أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - القمر الاحمر














المزيد.....

القمر الاحمر


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 13:15
المحور: الادب والفن
    


القمر الاحمر
محمد الذهبي
كان اول من يركض ليجلب آنية من معدن، لقد اختفى القمر، وعلينا ان نطرق على الاواني، ابتلعته الحوتة، سنهاجمها بشدة، وستلفظه، بدأ صراخه بعد ان ملأ الظلام جميع اجزاء المدينة، وخيم الوجوم، القمر ينوح من بعيد وكأنه مسجون يحاول الفكاك من قيده، من يا ترى قيده، طرق آنيته بشدة فتجمع الاطفال حوله: (ياحوته ذبيه ذبيه، هذا عور شلّج بيه)، ( ياحوته يامنحوته، عوفي كمرنه العالي)، والاطفال يرددون خلفه، لم يبق بيت مقفل الابواب، الكل يهرع نحو صوت صالح، منهم من ينتقده ومنهم من يؤيد ماذهب اليه.
لم تكن لدى صالح اية مهنة سوى مراقبة القمر، اما عدة العمل فهي جاهزة لديه، مطرقة واوانٍ، القمر اليوم اصفر، ستذبل الاشجار، وتنتهي الحدائق، القمر اليوم احمر فاتح، الليلة ليلة الرغبة الكبرى، انه يثير الشهوات، اما القمر في هذه الايام فانه احمر كالدم، الله الساتر، انا اكثر واحد اعرف القمر، انطلق صالح في الازقة يطرق ابواب الدور، يمعودين القمر احمر ، اللي عنده فلس ايضمه، نحن مقبلون على حروب وطيحان حظ.
استيقظ صباحا وراح يشرح للناس كيف ان الحروب قادمة والسبب هو القمر، سأذهب الى الجهة الاخرى من المدينة ، الجهة التي يقطنها المسيحيون ، هؤلاء يسمعون النصيحة، سأنصحهم بالهجرة، وربما استفدت شيئا من بيع اغراضهم التي سيبيعونها بسرعة وبسعر اقل، اهنا شحصل ، لقد هربوا من الجنوب، واغلبهم فكر، ولايمكن ان يهاجروا من بغداد، يرون انفسهم في الجنة، فعلا اتجه نحو بيوت المسيحيين، لم يضحكوا من نبوءته، بل حملوها على محمل الجد، وقد هرعوا لتصفية امورهم، وكان هو المستفيد، لم تبق الا امرأة مع زوجها في المدينة، بعد ان رحل ابناؤها الى اميركا واستراليا والسويد.
(ام وليم ليش ماتبيعين الغراض وتسافرين انتي وزوجج)، لن اخرج من بيتي، حتى لو جاءت الف حرب، صدكيني هي فعلا الف حرب، بعد متنتهي، ايكولون هذا القمر الاحمر يبقى لمئات السنين، وروحي الغير دولة وشوفي ، اذا ماشفتي القمر برتقالي، عاتبيني، عمي القمر احمر بس بالعراق، كاظم انتبه للامر، كاظم البعثي، وراح يعد تقريرا عن تحركات صالح المشبوهة، انه يرغّب الناس بالهجرة ويقول: ان الحرب آتية، القي القبض على صالح، وكان التحقيق صوريا في المدرسة الابتدائية المحاذية للمدينة.
وبعد يومين كانت، حذاء صالح مرمية في المتنزه القريب، مع بطل عرق مكسور، وجثة مخفية بتحد كبير، معروفة المعالم، واجزاء كبيرة من الارجل والايدي ظاهرة للعيان، ذهب صالح وبقي القمر الاحمر يطالع وجه المدينة، واول من كان يراقبه الاطفال وام وليم والقليل الذين صدقوا نبوءة صالح، وحين تتذكر ام وليم وهي تحدث جارتها : قالها صالح من اكثر من 38 سنة، لكنني للاسف لم اصدقه، وفارقت ابنائي كل هذا الوقت.
كانت ام وليم في مجلس عزاء، فلقد جلبت الحرب شهيداُ آخر، وام وليم صارت من الندابات المعروفات، فهي لم تغادر المدينة، صارت ترتدي ( الشيلة والجرغد، وتنوح مع النساء باعذب صوت واشجى نبرة)، لم يبق شيء، العمر وهرب بعيدا، وانا وابو وليم على رحيل قريب، لاشيء يستحق العناء، بعدين عشرة محرم بعد جم يوم وانا اعددت نفسي للنواح، الله يرحمك ياصالح، لقد قال ان القمر احمر، ولكن للاسف كنت اراه بلون آخر.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيثارة الشمس
- الاساور المدفونة
- اريد ان اطير
- نص صوفي وجد على اعتاب ضريح عارف كبير
- عندما تقاتل الحضارة
- اسطورتي الشخصية
- بس تعالوا
- في المرآة
- البقعة الحمراء
- شعرة الوطن المقطوعة
- انني احتضر، لكنني لم امت بعد
- اعدام كلب
- الضريح الكبير
- جرغد امي
- بعضي سيقتل بعضي
- يوم عيد الام: ستة اولاد قد دعاهم الله
- اقليم الله
- اعترافات داعشي متمرد
- سيّاف مبتدىء
- سرّ من رأى تعرفني


المزيد.....




- سياسات ترامب تلقي بظلالها على جوائز نوبل مع مخاوف على الحرية ...
- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - القمر الاحمر