أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - غدًا تتحرر سيناء














المزيد.....

غدًا تتحرر سيناء


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4791 - 2015 / 4 / 29 - 11:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أكادُ أراه. آخر جنديّ إسرائيلي يبرحُ أرضَ سيناء الطيبة ويمضي منها إلى حيث يمضي، بلا عودة. منذ ثلاثة وثلاثين عاماً نجح المصريون في انتزاع أرضهم الطاهرة، التي وطأها الأنبياءُ والرُّسل، من قبضة صهيون الآثمة التي اقتنصتها منّا بعد هزيمة حزيران الأسود. وما بين لحظة سقوطها في 5 يونيو 1967، ولحظة استردادها يوم 24 أبريل 1982، أنهارٌ من الدماء وسيول من الويل في حرب استنزاف ومعارك تحرير وتحوّل في الاستراتيجية العسكرية المصرية من مرحلة الصمود إلى مرحلة الردع، وانتصار مصريّ عربي، وملحمة عبور مشهودة، وهدم لأسطورة خط بارليف المنيع، وانهيار للكيان الصهيوني، ومحاولات أمريكية شرسة لإنقاذ إسرائيل ابنة أمريكا المدلّلة، وتدخّل من مجلس الأمن الدولي لإنهاء المعارك ووقف صمام الدم، ومباحثات عسكرية سياسية دولية، لندخل في مرحلة المفاوضات من خيمة الأمم المتحدة عند الكيلو 101 طريق القاهرة-السويس، أسفرت عن تحرير 8000 كم2 واسترداد منطقة المضايق الاستراتيجية وحقول البترول على طول الساحل الشرقي لخليج السويس، ومعاهدة سلام لم يرض عنها المصريون ولا العرب انتهت بانسحاب إسرائيل الكامل من خط العريش ورأس محمد وتحرير 32 ألف كم2 أخرى من سيناء بما يكافئ ثلثي مساحة سيناء، إلى أن تم الانسحاب الكامل من سيناء، ما عدا طابا، حتى خط الحدود الدولية بتحرير 21 ألف كم2 إضافية في 25 أبريل 1982. ثم رُفع علمُ مصر العزيز فوق سيناء الحبيبة.

لكن مصرَ لم تكن تعرفُ أن مُحتلاً جديداً سوف يكون علينا أن نُجليَه عن أرض سيناء بعد عقود وعقود، في حرب هي الأشرس عبر تاريخها العريق. لكن محتلَّ اليوم لا يشبه محتلّ الأمس. حربنا مع صهيون كانت حرباً نبيلة تتبع أجرومية وأدبيات الحروب كما عرفها التاريخ. لأن العدو واضحٌ وأرض النزال معلومة. العدو الصهيوني يحمل سمتاً محدداً مختلفاً عن سمتنا المصري والعربي، ويتكلم لغة محددةً مختلفة عن لغتنا، ويرتدي في النزال زيّاً واضحاً مختلفاً عن زيّنا العسكري. وحربنا مع صهيون على أرض حدودية مخصصة للحرب، في منأى عن الآمنين في ديارهم. بينما حربنا اليوم حربٌ يعوزها المنطق والنبل لأن العدو، للأسف، من بني جلدتنا. ملامحُه تشبه ملامحَنا، ولسانُه عربيٌّ كلساننا، ويتخفّى وراء أقنعة مثل اللصوص. ويزعم، للأسف، أنه يدين بديننا، ثم يستحّلُّ دماء أبنائنا وأموال بلادنا ويهدم مؤسساتنا ويُروّع آمنينا ويشرّد الساكنين عن ديارهم، ويزرع الحزن والثكل واليتم في كل دار من دور مصر الحزينة.

سيناءُ عادت، بعد حريتها، للاحتلال بمُحتلّ جديد من الإرهابيين مصاصي الدماء الذين لا يدينون بدين يُحرّم الدم ويحترم العرض والأرض، ولا يعرفون الله الذي أمر البشر بالجنوح للسلم، ولا يدركون أبسط مبادئ الإنسانية التي فرضت على بني الإنسان شرائعَ وقوانينَ ولوائح دُونت منذ فجر التاريخ على جدران الكهوف والبرديات والحفريات ثم المعابد، تحضُّ الإنسان على المُثُل والأخلاق والعدل وحُرمة الدم. محتلّ سيناء الراهن يسكن الكهوف مثل الخفافيش العمياء التي تكره النور، ويقفز من ثنايا الأنفاق كما الحداءات الخاطفة وينشب الأنياب في الأجساد مثل الضواري الناهشة، ولا يستهول مرأى الدم المُراق من الأعناق البريئة ويستحلّ استلاب دور الآمنين وسحق براءة الأطفال بعد انتزاعهم من دفء حاضناتهم.

أمس، 24 أبريل، احتفلنا نحن المصريين بعيد تحرير سيناء واسترداد آخر شبر فيها من قبضة صهيون، لكن عيدنا الحقُّ قادمٌ لا شك فيه، يوم نستردها من قبضة الإرهاب الإخواني التكفيري الدموي الآثم. وطوبى لجيش مصر العظيم حين يأتي لنا بهذا اليوم، يوم تحرير سيناء الحقيقي.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراقدةُ في غفوتِه
- العروس
- هل أنت واحد أم كثير؟!
- أيام الإرهاب الوسطي الجميل
- هل تذكرون راتشيل كوري؟
- الذهبُ الزائفُ على قمم التلال
- درسُ الثراء للصغار
- نحنُ أبناءُ الحياة
- نحن العدوّ الخطأ، أيها الأشاوس
- الزبون دائما على حق
- قدِّموا الأطفالَ للمحاكمة
- آن أنْ أكتبَ عن العصفور
- علامَ يُحاكَم إسلام البحيري!
- عبثيةٌ لم يكتبها بيكيت
- سعفةُ نخيل من أجل مصر
- هل لحرية التعبير قيود؟
- سفاحُ الأطفال، صائدُ العصافير
- الحاجة صيصة وذقن حتشبسوت
- طلّعى الكمبيالة يا حكومة!
- أيتها المرأةُ الملعونة، أين عضلاتُ فخذيك؟


المزيد.....




- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - غدًا تتحرر سيناء