أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - قيثارة الشمس














المزيد.....

قيثارة الشمس


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


قيثارة الشمس
محمد الذهبي
اله الشمس هبط الى الارض يوما ليتفقد نور الشمس الذي يعطي للارض الحياة، مشى مزهوا بكبريائه، افيضي عليهم من القي ورحمتي، كانت الشمس تتلألأ بالافق، وترسل اشعتها كشعور الفتيات المذهبة، اصطحب الاله في رحلته الكونية معه ابناءه الستة، لعبوا بمرح كبير، وشاهدوا عند النهر قيثارة كبيرة، هرولوا نحوها، وانسابت الانغام عالية ، ضحكت الشمس وزادت من روعتها انها تحركت حركة بسيطة، رقصت بحنان كبير، اصطحب الالهة الاطفال القيثارة معهم عند عروجهم للسماء، وهناك بدأت حفلات لانظير لها، كان الابناء الستة عازفين من الطراز الاول، الهمهم اله الشمس حكمته في العزف، اصطفت جميع المخلوقات لاوتار القيثارة الشجية، ورقص الملائكة، وغردت الطيور في الجنة.
كانت الاصوات ترتفع والمخلوقات تنادي ماهذه الروعة، انها اكثر الجنان راحة، في حين هدأت الشمس من لهيبها وراحت تترنح طربة بما يقدمه العازفون، ايها الاله العظيم ، لقد استيقظت جميع المخلوقات ورقصت بحبور كبير، هل هذا الجو يسعدك؟ نعم استمروا، انا ايضا طربت على صوت اوتار الكتان، لكننا لوجربنا اوتارا اخرى ، ربما اصبح الصوت اكثر رنينا وحكمة، وصار الايقاع مؤثرا، ابدى اله الشمس موافقته، هبط الى الارض ثانية مع ابنائه يبحثون عن طريقة جديدة للعزف، وكيف سيتسنى لهم ذلك مع اوتار الكتان.
ادرك الابن الاصغر ان الاوتار المستخرجة من امعاء المخلوقات يمكن لها ان تعزف بشكل رائع، واقنع اخوته بتهيئة سهام واقواس الصيد، صرح اله الشمس ان الاوتار تكون ستة فقط، والقيثارة ستسمى قيثارة الشمس، وعلى كل واحد من الالهة الصغار ان يجلب وترا من امعاء حيوان وليكن الانسان من بينها، هرع الفتية يبحثون، فجاؤوا بامعاء الجاموس والخيول والحمير والقرود والاسود والنمور والانسان، عرجوا ثانية مع القيثارة الكبيرة، كانت جميع المخلوقات بانتظار نغم جديد وهيأت نفسها للمتعة مع اصوات العزف الذي تقدمه قيثارة الشمس، طال انتظارهم، واصبح شوقهم كبيرا.
ياترى هل من الممكن ان تكون القيثارة بستة اوتار مختلفة، سيكون العزف جميلا، اوتار الكتان لاتعطي نغما محكما، ومن المؤكد ان البديل سيكون مؤثرا كثيرا، سنصلي للاله العظيم بعد ان نستمتع بموسيقى قيثارة الشمس العظيمة، فرحت الشمس كثيرا بهذا الانجاز الكبير، وراحت تحوك اشعتها للمناسبة العظيمة، ستكون اشعة هادئة بهدوء عزف قيثارتي العريقة، وهناك سيستمتع اله الشمس مع الآلهة الآخرين، سأنظر الى المخلوقات وهي ترقص رقصة الشمس التي ستناغي بها اوتار القيثارة الجديدة، تتفتح جميع الازهار الارضية عند سماع اولى نغمات الموسيقى العذبة.
اله الريح امتثل للامر وجعل الريح ساكنة ريثما تنتهي معزوفة الشمس، وتستمتع بها جميع المخلوقات والآلهة معا، كان جوا بديعا، ارادت الشمس ان تبقيه هادئا بلا اشعة حارة، فرسمت اشعتها خيوطا ذهبية، الجميع ينتظر، الاله الكبير يقف متوسطا الجموع، واله الشمس يتنقل من مكان الى آخر لتهيئة الجو الساحر، كان الاختبار الاول للقيثارة، وعليه ان ينجح، ابتدأت الموسيقى ووجمت المخلوقات، وصار الصراخ عاليا، انها موسيقى كريهة، هناك خلل ما، ابحث عنه ايها الاله.
لم يطل الامر كثيرا، كان الوتر المستخرج من امعاء الانسان نشازا ولايوفر تناغما مع الاوتار الاخرى، صاحت المخلوقات اقطعوه ليس لنا حاجة به، لقد شوه قيثارة الشمس الرائعة، صار اله الشمس محرجا، هناك قسم من المخلوقات قد اجهش بالبكاء وصار نادما على حضوره هذا الحفل، تدارك اله الشمس الامر وقطع وتر امعاء الانسان فاستقر اللحن جميلا هادئا ووديعا، ورقصت الحيوانات رقصة الشمس.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاساور المدفونة
- اريد ان اطير
- نص صوفي وجد على اعتاب ضريح عارف كبير
- عندما تقاتل الحضارة
- اسطورتي الشخصية
- بس تعالوا
- في المرآة
- البقعة الحمراء
- شعرة الوطن المقطوعة
- انني احتضر، لكنني لم امت بعد
- اعدام كلب
- الضريح الكبير
- جرغد امي
- بعضي سيقتل بعضي
- يوم عيد الام: ستة اولاد قد دعاهم الله
- اقليم الله
- اعترافات داعشي متمرد
- سيّاف مبتدىء
- سرّ من رأى تعرفني
- السياسي الأخير


المزيد.....




- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...
- متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr ...
- تطوير -النبي دانيال-.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقاف ...
- مشهد خطف الأنظار.. قطة تتبختر على المسرح خلال عرض أوركسترا ف ...
- موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - قيثارة الشمس