أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - وصية جون كيري في القرن الإفريقي















المزيد.....

وصية جون كيري في القرن الإفريقي


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4800 - 2015 / 5 / 8 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمثل جون كيري كبير ممثلي دبلوماسية الدولة العظمى في العالم المعاصر وهي الولايات المتحدة الأمريكية, وهو يعد من السياسيين الأمريكيين العتيقيين, وقد دفعت به حسابات الحرب العالمية على الإرهاب إلى زيارة عدة دول أفريقية في الفترة ما بين 5-7 مايو الحالي ممثلين بكينيا,الصومال وجيبوتي, والأخيرة في مأمن من موجة الإرهاب وإن كانت قد تعرضت لعملية إرهابية في العام الماضي.كما أن شعب جمهورية جيبوتي لا زال على المستوى الاجتماعي والسياسي على مسافة بعيدة من التطرف وممارسة الإرهاب, وذلك مقارنة مع الواقع الماثل في كينيا والصومال.

بينما تشكل الأخيرتين كمعاقل لتطرف والإرهاب ولدرجة أن الدولة الكينية ذاتها منغمسة في ممارسة التطرف والإرهاب, رغم أن شعبها مستهدف من قبل حركة إبادة الأمة الصومالية(الشباب), فالدولة الكينية تمارس ذلك مع مسلميها من الصوماليين وسكان منطقة الساحل الشرقي, وبحيث أن مسلمي كينيا أنتهوا أن وجدوا ذاتهم بين مطرقة حركة الإبادة(الشباب), وسندان الحكومة الكينية وإن كان هذا المشهد هو مزدوج المنحى.

وعلى هذه الخلفية التي تشير ملامحها أن الدولة الكيني تتجه إلى دائرة الدولة الفاشلة, جاءت زيارة جون كيري لكي تشد من أزر الحكومة الكينية والتي تعرضت لهزات قوية أظهرت مدى هشاشة سياستها الداخلية والخارجية, وقد وعد الوزير الأمريكي مضيفه الكنيين في رغبة أمريكا لدعمهم لمواجهة الإرهاب ومبشرهم في أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيزورهم قبل إنتهاء ولايته الأخيرة, ومن ثم تركهم لقدرهم وأتجه إلى محطته الثانية شمالا صوب الصومال.

وعند وصولها إلى العاصمة الصومالية مقديشو ونزوله في مطار الرئيس آدم عبدالله عثمان الدولي, أستقبل الوزير الأمريكي من قبل كم كبير من المسؤولين الصوماليين والذين تقدمهم الرئيس الصومالي حسن محمود عولسو, وحشد الصوماليين في ذلك الأستقبال أو في الاجتماع مع الوزير الأمريكي, عدد كبير من المسؤولين, وفي إجتماع ضم الوزير وبعض مرافقيه الأمريكيين, ألتقى مع الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء,وزير الخارجية وغيرهم من الحكومة بالإضافة إلى ثلاثة من أبرز رؤساء إدارات المناطق الاتحادية ممثلين بالدكتور عبدالولي محمد علي(أرض البونت),أحمد إسلام(جوبا),شريف حسن آدم(جنوب غربي الصومال).

والمعروف أن هناك عادتا جهة في وزارة الخارجية والتي يقع عليها عاتق مهام الأصول السياسية(البرتوكول) ونظريا يمكن القول وليس جزما أنها هي التي رتبت لزيارة الوزير الأمريكي, وبتالي أنها هي والحكومة الصومالية ممثلة برئيس الصومالي ورئيس وزرائها هم الفاعلين الرئيسيين لما له صلة بهذه الزيارة, وهم الأدرى من الحكمة في حضور رؤساء إدارات الأقاليم الاتحادية الصومالية لمقابلة الضيف الأمريكي ووفده, إلى أن الملحوظ من هذه المقابلة أو الاجتماع المشار له, أن مسؤولي اٌلأقاليم تقدموا الصف الصومالي الأول من ذلك اللقاء, بينما قعد ممثلي الحكومة الصومالية الاتحادية في الصف الصومالي الثاني!

