أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - اقليم الله














المزيد.....

اقليم الله


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 15:03
المحور: الادب والفن
    


اقليم الله
محمد الذهبي
كانت الاجتماعات على اوجها، ولكثرتها يئس شعب تلك المدن من انهم سيحصلون على كرامتهم في اقليم الله، لكنهم تداركوا الامر وقرروا الصبر، كان النبي يسعى مابين المدن، مدن الاقليم ذاته يقنعهم بالتأسيس لاقليم الله، اجتمع هناك واجتمع هنا، وكانوا يعترضون على النبي في جميع التفاصيل، هل اوصى الاله بالاقليم، وهل نزلت آيات محددة بتشكيله، كان النبي يضحك من هؤلاء ويردد : عندما يهبط الاله الى الارض اسألوه هذه الاسئلة، الاله يريد تحقيق انسانيتكم لا اكثر، لكنه دائما يدعو الى جنة مختلطة من جميع الاقوام، وليس للاقاليم حصة فيها.
يا لأنبياء هذا الزمان، انهم يسعون باتجاه تقسيم كل شيء، ليسهل عليهم التنظير باتجاه افكارهم وافكار الالهة التي ارسلتهم، مستحيل ان يكون ثلاثة انبياء تبعثهم الالهة في ذات الوقت، هل هذه مصادفة ان تنتشر تعاليم سماوية متناقضة، هل هؤلاء الانبياء مزيفون، وهل هناك معجزات لديهم؟ وهل ان اقناع بعض الناس يعتبر معجزة في هذا الزمان، هكذا كان عمر حائرا، يفكر بما آلت اليه الرسالات، وماهي امكانية الرسل في تغيير مستوى تفكير الناس، وهل ارسل هؤلاء الرسل مبعوثيهم الى اصقاع الارض، وكيف يجري هذا وهم يحاولون ان يقتطعوا اجزاء تحت اسماء الاقاليم.
هل الامر سيشبه الى حد ما، ان محاربي هذه الاقاليم قد وصلوا في يوم ما الى اطراف حضارات ومدن كبيرة، وعلى يد نبي واحد، كانوا على وشك ان يسحقوا العالم تحت سنابك خيولهم وسيوفهم الملتوية، وهل ان هذه المدن تنتقم بعد تلك السنوات، فاجبرت هذه الاقاليم ان يكون السلاح بيد تلك الدول المقهورة ايام عصور الاقاليم الذهبية، ربما سندفع الجزية في يوم ما كما تسلمناها من قبل، سوف يكون الامر هينا لو تعلق الامر بالجزية، ان قرطاج تحترق ثانية على يد روما، مدينة صلاح الدين ، هي مدينة اخرى تعتبر من بنات بغداد تحترق، كما احترقت بغداد منذ زمان سحيق.
ستبكي الاشجار هناك، والتربة ستفقد خصوبتها لاعوام مقبلة، هل سيكون اقليم الله افضل من الاقاليم الاخرى، ولايتعرض للغزو المفاجىء، وهل ستصادر اسلحته، كما صودرت اسلحة القرطاجيين، ويبقى تحت حماية بعض الدول، وماهو مصير الانبياء فيه وفي غيره من الاقاليم، كل التعاليم ستلفظ انفاسها ، التعاليم القديمة، وسنعمد الى تعاليم جديدة تلائم روح العصر، هكذا قال النبي في اقليم الله، الافكار القديمة اثقلت بالآراء، وتشعبت الفرق بحيث صارت لاتعد ولاتحصى، واضاع البعض الدليل الحقيقي لمايقول، حيث يتناقض مايقول مع صفات الانبياء والآلهة، لن يكون هناك اله يقاتل في تعاليمنا الجديدة، الاله مركزه محفوظ، وحتى نبي الاقليم لن يقاتل، هناك من ينوب عنه في هذه المسألة.
بعد معركة واحدة ولكنها كبيرة، قرر الشعب في اقليم الله طرد النبي، لانه فرط بدماء ابنائه، بعثهم هناك ليقاتلوا اقواما همجية سلطتها بعض الحضارات المعاصرة، في حين ان رأي الشعب، ان يحافظ المقاتلون على حدود اقليم الله، لكنه استهلكهم بمعركة جانبية، لانريد وصاياك، ثرواتنا نفدت واسلحتنا تكسرت، لم تبق لدينا سيوف ولارماح، بماذا سندافع عن اقليم الله، ام انك تريد ان تقنعنا ان الاله هو من سيدافع عن اقليمه، لم يقتنع نبي اقليم الله بمايقولون، وانه مصمم ان يتخلص من انبياء الاقاليم الاخرى لانهم بلا تعاليم ودونما حدود معروفة، ان اقليم الله، حدده الاله وهو من بشر به، هناك دماء غزيرة سالت بعيدا عن حدود الاقليم، هؤلاء يحاول النبي ان يتجاهلهم.
كانت الجلسة قد عقدت وطلب الشعب من النبي، اعادة جثامين 1700 جندي قتلوا بطريقة بشعة، اننا نريد معجزة من معجزاتك، والا لاحاجة لنا بالكلام، لم نطلب منك ان تحيي الموتى، ولانريد موائد كما طلب الذين قبلنا، نريد اعادة جثامين ابنائنا، وان لم تفعل فانت نبي مزيف، ولسنا بحاجة الى نبي لايمتلك معجزة واحدة، الانبياء دائما يدعمون آراءهم بالمعجزات، فاين هي معجزتك؟، عجز النبي امام اصرارهم وفكر كثيرا، وفي الليل اخرج جواز سفر اميركي قديم وجنسية اميركية، وفي مساء اليوم التالي كان يرتدي الجينز في واشنطن ويدور في شوارع المدينة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات داعشي متمرد
- سيّاف مبتدىء
- سرّ من رأى تعرفني
- السياسي الأخير
- عن نهاية الليل وبدايته
- امرأة اسمها نينوى
- الاموات في احلامي لايتكلمون
- ابصق بدولار
- مدرس ينتظر التقاعد
- الصوت المبحوح
- ارض للبيع
- المرأة الآلية
- قطار الثورة
- الزوج الثاني
- نفايات
- الشيوعي الاخير في محاكم التفتيش
- ضيعت قلبي في الديار
- من يوميات قوّادة بغدادية
- بائع الهوى
- السباق


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - اقليم الله