أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - الراقدةُ في غفوتِه














المزيد.....

الراقدةُ في غفوتِه


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


تتسلَّلُ ملكةُ الجِنِّ
عند فجرِ المدينة
والضبابْ
لتُقطّرَ في عينيي الغافيتينْ
قطراتٍ
من رحيقِ الزهرةِ الأرجوانية
زهرةِ العشقِ والجنونْ،
فتنتفحُ مسامُ جسدي الظامئْ
على عشقِ أولَ من أراهُ
في صحوي،
هكذا تقول الأسطورةُ الإغريقيةُ
في حُلمِ منتصفِ ليلةِ صيفْ.

نائمةٌ أنا الآنَ
حين أصحو
سأقعُ في غرامِ مَن أرى
...
- ومَن أرى يا عمّة حين أصحو؟
- ذلكَ البعيدُ يا بُنيّتي
الذي تلمعُ عيناه من فرطِ الشوقِ
ويسكنُ فوق التلال القاصية
في رِفقةِ العصافيرِ والظِباء
وتسقطُ مخلاةُ صيدِه عن كتفه
كلما مالَ قلبُه بالهوى،
هو الآن يتخفّي
خلفَ شجرةِ السَّروِ
حتى تقومين من رقدتِك
وترقدين بين ذراعيه
حتى الأبد.

جاء سيدُ الأخشاب
يمشي على مهلٍ
حاملاً صليبًا من العذابْ
وكأسًا من الخلّ
وهتفَ في الحشودِ التي
تتربّصُ فوق الشجرْ
بالفتاةِ الراقدةِ في غفوتها:
“لماذا تزعجون المرأة”؟
هي لم تفعلْ إلا الحَسَنْ
فدعوها تصحو
حين تصحو
ودعوا العينين المغلقتين
مُغلقتين
والجسدَ الخَدِرَ
خدِرًا
حتى تحتمي من نار العشقِ التي
تحرقُ الأوصالَ
وانتظارِ الذي لا يأتي
فذاك البعيدُ
مشغولٌ
ببيتٍ ووديانَ ومنازلَ وجدائلِ طفلةٍ
تطيرُ بين الحقولْ
فكيفَ يغرقُ في هوى بنتٍ
وحيدةٍ
تعيشُ عند الهضابِ الموحشة
وتنسى دراهمَها ودفاترَها
فوق مصاطبِ الأحراشْ؟!


هذي البنتُ
منذورةٌ للفقدِ والويلْ
منذ لفظتْها أمُّها من أحشائِها
فخرجتْ للنورِ ناشبةً أظافرَها في رحمِ الأمِّ
كأنما لا تريدُ الخروجَ إلينا
وتسألُ كلَّ يومٍ
أن تعودَ من حيثُ أتتْ
إلى مشيمةِ الظلماتِ الثلاثْ
التي تكفّنُ الأطفالَ
...
فاتركوها لحالِها
واسألوها
أن تدخلَ مملكةَ الجِنِّ
ولا تخرجَ أبدًا
نحو النورْ
إلا لقبرِها
ودعوا حبيبَها المسافرَ
في أسفارِه
ونسائه
وحقولِ قمحِه التي
لا تشبهُ صحراءَنا
...
الجدبُ
يليقُ بابنتي.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العروس
- هل أنت واحد أم كثير؟!
- أيام الإرهاب الوسطي الجميل
- هل تذكرون راتشيل كوري؟
- الذهبُ الزائفُ على قمم التلال
- درسُ الثراء للصغار
- نحنُ أبناءُ الحياة
- نحن العدوّ الخطأ، أيها الأشاوس
- الزبون دائما على حق
- قدِّموا الأطفالَ للمحاكمة
- آن أنْ أكتبَ عن العصفور
- علامَ يُحاكَم إسلام البحيري!
- عبثيةٌ لم يكتبها بيكيت
- سعفةُ نخيل من أجل مصر
- هل لحرية التعبير قيود؟
- سفاحُ الأطفال، صائدُ العصافير
- الحاجة صيصة وذقن حتشبسوت
- طلّعى الكمبيالة يا حكومة!
- أيتها المرأةُ الملعونة، أين عضلاتُ فخذيك؟
- مصرُ أينما جُلتَ


المزيد.....




- خلال سطو مسلح على شقتها.. مقتل الفنانة ديالا الوادي بدمشق
- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - الراقدةُ في غفوتِه