أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - الاشتراكية وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثاني)














المزيد.....

الاشتراكية وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثاني)


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 01:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاشتراكية وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي
(الجزء الثاني)
الدكتور جاسم الصفار
بغداد 13/05/2015
كما ذكرت في مقدمة الجزء الاول من المقالة، أني لست بصدد الدخول في سجالات لا طائل منها مع المسوقين لفكرة انفصال اقليم كردستان عن الوطن الام - العراق، والمطبلين لهم. وهدفي من الكتابة يبقى هو الكشف عن هشاشة وزيف ما يدعونه من مرجعية فكرية وسياسية اشتراكية لطروحاتهم. وان ما يستندون اليه من افكار انسانية ما هي الا قناع لمغامرة قومية ستكون نتائجها كارثية على الشعبين العربي والكردي ان كانت القوة والاستقواء بالتحالفات الاقليمية، من الطرفين، هي الوسيلة لتنفيذ مشروع الانفصال.
انها مقالة لا تسعى للانتقاص من حقوق شعبنا الكردي القومية ومكاسبه التي حصل عليها نتيجة نضال طويل ومعاناة تاريخية. وما الفيدرالية الا ثمرة لكفاح الشعب الكردي والتضامن الوطني معه من قبل كل العراقيين المتجاوزين للمشاريع القومية والطائفية وعلى رأسهم الشيوعيون العراقيون. وقد كان املنا ان تعزز الفيدرالية اخوة شعبنا بعربه وكرده واقلياته، لا ان تكون قاعدة لازدهار الفكر القومي المتآمر على وحدة العراق ومصدرا لانتشار مشاعر الكراهية والفرقة بين مكونات شعبنا العراقي.
كتب لينين بعد وفاة المفكر الماركسي بليخانوف "لا يصبح المرء ماركسيا ما لم يدرس كل ما كتبه بليخانوف". ولم يكن لينين صادقا في كلماته حينها، بل كان يحسب حسابا سياسيا يستفيد منه في كسب ود انصار بليخانوف المفجوعين بفقده. وبنفس الدهاء السياسي يتصرف بعض من المحسوبين على اليسار، عند تسويقهم افكار الانفصال مغلفة بصياغات ماركسية ولينينية، ومتعكزين على تجربة البلاشفة ودولتهم السوفيتية. لذا فاني في هذا الجزء من المقال سأناقش بالذات هذه التجربة مستندا الى وثائقها واحداثها التاريخية.
فعلى ألرغم من أن البلاشفة كانوا قد أدخلوا في برنامجهم ألحزبي منذ عام 1903 اعترافا صريحا بحق الأمم في تقرير مصيرها، من منطلقات قائمة على حسابات سياسية تفرضها خصوصيات التركيبة القومية لروسيا القيصرية وحاجة البلاشفة الى مساندة القوميات المضطهدة في روسيا آنذاك لهم، إلا أنهم لم يبتعدوا كثيرا عن أفكار ماركس وإنجلز في هذا الشأن. ففي كتابه ألمعروف (عن حق الأمم في تقرير مصيرها) ألصادر عام 1914، ذكر لينين " إن إقرارنا بهذا ألحق لا يعني التشجيع على الانفصال وإنما لتعزيز انتصارنا في مسار نضالي ضد التوجهات ألقومية عند هذه الأمم....وفي سبيل وحدتها ألأممية ألمتراصة بالضد من محاولات ألبرجوازية لجرها إلى الانكفاء على قضاياها ألقومية"، وفي تذييله لملاحظاته في نفس الكتاب أوضح لينين "...الاعتراف بحق الأمم في الانفصال لا يعفي ألماركسيين من دعوة الأمم ألمضطهدة إلى ألتخلي عن فكرة الانفصال، إنه كحق الطلاق ألذي لا يمنع من الدعوة إلى نبذ الطلاق"

وبعيد ثورة أكتوبر(19-21 أكتوبر عام 1917) عاد لينين مرة أخرى إلى مسألة حق الأمم في تقرير مصيرها وإمكانية انفصال أجزاء من الإمبراطورية ألروسية ألسابقة عن روسيا السوفيتية، ليؤكد هذه ألمرة بوضوح " نحن لا نريد الانفصال. إننا نسعى لدولة كبرى بالقدر ألممكن، إلى اتحاد متماسك، فيه أكثر ما يمكن من ألتنوع ألقومي ألمتجاور مع ألقومية ألروسية ألعظيمة. إننا نسعى إلى ذلك لمصلحة ألديمقراطية والاشتراكية...."

