أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - ميكي يجيدُ العربية














المزيد.....

ميكي يجيدُ العربية


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 10:20
المحور: الادب والفن
    




اِفتحْ أي عدد من مجلة "ميكي"، وحاول أن تجد في حوار "بطوط" أو "عم دهب" أو "الجدة بطّة" أو ميكي وميمي وبندق وزيزي وحتى أطفال البط الصغار.... أية غلطة نحوية أو صرفية أو إملائية. وسأمنحُك ألف جنيه مصري مقابل كلّ هفوة نحوية أو هِنة صرفية أو همزة زائدة أو مفقودة أو في غير موضعها. يحدث هذا في مقابل العثرات اللغوية الكثيرة التي تقع فيها الجرائد والمجلات المصرية، الحكومية والمستقلة، والكتب والمطبوعات والمنشورات. ولا تسلم من هذا حتى كتب الإبداع من شعر ونثر. هذا فضلا عن الإعلانات التليفزيونية وإعلانات الشوارع والمحال التجارية التي تتبارى فيما بينها لإهانة اللغة العربية الجميلة. فتجد يافطة تقول:“اشتري واحدة تحصل على الثانية مجانًا”، فإن حدث وأخبرت المسؤول أن يحذف حرف الياء لتُصبح: “اشترِ”، سخر منك ورماك بالجهل.
لكن المحزن حقًّا أن تكون في سيارتك، وتدير مؤشر الراديو حتى تقف على "إذاعة القرآن الكريم"، لتسمع مذيعًا يقول بثقة: "أحاديثٌ قدسية". فتتعجب كيف لم يتعلم هذا الرجل أن الكلمة على وزن "مفاعيل" ممنوعة من الصرف ولا يجوز تنوينُها. ألم يتعلم في المرحلة الإعدادية درس "الممنوع من الصرف"؟ ألم يمر عليه باب "ما لا يُصرف" في "ألفية ابن مالك" قوله: “الصرفُ تنوينٌ أتى مُبيّنًا معنى به يكون الاسمُ أمكنَ"؟ ليعرف أن كلمة "أحاديثُ" مستحيلٌ أن تُقرأ "أحاديثٌ"؟ ما كان أسهل أن يتبع القاعدة الذهبية "سَكّنْ، تسلمْ"، لكنها شهوة التشكيل والتنضيد دون علم! وما كان أسهل أن يُضيف "ال" العهدة، ليهرب من المأزق فتكون "الأحاديثُ القدسية"! ألم يسمع المشرفون على القناة، أو على البرنامج تتر الحلقة لينتبهوا إلى الخطأ اليومي المتكرر، وينبهوا المذيع ويعدلوا أسلوب نطقه؟ أسئلة كثيرة دون إجابات تدور برأسي كلما سمعت هذا البرنامج، لا أملك إجاباتها. لكن سؤالا واحدًا أعرف إجابته: “هل صادف وقرأ ذاك المذيعُ مجلة ميكي وهو صغير"؟ الإجابة القاطعة: “لا". لأنه لو فعل لانضبط لسانُه العربي وما كان نوّن وصرف ما لا يُنوّن ولا يُصرف.
أتساءل، هل تشرف شركة "والت ديزني" الأمريكية على سلامة اللغة العربية في مطبوعتها المصرية التي ظهرت في مصر عام 1959 على يد "دار الهلال" المصرية، مثلما تُشرف على جودة الطباعة؟ ذاك أن مجلة ميكي المصرية لم تتوقف عن الصدور طوال نصف قرن ونيّف، إلا عامًا واحدًا فقط هو 2003، حينما اعترضت شركة "والت ديزني" على رداءة الطباعة، وفسخت العقد. ثم عادت للصدور العام التالي على النحو الذي يُرضى الشركة الأمريكية ويليق باسمها العريق الأشهر، ويليق بالقارئ المصري. فهل تُرى تتابع الشركة العالمية سلامة اللغة العربية على ألسن شخصيات الكاريكاتور أيضا؟ ربما. لكن الحتمي أن القائمين على هذا العمل المحترم، قومٌ محترمون، يحترمون القارئ وإن كان طفلا، ويحترمون اللغة العربية التي احترمها المبدعون الكبار واحترمها القرآن الكريم.
هل أطالب وزارات التعليم المصرية بوضع مجلة ميكي في المناهج الابتدائية؟ أو على الأقل بتوفير نسخ منها في مكتبات المدارس وتعويد الأطفال على قراءتها لينضبط لسانهم العربي؟ شكرًا لكل القائمين على هذا العمل العريق المحترم: مجلة ميكي.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والله وبكّيت فاطنة يا عبدُ الرُحمن
- سَحَرةُ الكُرة … وفرسانُها
- النسخةُ الأجمل منك... في المرآة
- المايسترو صالح سليم
- لستُ يهوديًّا ولا مسيحيًّا ولا مسلمًا
- هل جئتَ في الزمن الخطأ؟
- أصول داعش في جذور مصر
- هاني شاكر، الطائر الحزين
- غدًا تتحرر سيناء
- الراقدةُ في غفوتِه
- العروس
- هل أنت واحد أم كثير؟!
- أيام الإرهاب الوسطي الجميل
- هل تذكرون راتشيل كوري؟
- الذهبُ الزائفُ على قمم التلال
- درسُ الثراء للصغار
- نحنُ أبناءُ الحياة
- نحن العدوّ الخطأ، أيها الأشاوس
- الزبون دائما على حق
- قدِّموا الأطفالَ للمحاكمة


المزيد.....




- -أعرف مدى دناءة دونالد ترامب-.. جيفري إبستين في رسالة عن قضي ...
- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - ميكي يجيدُ العربية