلني هذه الأيام فجوابي هو أنني فعلاً كنت أتساءل ومنذ أسبوع كيف لأحدهم أن يتبنى مبادئ حزب البعث في حين أن كل كتابات ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار التي قام حزب البعث على أساسها ليست أرقى فكرياً من كتابات الإنشاء لتلامذة الصفوف الإبتدائية . فما كان منه إلا أن رد بالقول .. أتيت لزيارتك كي أطمئن على صحتك وأشرب عندك فنجان قهوة، وها أنت تبادر إلى تسميم بدني . فقلت له عذراً لكنك أنت من سأل عما يشغلني فأخبرتك صدقاً عما شاغلني طيلة الأسبوع الفائت .
ثم كان علي بعدئذٍ أن ألوذ بالصمت .
لكن ضيفي بعد دقائق قليلة فقط راح يتحدث عن المخطط الإمبريالي الصهيوني في تحطيم القومية العربية وهو ما دفع بي إلى الخروج عن الصمت وأنا أعلم تمام العلم أن الإحتلال الأميركي بقيادة بول بريمر قد بذل كل جهده لحماية البعثيين من غضب الجماهير والقضاء عليهم تقتيلاً . خرجت عن الصمت لأسأله .. وما عسى قوميتك العربية تضير الإمبريالية، هذا إذا ما كان هناك إمبريالية حتى اليوم !!؟ ثم ما هي قوميتك التي تتحدث عنها !؟ القومية العربية التي تعتبرها القوى الدافعة لمشروعك الوطني لم تختلج في النفس العربية طيلة تاريخ العرب الطويل . خضع العرب لحكم البويهيين الفرس منذ العام 947 م، وتوارثهم السلاجقة والمماليك والأتراك حتى العام 1917 حين اجتاح المشرق العربي المحتلون الإنكليز والفرنسيون بعد أن كانوا والطليان قد احتلوا المغرب العربي ومصر خلال القرن التاسع عشر . لألف عام خضع العرب لسلطات أجنبية غاشمة دون أن يحركوا ساكنا ومع ذلك برز البعثيون الشوام في العام 1947 فقط بعد أن كانت ثورة التحرر الوطني قد انطلقت في العالم في العام 1946 إمتداداً لانتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب وبروزه كأقوى قوة في الأرض، برزوا يجعلون من القومية حصان الرهان . وبعض المفارقات الغريبة التي تستوجب التوقف عندها هنا هي التالية ..
1. مفردة القومية لم تتواجد في القاموس العربي قبل القرن العشرين وهو ما ينفي الدعوة القومية عند العرب . ما الدعوة القومية سوى العامل المساعد في بوتقة تصنيع النظام الرأسمالي الذي لم يصنعه العرب حتى اليوم
2. كان للمستعمرين الإنكليز دور كبير في تحريك الدعوة القومية لدى البورجوازية الشامية من خلال رسائل مكماهون للشريف حسين قائد الثورة العربية الكبرى ووعده بالتعاطف مع تلك الدعوة القومية
3. جاءت دعوى الدولة القومية في المشرق العربي كتجسيد لسوق الصناعات الشامية التي لم تصل لمصر التي رفضت دول المشرق العربي مشاركتها في الجامعة العربية
4. إمتلك مؤسسو حزب البعث من الوقاحة ما جعلهم يعلنون عداءهم الصريح والقاطع للإتحاد السوفياتي وللشيوعية علماً بأن حزب البعث ما كان ليقوم لولا انتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب
5. أصدر مؤسسا حزب البعث ميشيل عفلق وصلاح البيطار كتيباً عن موقف حزب البعث بالنسبة إلى الدين الإسلامي باعتبار الإسلام من عناصر الهوية العربية وأن الأمة العربية ستظل مدينة للإسلام كونه قام سداً منيعاً بوجه الشيوعية ـ لم يوزع الكتيب إلا على القيادات العليا في حزب البعث في بداية الخمسينيات
6. لم يعهد العرب أبداً دولتين عربيتين متجاورتين وفي عداء مستحكم بينهما كما كان بين سوريا والعراق المحكومتين من قبل البعثيين
7. أول من قام بفسخ الوحدة بين مصر وسوريا هم البعثيون ؛ وللمفارقة شن البعثيون حملة صليبية على الشيوعيين باعتبارهم ضد الوحدة لدى قيامها في العام 1958 وفي العام 1961 قاد البعثيون عملية الإنفصال بينما أعلن الشيوعيون موقفاً معارضاً للإنفصال
8. لما كان البعثيون هم حزب البورجوازية الوضيعة فليس منتظراً منهم سوى التراجع السياسي والإقتصادي وصولاً إلى إقتراف الجرائم مثلما قاموا بقتل آلاف الشيوعيين العراقيين في العام 1963 واغتيال عبد الكريم قاسم وعشرات الضباط الديموقراطيين حتى وصول العراق وسوريا إلى الانحطاط الماثل اليوم بفعل البعثيين الذي لم يماثله انحطاط في تاريخ العالم