وفي ألعام 1920 أعلن ألمسئول السوفيتي ألمكلف بشؤون ألقوميات يوسف ستالين، بصورة حازمة أن الانفصال عن روسيا ألجديدة غير مقبول على الأطلاق. وجرى توصيف ألعمليات ألحربية ألتي كانت تدور رحاها على الأراضي ألأوكرانية والقوقاز وآسيا ألوسطى، على أنها حرب أهلية وليست حرب ضد انفصاليين مع أن التوجهات ألانفصالية كانت حاضرة عند بعض القوى المعادية للنظام السوفيتي ألجديد في تلك المناطق آنذاك. ثم أجرى ستالين وبعد أن أصبح الشخص ألأول في الحزب والدولة تغييرا مبدئيا في الدستور السوفيتي ليكون فيه تقرير المصير من حق ألجمهوريات ألمتحدة في إطار دولة الاتحاد السوفيتي وليس من حق ألقوميات أو الشعوب ألمتعايشة في إطار الدولة السوفيتية.

وتبعا لذلك فان ألاشتراكيين، بما فيهم البلاشفة، كانوا يدركون ما ينطوي عليه مبدأ حق تقرير المصير بالانفصال عن الدولة ألتاريخية وإنشاء دول قومية مستقلة من مخاطر ومطبات قد تهدد مسيرة ألتطور ألاقتصادي والاجتماعي والتاريخي، من آثاره ألسلبية نشر الفرقة وروح ألعداء ألقومي وتمزيق ألنسيج ألاجتماعي. وقد ذكر لينين بأن ألتنوع ألثقافي والاجتماعي في الدول ألمتعددة ألقوميات يساهم بفعالية في تطورها ويجعلها أكثر قدرة على الأبداع مقارنة بدولة ألقومية الواحدة.

هذه الرؤيا ألمتعددة الأبعاد لمبدأ حق الأمم في تقرير مصيرها، جعلت ألاشتراكيين ومنهم البلاشفة أكثر حذرا وروية في تعاملهم مع مشروع بناء الدولة ألاشتراكية ألجديدة. ففي ألوقت ألذي كانوا فيه يؤمنون ويأملون بأن النظام ألفيدرالي هو البديل ألأفضل لحل مشاكل ألقوميات على امتداد المساحة ألجغرافية لروسيا القيصرية، إلا أنهم في نفس ألوقت كانوا حذرين من أن يستغل الانفصاليون القوميون تباين ألنضج في مفاصل هذا النظام وضعف الخبرة في إدارته، لتحويله إلى منصة انطلاق نحو الانفصال. فالبلاشفة كانوا يرون في ألفيدرالية نظام توحيدي لدولة متنوعة الأجناس والقوميات، وليس لتفكيك الدولة ألروسية وتمزيق أوصالها. وفي هذا السياق كتب لينين في موضوعات إلى ألمؤتمر ألثاني للكومنتيرن عام 1920 " من ألضروري أن نسعى لنظام اتحادي فيدرالي أكثر تماسكا".
ارجو متابعتي لطفا في الجزء الثالث من هذه المقالة.......



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الاول)
- الرقيب في -طريق الشعب-
- وجهة نظر في الازمة الاوكرانية
- بعد ان سكنت العاصفة
- خواطر في العلمانية والدين
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- من زاوية اخرى (الجزء الثاني)
- من زاوية اخرى (الجزء الاول)
- صناعة الكذب
- هزيمة المهزوم
- المبدأ اولا
- نخطو الى الوراء من اجل خطوات الى الامام
- المشروع السياسي والمعركة الانتخابية
- كتابات مبعثرة من مفكرة احزاني
- ألأمل
- نحن البديل
- لنزرع بذور الخير


المزيد.....




- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - الاشتراكية وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثاني)