أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - اريد ان اطير














المزيد.....

اريد ان اطير


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 18:41
المحور: الادب والفن
    


اريد ان اطير
محمد الذهبي
يجوب الطرقات، يرفع صوته عاليا بصياح الديك، يقلد ابسط التفاصيل بالصيحة الواحدة، قائمتاه متهالكتان، يصيح هنا ويصيح هناك، ولايقتصر على الصباح، في كل الاوقات يملأ جو المدينة المزدحمة بالصياح، اشترى له ابوه عربة، ولم تثنه عن هوايته المفضلة، يدفع مستندا على رخاوة رجليه ويصيح عاليا ويرفع رقبته للاعلى، ويعود بها ثانية، فهو الديك الذي لايبارح ازقة المدينة، حتى حين يختلف مع احد ما، لايستخدم يديه، وانما يبدأ معركته بالقفز واستخدام المنقار.
بالامس اوقفته ، قلت له محمود لماذا تقلد صوت الديك، فقال: انا احب ان اكون ديكا، هل ترى كان صعبا على الله ان يخلقني ديكا، هي امنيتي، ولكن ما الفائدة، انا ديك بهيئة اخرى، تجرأ اكثر واندفع باتجاه ان يكون ديكا حقيقيا، ذهب الى الخياط فجاراه الرجل برغبته، وقرر ان يخيط له جناحين من قماش، جناحان يشبهان جناحي الديك، ارتداهما وصار يجوب الازقة بهما واصبح ديكا بهيئة كاملة، الحلاق الذي قربنا، اتعب نفسه قليلا وراح يرسم شعره على هيئة عرف الديك، فتحقق له مايريد، وصار ينط من سطح الى آخر.
الجميع يتساءلون اين ذهب الديك، لقد سمعته يصيح في الزقاق المقابل، ابوه وامه واخوته لم يعترضوا على شيء، انه ديك المدينة، لكنه لايضل مكانه مثل الديكة الاخرى، ولم يتحرش باية دجاجة، تفتق فكره ان يطيل اظافر قدميه، وفعلا امتلك هذه الخاصية ايضا، حتى صار عسيرا على اي احد ان يحتك به، كان شغله الشاغل التفكير بكيفية الحصول على منقار، فاقنعه الناس بان هذا الامر لا اهمية له ، فليفترض ان انفه هو المنقار.
اقتنع وراح يجوب الازقة بعرف الديك والاظافر الطويلة والجنحين الابيضين، يصيح بنغمة ربما جاءت احلى من صياح اي ديك آخر، وبما انه لم يجد دجاجة تقابله الصوت وتقاقي له، اخترع دجاجة ذاتية وراح يقاقي بعد ان يمل من صياح الديك، هكذا محمود ملأ جو المدينة صياحا ومقاقاة، حتى بدأ البعض يتذمر لانه لايفرق بين الاوقات، يصيح في كل وقت، ويصيح امام الافراح وامام مجالس الحزن، يشغل السنة بطولها وعرضها صياحا.
في الآونة الاخيرة بدأ ينطط على سطوح الجيران، خصوصا بعد ان اثبت جنحيه، صار يقفز من سطح الى آخر كثيرا، ويحاول جاهدا ان يشارك الديكة صياحهن في الفجر، وطالما تلقى رد ديك بعيد، اذ لم يكد محمود ان يبدأ صياحه، حتى تبدأ ديكة المدينة بالصياح هي الاخرى، للاسف بدأ يفكر بالطيران، وراح يطرح الموضوع امام اصدقائه، اريد ان اطير، حاولت ان اقنعه ان الديكة لاتطير، فهي تألف تربية الناس لها، وهيئة اجنحتها لاتساعدها على الطيران، ولكنه اصر وذهب الى الخياط لاجراء التعديلات على جنحيه، البارحة فقط سمعت ان محمود قفز من بيتونة الدار وكان يحاول الطيران، تكسرت رجلاه ويداه وتهشم الحوض، وهو الآن مقعد تماما، لكنه لايكف عن الصياح من داخل الدار.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص صوفي وجد على اعتاب ضريح عارف كبير
- عندما تقاتل الحضارة
- اسطورتي الشخصية
- بس تعالوا
- في المرآة
- البقعة الحمراء
- شعرة الوطن المقطوعة
- انني احتضر، لكنني لم امت بعد
- اعدام كلب
- الضريح الكبير
- جرغد امي
- بعضي سيقتل بعضي
- يوم عيد الام: ستة اولاد قد دعاهم الله
- اقليم الله
- اعترافات داعشي متمرد
- سيّاف مبتدىء
- سرّ من رأى تعرفني
- السياسي الأخير
- عن نهاية الليل وبدايته
- امرأة اسمها نينوى


المزيد.....




- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - اريد ان اطير