أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - اعدام كلب














المزيد.....

اعدام كلب


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


اعدام الكلب
محمد الذهبي
طالما قالوا عنه انه حيوان وفي ، حتى وصل الامر باحد الشعراء ان استعار وفاء الكلب لخليفة من خلفاء بني العباس، فقال : انت كالكلب في الوفاء، وربما كان الكلب من اقرب الكائنات للانسان، يصادقه ويقدم له فروض الطاعة، وهكذا استخدمه الانسان للحراسة، وحتى الآن احار في اطلاق كلمة كلب، وافكر هل هي مدح ام ذم، ربما اطلقنا على داعش ووصفناهم بالكلاب، وربما قلنا لاحد غدر بنا، انه كلب، فاردنا ان نضعه فرفعناه، الكلاب في البلدان الاخرى تحظى بتقدير واحترام ومداراة، حتى ربما وصل اجر العامل منها الى حد يفوق اجرة الانسان، فالحرس في المنطقة الخضراء ، لايتمتع بما تتمتع به هذه المخلوقات.
الكلب الذي رافق عصابات داعش في تكريت، كان وفيا ايضا، ولكنه اندفع بغريزته بالوفاء للرذيلة، فهو حيوان مسكين لايستطيع التمييز بين الخير والشر، ولا الفضيلة و الرذيلة، هو وفي لاصدقائه، للذين يطعمونه، يحرسهم ويندفع بقوة للدفاع عنهم، هذا الكلب كان وفيا لداعش، وقد استخدموه استخداما سيئا، ودربوه ان يأكل كل شيء، وكان اثيرا لديهم، حتى عاد كالاسد، قبل كل معركة كان ينبح بشكل غريب، وربما نبههم لوجود الخطر الذي يحيط بهم، يهرب بهروبهم، ويتقدم معهم نحو الاهداف، وينسحب بذكاء غريب.
في تلك الليلة نبح كثيرا، ازعجهم بكثرة النباح، اندفعوا في كل اتجاه، تسلقوا الجدران، وارسلوه ليرى العبوات الناسفة التي احاطوا بها المكان، ليس هناك شيء ينذر بالخطر، عادوا ادراجهم وعنفوه، لكنه استمر بالنباح ، انه يشعر بالخطر، بحسب غريزة الكلاب المشهورة، يقولون انها تشعر بالخطر قبل وقوعه بخمس ساعات او اكثر، كانت خطة محكمة من القوات الامنية التي احاطت المكان فجرا، لقد جلبوا معهم كلبا مدربا، ولما كان الكلب العراقي سائبا وتلقى تدريبا بسيطا على يد داعش، فقد كان الكلب المستورد مفتوح الذهن ومدربا بشكل متقن.
استدرج الكلب الذي يرافق القوات الامنية الكلب الداعشي الى مكان منعزل، وتقدمت القوات فجرا لتحيط بالمبنى الذي تحتله داعش، كانوا نائمين، الا واحدا او اثنين، استطاع رجال الشرطة والقوات الامنية والحشد الشعبي ان يلقوا القبض عليهم، ويقتلوا من حاول المقاومة، ومن ثم القي القبض على الكلب الداعشي، وربط بسلسلة حديدية، بدت اعترافات الدواعش غبية ولاترقى الى السمعة الكبيرة التي يتمتعون بها، لم ينتحر اي منهم، ولم يتناول السم، لاقائدهم ولا غيره، كانوا يحتفظون بالزرنيخ فقط، لم يستخدموه، اعترفوا اعترافات غبية، فهم بلا بناء فكري او عسكري، ليست هناك قوات مرتبطة ببعض، لاسرايا ولاكتائب ولا افواج، عبارة عن مجاميع تقاد من قبل فرد يطلقون عليه الامير.
انصب اهتمام القوات الامنية على الكلب الذي لم يكف عن النباح، لم يتناول اي شيء، فقط ينبح، انبرى له احدهم ورفسه: يكفي نباحا ايها الكلب، واشار بالبندقية الى رأسه، جاءت القوات الامنية بالدواعش وكلبهم معهم، القوا في السجن بانتظار المحكمة، اعدم الكلب، واحتفظ بالباقين للمساومات السياسية.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضريح الكبير
- جرغد امي
- بعضي سيقتل بعضي
- يوم عيد الام: ستة اولاد قد دعاهم الله
- اقليم الله
- اعترافات داعشي متمرد
- سيّاف مبتدىء
- سرّ من رأى تعرفني
- السياسي الأخير
- عن نهاية الليل وبدايته
- امرأة اسمها نينوى
- الاموات في احلامي لايتكلمون
- ابصق بدولار
- مدرس ينتظر التقاعد
- الصوت المبحوح
- ارض للبيع
- المرأة الآلية
- قطار الثورة
- الزوج الثاني
- نفايات


المزيد.....




- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - اعدام كلب