أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - سيّاف مبتدىء














المزيد.....

سيّاف مبتدىء


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 12:16
المحور: الادب والفن
    


سيّاف مبتدىء
محمد الذهبي
كان خائر القوى حين استسلم للسياف، اضناه الجوع والظمأ والوقوف لساعات وهو مغلل اليدين، فكانت احلامه تتعلق بالخلاص من هذه الحياة، يخاطب الموت : متى ستأتي وماتريد ان اطعمك، عجل بالقدوم، لم يعد هناك شيء يستحق العناء، لكنهم يبطئون، ويل لهم، وهل هناك شيء سوى الموت، في اول يوم رأيتهم ايقنت بنهايتي، كل الميتات متساوية، ساقنع نفسي ان الموت بالسيف اهون قليلا، لكن الاطلاقات اكثر رحمة، الحبال لايستخدمها هؤلاء، انا اخشى من ميتة يتفنن بها القاتل، والا فالموت متساوٍ.
كان خائر القوى وربما يهلوس، لم يعد يفهم مايريد هؤلاء، انه كتب منشورا على صفحته في التواصل الاجتماعي اشار به الى حجم الجريمة التي انتهت بتحطيم آثار الآشوريين، وقرن بين الحضارة والبداوة، وهاجم سياسة قطع الرؤوس والغزو الهمجي، لم يتوقع ان يصل الامر الى محكمة شرعية، ها هو يحاكم بسرعة كبيرة، وهو يترنح امام الجميع، امام القاضي الشاب الذي حلق رأسه وحواجبه وشواربه، واطلق لحيته بشكل غير نظامي، كان القاضي قد وضع مزيدا من الكحل في عينيه، على انها سنة نبوية، فتى شاب ظهر بشكل مريع، ليلقي الرعب في قلبه وقلب من معه، قضى بقطع رأسه، ولم يعلم مايحوي هذا الرأس من ذكريات.
كان خائر القوى حين اشار اليه السياف ان اقدم، انها النهاية، لحظات وينتهي كل شيء، لكنه لم يكن واثقا ان كل شيء سينتهي، ستبقى هناك بقايا دماء ولحوم متناثرة، واوردة ترفض الانصياع، ليست هنالك نهاية سريعة، دائما هناك جدل، سيستمر، وهنالك بقايا من ذكريات، كان السياف الرئيس مجازا في ذلك اليوم، يتمتع مع عائلته، زوجته وابنائه، كما قال له احدهم، انه سوء الحظ ياسيدي، سيقع هذا الرأس بيد سياف مبتدىء، تلاشت احلامه بالخلاص السريع، واخذ يقلب رأسه في جميع الاتجاهات وكانه يوصيه او يودعه، اوصيك بالا تتدحرج كثيرا على الارض، والا تبقى ملتصقا بجسدي فتزيد آلامي، كن رفيقا بي، فقد عشنا كثيرا معا.
امام لحظات الخوف والهلع كان خائر القوى فتلاشت لديه هذه المشاعر، كان خائر القوى امام كل الذكريات، لم تعد هنالك صور تمر امامي، ولم يعد الحزن يسيطر على مشاعري كما في اولى الساعات، انتظار ممل، حتى ذلك السيف لم يعد يخيفني، كان كل شيء متعلقا بالخلاص، لم ارتجف، ولم اتلعثم، ولم يعتريني مايعتري اشباهي من الرجال، كنت خائر القوى لا اشعر بشيء ولم ابصر سوى اللحى المتدلية، ولم اسمع سوى التكبير والاستغفار، لمن يقدمون ابتهالاتهم، هل هناك رب آخر لانعرفه، ربما يكون لهم رب آخر، امرهم ان يقطعوا رأسي، واوحى للقاضي الشاب ان نهايتي هي الموت.
حتى ماقبل الموت لم يعد يعنيني، لم يتحرك من مكانه حين اشار اليه السياف بالقدوم، حاول لكنه لم يستطع لم تعينه رجلاه على الصمود فجثا على ركبتيه، شعر بوخزة قوية مابين كتفيه، لقد دفعه احدهم بقوة الى الامام، فتدحرج على الارض، واعتدل ثانية ليجثو على ركبتيه، وليحني رأسه لتمتد رقبته الى الامام، كان يشعر انه سيولد من جديد، مستحيل ان تنتهي الحياة بخرافة هؤلاء وقطع الرؤوس، يجب ان تكون هناك حياة اخرى، والا فكل شيء قد كان عبثا لاغير، ولا اعتقد ان الرب يعبث، انا متأكد انها ليست النهاية، ربما هي البداية، ولذا انا مستعد كي ابدأ من جديد، تلقى الضربة وهو على قيد الحياة، ما الذي جرى انا اتنفس ورأسي لم يزل ملتصقا بجسدي، اللعنة عليك ايها السياف ، ماذا تفعل، ربما نبت الضربة، وهاهو يتهيأ للضربة الثانية، احنى رأسه ومد رقبته ليسهل الامر على السياف.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرّ من رأى تعرفني
- السياسي الأخير
- عن نهاية الليل وبدايته
- امرأة اسمها نينوى
- الاموات في احلامي لايتكلمون
- ابصق بدولار
- مدرس ينتظر التقاعد
- الصوت المبحوح
- ارض للبيع
- المرأة الآلية
- قطار الثورة
- الزوج الثاني
- نفايات
- الشيوعي الاخير في محاكم التفتيش
- ضيعت قلبي في الديار
- من يوميات قوّادة بغدادية
- بائع الهوى
- السباق
- طائر الغرنوق
- لوحة لم تكتمل حتى الآن


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - سيّاف مبتدىء