أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - انتحارُ الأديب على بوابة قطر














المزيد.....

انتحارُ الأديب على بوابة قطر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 13:15
المحور: المجتمع المدني
    


نعلمُ أن الأدبَ يخترقُ حدودَ الثقافات والدول والقلوب... متحررًا من جوازات السفر. نعلمُ أن الشعراءَ عابرون جغرافيات وأزمنة وألسنًا وأعراق وعقائد وقوميات. نعلمُ أن القصيدة والرواية وقطعة الموسيقى، متى كُتبتْ، تصبحُ من فورها كائنًا مستقلاً حُرًّّا لا ينتمي لصاحبه إلا بشهادة الميلاد، ثم يحلّق بجناحيه الطليقين كطائر مهاجر لا يستقرُّ على أرض ولا تستأنسه شجرةٌ ولا يجتذبه عُشٌّ ولا يلتقطه ميناءٌ، بل يجوبُ الأرضَ شرقًا وغربًا ليصبح ابنًا شرعيًّا لكل من يناوشه أو يقرأه أو يُنصتُ إلى وجيب قلبه، ثم يتمُّ تعميدُه في كلّ لغة يُترجَم إليها، ترجمةً رفيعة. نعلم أن هذا الكوكب المترامي ليس إلا قطرةً في لجّة الكون الفسيح. وأن هذا العالم المتناحر الذي يأكله لهيبُ المعارك وجحيمُ العنصريات ونيرانُ التباغض وويلُ التنازعات وبارودُ الطائفيات، لا يوحّده إلا الأدبُ والتشكيل والأوبرا والباليه وصوتُ الموسيقى.
نعلمُ أن الثقافةَ تُصلِحُ ما تفسده السياسةُ. وأن الأدباءَ والشعراء يرأبون الصدوع التي يحفرها الساسةُ بين الشعوب والقوميات والأعراق. نعلم أن الفنون والآداب هي الجسور الوحيدة بين الفرقاء. وأنها حائط الصدّ الأخير قبل الانهيار وتراكم الأطلال وتكسّر النصال على النصال. ولكنْ.
نعم، هناك دائمًا تلك التعسة: “ولكنْ". رغم صِحّة كلِّ ما سبق، لكن هناك خطوطًا حمراء. تقفُ حين تُمسُّ كرامةُ الأوطان.
نعلمُ أن الأديبَ حيٌّ أبدًا، لا يموت. لأن موته الجسدي حدثٌ عابر لا يُعوَّلُ عليه، لكن خلودَ ما كتب، عبر الأزمنة والجغرافيات، هو الثابتُ الذي يُعوَّل عليه. ولكنْ.
ثمة "لكن" أخرى هنا. الأديبُ حقًّا لا يموت، لكنْ، بوسعه أن "ينتحر". متى ينتحرُ الأديب؟ حين يُضحّي بتاريخه وباسمه من أجل حفنة من المال مغمسّة بدنس النَيْل من الكرامة ومن شرف الوطن.
في المهرجانات الأدبية العالمية التي نُدعى إليها، نتأكد أولا أن لا شعراء مشاركين من إسرائيل، وإلا رفضنا الدعوة. لأننا كمثقفين نرفض التطبيعَ مع إسرائيل وإن أقرّته حكوماتُنا. كذلك قطر، أضّرت مؤخرًا بمصر وبالعروبة أكثر مما فعلت إسرائيل، لأنها خانت ميثاق العروبة، بينما إسرائيل دولةُ عداء صريحٍ؛ ليس بيننا وبينها إلا ميثاقُ الدم، فتسقط عنها جريرةُ الخيانة التي يجرُّها ذيلُ قطر، حين سخّرت جزيرتها ودولاراتها لكسر مصر ودعم أمريكا والإخوان. وللأسف هناك 200 مصري، ممن نطلق عليهم "أدباء"، أغرتهم الدنانيرُ فهرعوا هذا العام وراء جائزة أدبية أطلقتها قطر، واضحٌ للعميان أنها سياسية لإخضاع أنف مصر، التي للأسف لا تستطيعُ تكريمَ أدبائها ماديًّا.
دُعيتُ لمعرض الكتاب بالدوحة هذا العام، ووضعوا اسمي ضمن برنامج الفعاليات رغم أنني لم أستجب للدعوة. فما كان منهم، لحفظ ماء الوجه، إلا أن زعموا كذبًا أنهم ألغوا دعوتي، رغم تصريح وزير الثقافة القطري إنني لم أقبل دعوتهم. تلك قطر التي يتهافت عليها المتهافتون، ونسوا أنها لم تحفظ جمائل مصر عليها، على مدى عقود.

فاطمة ناعوت



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب النور وحلم التمكين الداعشي
- سلّة رمان ..
- حكاية حنّا وعبد السلام
- هل تحب الغُراب؟
- “بَسّ- اللي فيها كل العِبر
- هل قرأ وزيرُ العدل -أفلاطون-؟
- ميكي يجيدُ العربية
- والله وبكّيت فاطنة يا عبدُ الرُحمن
- سَحَرةُ الكُرة … وفرسانُها
- النسخةُ الأجمل منك... في المرآة
- المايسترو صالح سليم
- لستُ يهوديًّا ولا مسيحيًّا ولا مسلمًا
- هل جئتَ في الزمن الخطأ؟
- أصول داعش في جذور مصر
- هاني شاكر، الطائر الحزين
- غدًا تتحرر سيناء
- الراقدةُ في غفوتِه
- العروس
- هل أنت واحد أم كثير؟!
- أيام الإرهاب الوسطي الجميل


المزيد.....




- عراقجي: لسنا من يستهدف المستشفيات بل مجرمو الحرب الإسرائيليو ...
- جمعيات حقوقية تتهم حكومة نتنياهو بعدم توفير ملاجئ لكبار السن ...
- في مواجهة ترامب.. رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي للدفاع عن ...
- سلام وجراندي يشددان على أهمية توفير الظروف الملائمة لعودة ال ...
- لاكروا يؤكد سعي الأمم المتحدة الجاد لضمان تمديد مهمة اليونيف ...
- الأمم المتحدة تحذر من ظهور بؤر مجاعة في اليمن خلال الأشهر ال ...
- فرنسا: نشر 4 آلاف عنصر أمن في -عملية تفتيش وطنية- لاعتقال ال ...
- مسئول إيراني يعلن اعتقال 24 جاسوسا إسرائيليا غرب طهران
- ممثلو عملية التشاور العربية: قضية اللاجئين جوهر القضية الفلس ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليوني سوري عادوا إلى مناطقهم الأصلية ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - انتحارُ الأديب على بوابة قطر