أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم ألصفار - خواطر في العلمانية والدين














المزيد.....

خواطر في العلمانية والدين


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 23:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا ادري ما الذي يسعى اليه الاسلام السياسي، هل ان يطغى الدين على الحياة الدنيا، لنموت في الدنيا ونعيش في الاخرة. هذا المنطق يتعارض مع الحكمة الالهية عن مغزى الخلق. كما انه يتعارض مع مغزى نزول الاديان. فالدين النصيحة، وهو الدعوة الطيبة للخير ولتشييد حياة انسانية لا ظلم فيها ولا اكراه.
وعندما اقارن بين تجربتي في الاتحاد السوفيتي الذي لم يكن نظامه مكترثا للأديان ثم روسيا الاتحادية القائمة على العلمانية، اجد اني خلال اربعين عاما عشتها هناك، لم ارى ذلك القدر من الظلم الذي وجدته في العراق بكل منظوماته السياسية والاجتماعية.
في روسيا العلمانية تزدهر المؤسسات الدينية بكل انواعها، وتساعد الدولة في اعادة انشاء وتطوير كل بناها التحتية. والدولة هي التي تحمي وتصون حق المواطن باختيار اي دين يرى فيه طريقه نحو الصلاح والخلاص الروحي، وتدافع عن حقه في ممارسة الشعائر التي يفرضها تدينه في حدود احترام النظام وعدم الاساءة للآخرين او تعريض اي مجموعة او افراد من المواطنين، بما فيهم المتدينين ذاتهم، لأي مخاطر صحية او نفسية قد تنتج عن ممارستهم للشعائر الدينية.
لذا وفي هذه الحدود، ودون تجاوز على الاديان، منع محافظ موسكو اي مظاهر علنية لذبح الطيور والماشية، سواء مارسها اليهود او المسلمين. كما انه اشار الى مفتي المسلمين في روسيا بتنظيم الصلاة في موسكو ايام الاعياد لكي لا يقطع المصلين الشوارع العامة.
ولم يكن في ذلك اي تمييز للمسلمين دون غيرهم، فلم يسمح للمسيحيين الأرثوذوكس، وهم اغلبية السكان في روسيا، باستخدام الشوارع العامة لممارسة شعائرهم. وانا اذكر مشاهدتي مرة لمراسيم الاحتفال بعيد القيامة التي في جزء منها يقوم الرهبان مع زوار الكنيسة من المتدينين بالطواف حول مبنى الكنيسة، بينما كانوا سابقا، في العهد القيصري، يطوفون في شوارع المدن وحولها.
كما ان الدولة العلمانية، في دفاعها عن حق المواطن بالتدين، لا تستثني من هذا الحق اي من مواطنيها، بما فيهم رأس الدولة العلمانية. فرئيس دولة روسيا الاتحادية فلاديمير بوتن ورئيس وزرائه ديميتري ميدفيدف يحضرون مع المتدينين الى الكنيسة في مناسباتها الدينية ويمارسون الشعائر في حضرة الرهبان لا كرؤساء للدولة العلمانية بل كمواطنين فيها.
ولم يمنع انتماء رئيس جمهورية الشيشان في روسيا رمضان قديرف للديانة الاسلامية من ان يكون رئيسا لجمهورية روسية تخضع في ادارتها الى نظام حكم علماني، لا بل ولم تحول الاصول الاسلامية لوزير الدفاع الروسي شايكو من ان يكون الشخصية الاولى المسؤولة عن حماية الدولة الروسية العلمانية.
وليس في تناولي للمثال الروسي، الذي عشت تفاصيله، اي انتقاص لأفضليات النظام العلماني في اوربا وامريكا واستراليا وحتى في اسيا وافريقيا في صونها وحمايتها لأتباع الديانات المختلفة، بما فيها اتباع الديانة الاسلامية، وتوفير الحرية لهم لممارسة شعائرهم الدينية. وتبقى غصة في حلقوم كل اوربي، ان من قدموا لهم العون والحماية من اتباع الاسلام السياسي اصبحوا مصدرا للرعب والجريمة والاخلال بالنظام العام الذي كافح الاوربيون قرونا من اجل تشييده.
وقد ينفع هنا التذكير بأن اغلب رموز الاسلام السياسي في العراق، عاشوا لاجئين في الدول الاوربية العلمانية التي حمتهم من بطش صدام حسين ونظامه الدموي اكثر من ربع قرن من الزمان. ولم يشعروا بالأمان في اي دولة عربية او اسلامية اكثر مما شعروا به في دول اللجوء الاوربية، ولم يكونوا ليصلوا الى السلطة في العراق لولا الدعم اللوجستي والعسكري من قبل الغرب.
وللاسف، لم يكن لينتظر العراقيون من الاسلام السياسي السني والشيعي الذي ادار الحكم بعد سقوط الصنم غير نظام مسخ لتقاسم الثروة والعنف وركوب الموجة الطائفية وتشجيع مظاهر الفرقة والاحتراب الاهلي الذي انتج التهجير والقتل على الهوية، واخرها العجز عن حماية الاقليات الدينية من همج واوباش ينافسونهم السياسة في الاسلام.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- من زاوية اخرى (الجزء الثاني)
- من زاوية اخرى (الجزء الاول)
- صناعة الكذب
- هزيمة المهزوم
- المبدأ اولا
- نخطو الى الوراء من اجل خطوات الى الامام
- المشروع السياسي والمعركة الانتخابية
- كتابات مبعثرة من مفكرة احزاني
- ألأمل
- نحن البديل
- لنزرع بذور الخير
- خطاب مفتوح الى اصدقاء في التيار اليساري -قفوا معنا في معركتن ...
- عقيدة الظلم والقهر
- الشرف والدونية
- الاشتباه اساس التهمة في عراقنا الجديد
- قراءة للمشهد السياسي العراقي قبيل الانتخابات


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم ألصفار - خواطر في العلمانية والدين