أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - المدن الجانحة














المزيد.....

المدن الجانحة


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 02:06
المحور: الادب والفن
    


المدن الجانحة (المدن الجانحة)
كأنّ الفصول ترادفن بالنحس, كلّ الكوابيس داست
بأقدامها الجبليّة
على جبهتي
فكنت النبات الذي عبرته الخيول
حوافرها كخيول المغول
لها السبق قبل السيول
من الحقب الجاهليّة كان الطريق
سالكاً قبلما تحتويه الحضارة,
وقبل الحريق
(في مدى نكزاكي)
وفي (هيروشيما) الحلول إإ؟
أهذا الذي نقشته المقادير للصاعدين؟
لبعث الفصول
وللهابطين
لخط الذبول
وإنّ المسافة كانت
بصحراء روحي تطول
ستورث في صلب أبناء أبنائي المتعبين النحول
وتصعق ضوضاء عصر هزيل
بحار من الضوء تنساب صوب الإفول
كأنّ جميع الينابيع تنضب
فينحسر الماء, تلتف كل الفروع
كالقرون وتهوي الاُصول
وتبقى النواعير سكرى
في فراغ الفراغ تدور
لحطام سفائننا الجانحة
لبقايا منائرنا الرازحة
تحت ثقل الدهور
وفوق ضفاف التواريخ , والنجمة الخابطة
وراء المدى والعوالم..
لتتركنا عرضة لظلام مهول
وللخيل: لوجُنّت الخيل في عدوها جامحة
تطرّ السماوات, تزرع فينا الهموم
وتمحق ما للتخوم تخوم
وكل الفروع التي جرّدنها الهواجس
تدور بلا حاجز أو حدود
000
لعنت الجحيم وقلبي الهلوع
لعنت العصافير حين العصافير صارت
مناقيرها جارحة
ككل الصقور
وكلّ القطط
تعضّ بأنيابها
وتنشب أظفارها كالنمور
وهذي الورود التي فتّقتها العناية تفتقد الرائحة
والشياطين تُرجم , تنفى عن الملكوت
تكمّم أفواهها والفحيح
يسجّرأضغانها و(المسيح..)
يقبّله بفم..
(يهوذا) الشحيح
فحيح الثعابين قبل الخلاص
نما شوكه والجذور
تلمّست في كلّ عرق
وفي كلّ نسل
عواءاً عواء
ولا رجع غير العواء
لصوت الذئاب
كلّما مرّ حوت..
في الليالي اليتيمة , في موج بحر العرب
تجسّد (يونس) تحت عزيف الغضب
ولا رجع غير الصدى والهدير
و(قارون) يصعد للسطح , يصعد نجم النذير
يا لصوت الملاك الذي فاه باللعنات
وتمتم بالصلوات اللجينيّة الضوء
لا بالظلام الصموت
تجلّى بنطق..
وفي كلّ حرف
فم مجّد الله عند القنوت
وعوتب آدم في الهفوات
وفي آدم النزوات
وعشب الضلال الذي ربّه الكهنوت
في رحاب الطلوع
في مدار الخشوع
وعند انهمار الدموع
تجفّ الخميلة ما بين كوكبنا , وانطواء الضلوع
وحلمي المرقّط بالكلس والطين يعقد كالصخر
كلّ الزروع
وكلّ ذوات الضروع
تحوّلن في غابة الله أقسى من الصخر
اقسى دروع
في مدار القنوت المطرّز بالانبهار
في مدار القنوط المجنّح بالانكسار
كأنّ النجوم من الفحم صارت
بين مغربنا , وكسوف الطلوع
كأنّي بعالمنا
بين فكّي فخ القدر
كلّ شيء نما كالحجر
ايائل ملتفّة بقرون حجر
واسماك في القعر كانت حجر
بلا صدف وبلا اجنحة
على الصخر تجثم
كل الطواويس تفتقر الآن للزهو
والدهشة المانحة
وكل الفوانيس معصوبة العين,
كل النواويس تفتح اشداقها
لقيصر , او لنبيّ جديد
فهذي الأناجيل , قرآننا من قريب
يحذّرنا من مغبّة طيش
ومن خطرات الهوى والغرور
في ظلال عماراتنا الناطحة..
بقرون الايائل موج السحاب
صار كوكبنا الاخضر الحلو اسود
قمري الاشقر الحلو أسود
مطر من سماء الطواغيت اسود
كأنّي بيوم الوعيد
قاب قوسين منّا الوعيد
فلا يشبه اليوم ايّامنا الذاهبات
وحلم يغلّف بالرعب كل البشر
في مدئننا الجانحة
السفائن تطلق صوت استغاثاتها
وكل الشجيرات تنفض اثمارها
وكل الحرائر تأكل أثداءها
والمحطّات ألقت على سكّة الموت اسماكها
في مدئننا الجانحة.

شعوب محمود علي



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (قارع الأجراس)
- الدخول من سم الخياط
- (جميعهم غوغاء)
- القصيدة المتوحّشة
- الحكمة والتآلف
- شجرة الشعر
- الرؤيا
- الى صديق
- بين الثبات والتلاشي
- السقطة
- على الضفاف
- (بانتظار القطار)
- في اوستن
- الدهشة
- النوم تحت المطر
- السمفونيّة
- العاشق والأميرة الأمة
- متحف الكائنات
- الرموز المشعة
- مرّ أبو نؤاس


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - المدن الجانحة