أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جاسم ألصفار - الرقيب في -طريق الشعب-














المزيد.....

الرقيب في -طريق الشعب-


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 21:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


كتبت الكثير عن التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، محللا مسارها التاريخي ومنتقدا ليس فقط لمسارات تطورها بل ولأسس وجودها كتجربة رائدة بعثت في المثقفين الثوريين الامل بنظام يعتز بالإنسان ويطلق حرياته، ويضع الانسان حجر زاوية لبناء مجتمع العدالة الاجتماعية (مجتمع الاشتراكية الديمقراطية).
فلم تكن الاشتراكية البلشفية برعما طبيعيا نمى عن جذور تاريخية عميقة للاشتراكية ولم تتوافق منذ ولادتها في بداية القرن العشرين مع افكار ونهج معلمي الاشتراكية العلمية العظام. ولم تكن سوى قراءة غير موفقة وليست ذكية بالقدر الكافي للماركسية. ولم تهتم البلشفية سواء في صناعتها لشعاراتها او تطبيقها لنموذجها الاشتراكي، بأن تكون امتدادا طبيعيا للفكر الاشتراكي الاوربي الذي بلغ ذروته في القرن التاسع عشر واعلن عن مبادئه في بيانه الشيوعي المعروف.
سعى البلاشفة منذ انطلاقهم الفكري والسياسي الاول، للاستيلاء على السلطة السياسية في روسيا باي ثمن كان وبأية وسيلة كانت، حتى وان كان ذلك على حساب الوطن كتاريخ وجغرافية. أما الاشتراكية فهي ليست سوى الصبغة الجديدة للدولة ومبرر ادارتها بالحديد والنار. وبهذا النهج حدد البلاشفة لأنفسهم اسباب انهيار دولتهم منذ السنوات الاولى لولادتها.
لم يكن كارل ماركس نبيا بالمعنى اللاهوتي ولكنه تنبأ وفق رؤيا علمية وواقعية بما سيجري في روسيا، وكتب بسخرية عن الفكر العدمي للاشتراكيين الروس الذين يسعون لبناء الاشتراكية في بلد متخلف . ووفق نفس الرؤيا اطلق المفكر الروسي الاشتراكي الديمقراطي المعروف بليخانوف صرخات الاحتجاج ضد سياسة التسرع في اعلان الثورة الاشتراكية من قبل البلاشفة في روسيا مع تجاهل قوانين التحول الاقتصادي الاجتماعي وغياب الاسس الواقعية لبناء الاشتراكية في هذه البلاد.
الانهيار هو تعطيل للتاريخ، أما خلق اسباب الانهيار فإنها الخيانة. ولا بأس هنا ان نتذكر بأن ماركس كان قد انتقد بشدة التطير عند قادة "كومونة باريس"، وكتب العديد من المقالات في نقد طريقة ادارة الثورة والدولة من قبل الكومونيون. ولكن عندما حوصر الكومونيين وطولبوا من قبل القوات المحاصرة بالقاء السلاح والاستسلام، وجه ماركس نداءاته للكومونيين بأن يصمدوا وان لا يستسلموا حتى وان كان انتصارهم العسكري ميؤوس منه. وكتب ماركس حينها ان استسلام الكومونيين سيؤخر الثورة الفرنسية عشرات السنين وربما الى قرون.
غريب امر ذلك البعض من "الثوار" الذين رغم دروس التاريخ، يحلمون باندلاع ثورات اشتراكية في اي بقعة من العالم يشيرون عليها في خارطة الجغرافية الكونية، سواء كانت تلك الثورات في امريكا اللاتينية أو في غابات افريقيا المدارية أو حتى في جزر جديدة تظهر حديثا في المحيطات. ولم لا والبلاشفة هم اول من اطلق شعار "حرق المراحل" وتجاوز قوانين التطور الاقتصادي والاجتماعي واقامة الاشتراكية حتى في اكثر البلدان الاسيوية تخلفا مثل منغوليا.
انه نمط التفكير العقيم الذي لا جدوى منه للسعي نحو خلق ممهدات الاشتراكية الواقعية. فالاستهتار بالقواعد الفكرية الاساسية للاشتراكية هو الذي شجع مؤسس التيار البلشفي الروسي فلاديمير اليج اوليانوف (لينين) للإعلان بان الدولة "يمكن ان تقاد من قبل طباخة"!!!، وفي وضع تفسيرات رعناء لمفهوم "دكتاتورية البروليتاريا" من سياسيين "اشتراكيين" لا يفقهون معنى مصطلح "البروليتاريا" في مضامينه التي وضعها رائدا الاشتراكية العلمية كارل ماركس وفريدريك انجلز في (البيان الشيوعي). وهذا النمط من التفكير هو الذي ادى الى سحق ارادة البروليتاريا ومصادرة حرية الانسان، تارة باسم البروليتاريا وتارة اخرى باسم الانسان.
الاشتراكية هي رؤيا للعالم تقوم على الحرية والعدالة والرفاه الاجتماعي، سبقت كارل ماركس ولم تنتهي بقراءته الرائعة لها والتي تميزت عن سابقاتها من القراءات بسياقها ومنطقها الرائعين اضافة الى نهجها العلمي. وهذه الرؤيا هي التي تشجع على المراجعة النقدية لكل تراث الاشتراكية. فلا خطوة الى الامام دون نقد ودراسة متحررين من اي ضوابط يضعها الرقباء الذين يخنقون الفكر الاشتراكي بالعناق، اما جبنا او جهلا او حبا اعمى لا طائل منه.
في هذا السياق الذي يصنع الامل ويحرص على نمو براعم التجديد، كتبت مقالاتي الاخيرة لصحيفة "طريق الشعب" التي تحتفل غدا الخميس، في اليوم الخامس من اذار بعيدها السنوي مع جمهورها وقرائها وكتابها، ولكن سوء الفهم أو ربما الفهم الخاطئ "للرقيب"، في هذه الصحيفة التي نعتز جميعا بتاريخها، حال دون نشر مقالاتي. وعلى اي حال فأنا شاكر للصحيفة استضافتها للعديد من المقالات التي ارسلتها اليها، واتمنى ان لا يحول "الرقيب" المعين من قبل المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بيني وبين قراء "طريق الشعب" الغراء في المستقبل وان يبقى نهج الانفتاح الفكري والسياسي للجريدة عامل جمع لا عامل تفريق. فنحن اليوم في امس الحاجة لجمع حجارة البناء لا هدم ما تبقى منه.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر في الازمة الاوكرانية
- بعد ان سكنت العاصفة
- خواطر في العلمانية والدين
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- من زاوية اخرى (الجزء الثاني)
- من زاوية اخرى (الجزء الاول)
- صناعة الكذب
- هزيمة المهزوم
- المبدأ اولا
- نخطو الى الوراء من اجل خطوات الى الامام
- المشروع السياسي والمعركة الانتخابية
- كتابات مبعثرة من مفكرة احزاني
- ألأمل
- نحن البديل
- لنزرع بذور الخير
- خطاب مفتوح الى اصدقاء في التيار اليساري -قفوا معنا في معركتن ...
- عقيدة الظلم والقهر


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جاسم ألصفار - الرقيب في -طريق الشعب-