مؤكد أن مثل هذا المشهد قد أصبح محل تسأول الرأي العام الصومالي, في حين أن الرئيس الصومالي والذي كان يفترض بدوره بحكم الموقع السيادي أن يقعد في منزلة تتوسط الطرفين الصومالي والأمريكي, بدوره أخذ مقعده في يمين الطرف الصومالي وبمجاورة الوزير الأمريكي. عموما الطرف الصومالي عادتا مكشوف وقاصر الفعالية في تعاطيه مع مسائل البروتكول, ومن المؤكد أن هناك ما يقف وراء هذا الأداء السياسي الدبلوماسي المتواضع والخاطئ, إلى أن المهم هو أن الوزير الأمريكي كان قد صرح إعلاميا بضرورة دعم الصومال واليمن, وعموما الأمريكيين معروفين بأنهم لا يدعمون تنمية الدول, فهل سيقتصر دورهم على الجانبين السياسي والعسكري, وبتالي المزيد من الدعم في اتجاه هذه الجوانب؟

ويعد ذلك التصريح كأقرب إلى الرسالة الموجهة لأثرياء العالم دولا من العرب والأوروبيين في أن يفتحوا خزائنهم لصوماليين واليمنيين, حتى لا تقع المنطقة في مزيد من الفقر والتطرف والتفكك السياسي, وهو ما يفسر جانب من جوانب أبعاد زيارة الوفد الأمريكي إلى الرياض.

وعقب مغادرة الوزير الأمريكي ووفده لصومال في اتجاه جيبوتي أستقبل من قبل الحكومة الجيبوتية, وناقش الوزبر الأمريكي مع الحكومة الجيبوتية قضايا التطرف والإرهاب, كما أنه قد قام ببادرة تم تفسيرها في اتجاهات عديدة وطغت عليها الإدانة من قبل الرأي العام الجيبوتي وغيرهم, وذلك على خلفية زيارته لمسجد سلمان بن عبدالعزيز في العاصمة جيبوتي, وبرفقة وزير العدل الجيبوتي آدم بولو, حيث ألتقى الوزير الأمريكي مع عدد من الشباب والشابات والذين كان قد توسطهم بحضور مسؤولين جيبوتيين, وفي وضعية القعود على الأرض.

تحدث الوزير كيري, مع الجيبوتيين الذين ألتقهم عن قضايا التطرف والإرهاب ومعربا عن وجهة نظره في مكافحة هذه الظواهر والابتعاد عنها لأجل مستقبل إنساني أفضل, إلى أنه يدرك أن اؤلئك الشباب والشابات والذين تم اختيارهم بصورة مقصودة من قبل الحكومة الجيبوتية يمثلون مجرد متلقين لسماعه وأنهم ليسوا بفاعلين حقيقيين لشباب الجيبوتي والذين يمكنهم أن يبادروا في التأثير على الأوساط الشبابية.

كما أن الوزير الأمريكي وهو السياسي العتيق والذي يعلم بدوافع التطرف والإرهاب لم يحمل مبادرة وعروض يقدمها لشباب جيبوتي, سوى لقائه الاستعراضي معهم, فجيبوتي بلد فقير ومعدوم الموارد الاقتصادية ويعتمد إلى حدا كبير على المساعدات الخارجية, فما هو مقابل الوزير كيري لطلبه الموجه لشباب جيبوتي؟ نعم مواجهة التطرف والإرهاب هو من مصلحة شعب جيبوتي قبل أن يكون ذلك من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية, إلى أن الواقع التاريخي الراهن في جيبوتي لا يعاني من هذه الإشكاليات والتي تعيشها منطقة القرن الإفريقي والكثير من بلدان العالم, وبتالي فإن الحكمة تقتضي على الأمريكيين أن ياخذوا جيبوتي في حساباتهم للمستقبل ودعم هذا البلد تفاديا لتطرف والإرهاب واللذان قد يسهم الدعم الأمريكي لرئيس اسماعيل عمر جيله المستبد في امكانية نشوء ذلك مستقبلا مالم يتم تدارك الأمر في الراهن.

