أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - انني احتضر، لكنني لم امت بعد














المزيد.....

انني احتضر، لكنني لم امت بعد


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


انني احتضر، لكنني لم امت بعد
محمد الذهبي
كان يطلق الزفرات، زفرة تلو الاخرى، ويتفحص وجوه الموجودين، يبدأ باولاده الثلاثة الذين يترقبون موته، ويضحك في سره من غبائه، لم يكن يتصور ان الامور ستصل الى ماوصلت اليه، كان يعتقد ان الاموال هي نبتة الخلود التي بحث عنها كلكامش فلم يجدها ووجدها هو، الشباب يعود ، مساج ورياضة في بريطانيا، وافران طينية حرارية في رومانيا لعلاج المفاصل، واثارة في اوكرانيا، كان يعتقد ان الحياة تتجلى في اثنتين، في الخمرة والنساء، مادمت امتلك القوة لمقارعة هاتين الاثنتين فانا على قيد الحياة.
شهر كامل وهو يجود بنفسه واولاده من حوله يترقبون، حسين وعبد اللطيف وسردار، سردار، لقد اسميته بهذا الاسم تيمنا بصفقة ناجحة لي مع احد التجار الكرد اسمه سردار، اما عبد اللطيف فقد اقنعني الحاج ابو نافع من الفلوجة، ان خير الاسماء عبد اللطيف فهو من اللطف، والالطاف واللطافة، في حين ان حسين هو ابني البكر وكانوا ينادونني (ابو حسين)، تأوهت زوجته وقالت: (ياربي ماترحم هالمسكين، هو شمسوي حتى يتعذب)، ضحك ثانية مما تقول، ولج في سنة 48 وكان عمري خمس سنوات، شاركت بفرهود اليهود، ومن ثم نهبت المحمرة ومافيها من ذهب اصفر، وبعدها عرجت على الكويت، حتى كربلاء لم تسلم مني.
وآخر موبقة فعلتها انني بقيت في بغداد في 2003 اترقب المصارف، واختار منها ما اشاء، كان يتزوج بحسب الشرع مثنى وثلاث ورباع، يجمع تسع نساء بحسب تفسيره للآية، المثنى اثنان والثلاث، ثلاث والرباع ، اربع نساء، ومن ثم يطلقهن، ليستبدلهن بغيرهن، ولم يقتصر على الزوجات، فقد استأجر شقة في وسط بغداد، يستخدمها لهذا الغرض، كان يقاتل من اجل الحصول على امرأة، حتى دهمته التهابات البروستات، فصار يضع بيد خليلته شمعة، ويقول لها اعملي بمؤخرتي مابدا لك، حتى اقضي وطري معك.
(الهي شمسوي ابو حسين ويتعذب هيج)، هذا ماقالته ام حسين، فضحك في سره، يكفيني من اوقعت بهم في التجارة، افلستهم وحولتهم الى متسولين، لعبت بكل شيء، كنت بعيدا عن الله، لم اتمنَّ لقاءه في يوم ما، انا اخافه واخشاه، واستبعد ان اقع بين يديه، سمع احد ابنائه يتذمر، سردار كان مغتاظا جدا، يريد الامر ان ينتهي، فقال في سره، انه سردار لايشبع ولايهجع، يريد ان يأخذ كلَّ شيء، لقد ظلمته في فترة من فترات حياتي، لكنه يصادرني الآن، سيأخذ كل شيء وينتقم من اخويه، انا متأكد انه سيحولهما الى متسوليْن، وحسين هل سيسمح له بذلك؟ يسأل نفسه ويجيب، حسين الكبير وهو مغلوب على امره، المطلوب منه ان يداري اخويه.
وانت ياعبد اللطيف، يامن تمتعت بالشباب وزهوه، الاموال تركتها بين يديك، وكنت تصطاد ماتريد، سلطة وجاه ونساء، ها انت تتعب الآن، بسبب انانيتك وتفردك وتسلطك على اخويك، الآن انسحب البساط من تحت قدميك، فما انت فاعل، كان ولاؤك دائما مختلطا، كلمة تأخذك واخرى تأتي بك، حتى بت لاتعرف ماتريد، ( الهي ماترحم ابو حسين)، قالتها ام حسين ثالثة، فرد عليها في سره لن يرحمني، ايتها المرأة الغبية، لم اكن اعرفه، فكيف سيرحمني؟ سابقى ممددا هاهنا ولن تسحبوا دينارا واحدا من اموالي، امامكم حل واحد، ان تقتلوني، افعلوها، وسوف ترون عاقبة فعلتكم،انني احتضر، لكنني لم امت بعد.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام كلب
- الضريح الكبير
- جرغد امي
- بعضي سيقتل بعضي
- يوم عيد الام: ستة اولاد قد دعاهم الله
- اقليم الله
- اعترافات داعشي متمرد
- سيّاف مبتدىء
- سرّ من رأى تعرفني
- السياسي الأخير
- عن نهاية الليل وبدايته
- امرأة اسمها نينوى
- الاموات في احلامي لايتكلمون
- ابصق بدولار
- مدرس ينتظر التقاعد
- الصوت المبحوح
- ارض للبيع
- المرأة الآلية
- قطار الثورة
- الزوج الثاني


المزيد.....




- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - انني احتضر، لكنني لم امت بعد