نعود لضيفي البعثي الذي راح يهاجم الإمبريالية الأميركية لاستهدافها القومية العربية وبقية الحكاية المبتذلة، حكاية الشرق الأوسط الجديد والمشروع الصهيوأميركي . وهنا قاطعته مستعجباً .. يا لجراءتكم أيها القومجيون !! تنهزمون في الحروب ثم تستنجدون بأميركا لحمايتكم من داعش عندما اقتربت من بغداد وفي احتلالها الآن للرمادي . عندما أعلن جورج بوش الإبن لدى تسلمه الرئاسة في أميركا في العام 2000 تبنيه لمبدأ مونرو في اعتزال أميركا السياسة خارج أميركا علا صياح القومجيين يدينون أميركا للتخلي عن حل قضايا العالم وخاصة في الشرق الأوسط كالقضية الفلسطينية . وفيما تعلن أميركا مبدأ بوش في حل الدولتين لأول مرة في فلسطين تجند القومجيون ومن يصفون أنفسهم باليساريين يهاجمون أميركا لسياسة الفوضى الخلاقة والمشروع الصهيوأميركي والشرق الأوسط الجديد !! هؤلاء القوم الأغبياء لا يعرفون أن مبدأ الفوضى الخلاقة هو مبدأ تحرري يقضي بتحطيم مختلف الأطر التي خلفها وراءهم الاستعماريون . وقد وَقَرَ هؤلاء الأغبياء آذانهم كيلا يسمعوا جورج بوش الإبن يخطب بعد احتلال العراق في ضباط القاعدة العسكرية في ويست بوينت في ضواحي نيويورك يستنكر الامبريالية التي انتهجتها الولايات المتحدة في السابق والتي دعمت الحكام الدكتاتوريين في الشرق الأوسط ضد شعوبهم . هؤلاء الأغبياء لا يعرفون أن للإمبريالية معنى واحد لا غير وهو تصدير البضائع ورؤوس الأموال لكن أميركا اليوم هي أكبر مستورد للبضائع ولرؤوس الأموال . فكيف والحالة هذه توصف أميركا بالإمبريالية !؟
وهنا قاطعني الضيف البعثي يقول .. أنا لا أفهم في الإقتصاد !
فرددت عليه أتساءل ..
لماذا إذاً قضيت عمرك تعمل في الساسة وأنت لا تفهم في الإقتصاد مع أن السياسة إنما هي لعبة الاقتصاد !!؟
إذاً أنت يا عزيزي كنت مخدوعاً وما كفاك فجئت تخدع الناس ؛ وحسبك أن تعلم أن لا سياسة بلا إقتصاد .
وهنا نهض ضيفي البعثي وانصرف دون استئذان .

(يتبع)



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوصية الماركسي الشيوعي
- ما هو حقا -ما بعد الماركسية- (2)
- ما هو حقاً -ما بعد الماركسية- !؟ (1)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (10)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (9)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (8)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (7)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (6)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (5)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (4)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (3)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (2)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها
- ضيَّع الشيوعيون إنجيلهم
- العَمَه السياسي في مساق العولمة
- الإنهيار المتسارع للدولار
- البداية من (G 5) في رامبوييه بباريس 1975
- الحزب الشيوعي اليوناني في ضلالة ظلماء
- الإشتباك مع الماركسي العتيد الدكتور حسين علوان حسين
- الشيوعيون المنتصرون أبداً


المزيد.....




- في ذكرى هيروشيما وناغازاكي- تحذير مستخلص من التاريخ: ”هذا م ...
- من أجل تجاوز مغرب بسرعتين: مغرب الرأسماليين ومغرب الكادحين- ...
- إجلاء موظفي سفارة کيان الاحتلال في اليونان بسبب الاحتجاجات ا ...
- بعد «الربيع العربي»… صيف الاحترار الأقصى
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يدعو إلى تصعيد وتوحيد النضال لم ...
- «الديمقراطية» تحذر من خطورة قرار اجتياح كل القطاع وإحتلاله ع ...
- -أوديسة- كريستوفر نولان تُغضب البوليساريو بعد التصوير في الد ...
- تسقط حكومة قطع الأرزاق.. متضامنون مع هشام البنا
- تجويع غزة.. حين يتساوى الميسورون والفقراء
- قانون طرد المستأجرين: لا بديل عن التنظيم الشعبي للدفاع عن ال ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - لا سياسة بلا اقتصاد (1)