أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - من الواج اللازورد 5














المزيد.....

من الواج اللازورد 5


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 02:51
المحور: الادب والفن
    


كنت أجلس في جانب السيّدة
بيننا الطاولة
تحت غصن من السدرة المائلة
رحت ارشف فنجان قهوة
تحت موج الدخان
من التبغ : كانت سجائري المنتقاة
وأنا غارق في التصوّر,
أوغلت في غابة العمر استرجع
مسار حياتي:
التفت الى السيّدة
وهي تقرأ فنجان قهوتي المستفيض
بعطر على الطاولة
رحت افتح ما كدّسته السنون
في نطاق مخيّلتي من شطوط
وزوارق راسية
مثلما كنت أرسو
واقرا ما في الجرائد
نبذت الموائد
ورياش النعيم
وقلت لنفسي
متى تستحم , وتغسل عنك غبار السنين ؟
وتلجا للورد
كيف تطوف الفراشات ,
تمتص منه الرحيق ؟
في جنان الحياة
وتستلهم الآتيات..
في نطاق لهندسة الدرب
لا تكبو مثل الجواد
وما العمر الّاوميضاً
ويسدل ليل الحداد
فكن نبتة تحت شمس الربيع
فما من ربيع اذا انت لم تنفجر
مثل ينبوع يروي الزهور , وينصت
ليشحذ من خفقة القلب احلى المشاعر
ويصعد , يصعد يستلهم
سلالم موسقة الروح تنعشني
وتنقلني
لصباح فتغدو الحدائق سوراً بهيّاً
والعصافير عائلة , وطناً
احلّق تزحمني
صور مدهشة
وروحي غدت طائشة
وقد عمت تحت غمام من الانس
غادرت عبر البساتين
تحت الدوالي
وموج انطلاق البلابل
احتوتني المناهل
كنت احلم سيّدتي بخرير المياه
ووجه العراق على نخلة
يؤطّرها السعف
عند انسراحي
على النهر : انصت للّغة الشاردة
عمت كلّ البحار الصحاري
ووجهك بغداد فتح كتاب الحضارة
في الزمان المكان
تواريخ ما كان في ذمّتي
حملت على كتفيّ
وبين يديّ
بقايا التضرّع
قمتُ
انحنيتُ ..
امام قداسة سيّدتي
فسلّطت السحر ,
سدّدت النظرات
خرقت ستر ما كان في متحفي
وفي معرض ضمّ لوحات عمري
وما كان خلفهما
بحيرة سرّ حوت من حقول الدراري
وكنوز الحروف
واجندة من ابجديّة ناري
توارى الدخان
بعدما كان يرسم
مدناً , ومرايا
وبساتين ترقص فيها العصافير
احلى القوارير ..
لا صيف , لا زمهرير
وفي عالم مستقرّ مثير
وراء دخان السيجارة
مستيقظاً كنت سيّدتي
عبر حلم كبير
جهدت اكافح في ظلّه استدير
بوجهي لا شبك: سلّطت سحرها
وقد شحذت مكرها
استغثت ,
استعدت قوى عقلي الباطني
لاخرج من بئرها المطل بالشحم
لكنّها دجّنتني
وكان الخدر
في المفاصل يسرِ
وصوت المطر
وحفيف الشجر
كدت احلم تفصلني الطاولة
تحت ايحائها :
وهي تقرأ فنجان عمري
والخطوط التي حفرت
عميقاً بباطن كفّي
لتفضح سرّي
لتسرد ما كان : ما سيكون
صحت هذا جنون الجنون
عندما تلتقي بالعيون العيون
تعرّيت , اوراقي انكشفت
مثل فلم على شاشة
حيث يعرض تاريخي المستمد من الماء , والطين
صارت تعرّى الفصول
وتسرد في موطن العشب فصل الذبول
تغوص الى العمق
ترسل بالنظرات
نذراً سافرة
لتسقط عنّي القشور
فيسقط من يدها
ليكسر فنجاني الفاضح المستدير
فعدت الملم
فتات الزجاج
واحلم سيّدتي
بالشطوط
النوارس
تلك القوارب
كلّ الجسور
البساتين
حتى الطيور
تغمّدها
محيط الضباب
ولكنّ شمع النذور
كان يومض في النهر
اكتم ما قد تبقّى
من ظلام المشاعر
انّي انكمشت
انطويت على النفس مثل كتاب
كان يقرا ما فيه من في الطريق
انسللت كسيراً
وغبت كنجم بلا ضوء في المنحنى
من الافق حيث طريق الغياب.




5



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على قدمي العراق
- المسار الطويل
- للعراق الحزين
- بين قلعة الخضراء وقلعة ال موت
- بين إكليل الغار ةتيجان الأباطرة
- ( التحليق خارج الزمان والمكان)
- في موكب التاريخ
- من الواح اللازورد 4
- من ألواح اللازورد
- من ألواح اللازود
- من الواح اللازورد
- (مفارقات)
- البحث عن السوبرمان
- المدن الجانحة
- (قارع الأجراس)
- الدخول من سم الخياط
- (جميعهم غوغاء)
- القصيدة المتوحّشة
- الحكمة والتآلف
- شجرة الشعر


المزيد.....




- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه
- في مثل هذا اليوم بدأت بي بي سي بثّها الإذاعي من غرفة صغيرة ف ...
- معالم الكويت.. صروح تمزج روح الحداثة وعبق التاريخ
- أبرز إطلالات المشاهير في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ...
- أسماء جلال تتألّق بفستان طوني ورد في عرض فيلم -السلّم والثعب ...
- BBC تقدم اعتذرا لترامب بشأن تعديل خطابه في الفيلم الوثائقي
- مغني الـ-راب- الذي صار عمدة نيويورك.. كيف صنعت الموسيقى نجاح ...
- أسرة أم كلثوم تتحرك قانونيا بعد إعلان فرقة إسرائيلية إحياء ت ...
- تحسين مستوى اللغة السويدية في رعاية كبار السن
- رش النقود على الفنانين في الأعراس.. عادة موريتانية تحظر بموج ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - من الواج اللازورد 5