ما كان يجب هو أن تحضر الحكومة الجيبوتية لرجال دين ومثقفين وسياسيين كان بامكانهم الدخول في نقاش عميق ومجدي مع الوزير كيري, وبحيث ياخذ الحديث مجرى الحوار المتكافئ والمكاشفة, على أن تطرح صورة أن الولايات المتحدة الأمريكية تسهم بدور كبير في جملة الصراعات القائمة في العالم وتغذية ظواهر التطرف والإرهاب عبر سياستها الخارجية, لدى عليها أن تصبح بطرفا في حل المعضلات وليس بمجرد الملقن لمجموعة من الشباب الجيبوتي المغلوب على أمره.

كما أن مشهد حضور شابات جيبوتي في لقاء المسجد يمثل إدانة صارخة للحكومة الجيبوتية والتي كان عليها أن تؤهل المرأة الجيبوتية في اطار المجتمع ومكافحة تقاليد الفكر الديني المتطرف والذي يستبعد المرأة من قضايا الحياة ومنها ما له صلة بالدين الإسلامي والمسجد, حتى لا يكون احتكار الدين من قبل النظام وبعض رجال الدين المتطرفين واللذان يستبعدان دور الأمرأة بما يخدم المجتمع والدين, وبعيدا عن المزايدة السياسية والمشهد التمثيلي العابر, فالوزير كيري غادر وستبقى الكرة في ملعب الحكومة الجيبوتية ومعضلة القيلم باستحقاقتها تجاه مجتمعها.

ويبقى أن تعالج مجتمعات كينيا,الصومال وجيبوتي وغيرها من المجتمعات الاسلامية والإنسانية عموما والتي تعايش التطرف والإرهاب, نظرا أن هناك أبعاد سياسية,اجتماعية واقتصادية تقف وراء هذه التحديات وتمثل بموروث تاريخي للكثير من المجتمعات والتي عليها في استئصال الأسباب وجذور الإشكاليات القائمة بعيدا عن حلول البثر الجزئي الأمني العابر والذي عادتا يضاعف من المعضلات القائمة, وحينها لن يكون هناك مبرر لحضور الوزير جون كيري وأمثاله لتلقين غيره ما يجب وما لا يجب, وفي حين أوصى الرسول منذ زمن طويل المسلمين بتجنب التطرف والإرهاب إلى أن الكثير من المسلمين يعضون بالنواجذ ومؤكدين أن هذه الظواهر هي من تعاليم الإسلام, فينتهي الأمر بالكثير من المسلمين ما بين مطرقة هؤلاء وسندان الخصم الخارجي.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة2
- الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة1
- نعم اليمن: درب البطولات
- الصومال وحرب عاصفة الحزم
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..2
- سوريين وصوماليين.. يقعون فريسة التعصب!
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..1
- فنانيين صوماليين.. المسيرة والاعتزال 1-2
- حوار مع الدكتور عمرو محمد عباس محجوب حول الشأن اليمني
- اليمن والأفق الديمقراطي البديل
- الدارويش ما بين النضال والتقييم2
- اليمن ما بين صالح والحوثي
- جريمة شارلي ايبدو ومضامينها عالميا
- ربنا يقيد وحوش!
- العقد الاجتماعي لدى الشرائح المنبوذة
- واقع العقد الاجتماعي الصومالي
- مقتل النائبة سادا والتداعيات
- الدراويش ما بين النضال والتقييم1
- عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - وصية جون كيري في القرن الإفريقي