أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة2














المزيد.....

الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة2


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 14:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


* عبادة التنظيم

يولي المنتمين لتنظيمات الاسلام السياسي وجماعته أهمية إستثنائية للانتماء الحزبي ويختزلون الاسلام في الماهية الحزبية, حيت يقابل التنظيم الدين والمجتمع الاسلامي, ويصبح الفصل بين الدين والتنظيم من الصعوبة ومن المستبعد, فالطريق إلى الله ينتهي معهم إلى الجسد التنظيمي, ويمتزج هنا التنظيم والذات الآلهية في ذهنيةالمنتمين ويصل الأمر معهم إلى عدم قدرتهم على فك الارتباط بين التنظيم والله.

مما يسفر عن عبادة التنظيم ذاته, فشعار الاسلام والذي يحمله التنظيم يحجب إعمال الرؤية والتمييز بين الأمور, والمنتمين إلى التنظيم هنا لا يرون أن هناك إمكانية لأخطاء اطارهم السياسي, وأن ما يمارسه في الفضاء العام لا يمثل تعاليم الاسلام ذاته!

وهكذا يتم تأويل وعمل توافق ما بين التنظيم والدين, وينتهي الأمر بالأعضاء إلى خلق تماهي ما بين لائحة التنظيمية والتعاليم الآلهية , في حين يصبح رموز التنظيم بمحل عبادة الأعضاء ولاسيما الخاضعين لمن هم أكبر من المساءلة التنظيمية والتقييم وتحت ذريعة طاعة أولياء الأمر وعدم الخروج عن الجماعة.

وحين يصل التنظيم إلى مازق كبير ويجد ذاته في مستنقع يفكك التنظيم وبنيته الأساسية أو فقدان مصداقيته, ينتهي الأمر به إلى ما يسمى بإجراء المراجعات, أو أن تنتهي هذه المراجعات بدورها إلى تحميل أوزار الجماعة الحزبية إلى التحديات التي أوجدها خصومهم في طريق عملهم وتجربتهم, وأن ذلك يمثل بإبتلأت قدرها الله على طريق الدعوة والمشروع.

ذلك في أحسن الأحوال, أما في الحالة السيئة فإن التنظيم ينتهي إلى الانشقاقات الداخلية والتي تصل إلى حد الصراع السياسي والمسلح, وبحيت يحمل كل فريق الآخر النتائج السلبية التي وصلوا إليها, وتنتهي الأمور إلى متوالية التأويل وعبادة التنظيم مجددا.والولاء لتنظيم يمنع عملية النقد الذاتي ومعارضة حزب الله واوليائه على الأرض كما هو ماثل في أدبيات التنظيم والجماعة.فالخروج على التنظيم ينظر له كخروج على الدين وقطيعة معه.

ويأتي ذلك ضمنيا وعلى غرار الأحزاب الشمولية العقائدية والتي بدورها تقوم بتأليه قيادتها عقائديا وسياسيا, وعدم قدرتها على محاسبتهم ومراجعة سياستهم, رغم رفع هذه القوى لشعار النقد الذاتي وذلك بعد استثناء التجارب الاشتراكية الديمقراطية في بعض بلدان أوروبا.

ويصبح الخارجين عن التنظيم أو منتقديه من الدائرة ذاتها بمثابة الخارجين عن الاسلام نفسه, ويتعدد هؤلاء الخارجين عن الجماعة إلى مجموعة ذات حضور قوي وسابق في الجماعة وتسخر أوراق قوتها السابقة بعد حدوث الانشقاق, وبحيث تصبح قوة سياسية موازية وتعمل علىإصابة التنظيم الأصلي في مقتل تسحب معها التجربة والقدرات بتعددها إمكانيات وعناصر, بينما تأتي المجموعة الآخرى بعناصر كان لها حضور تنظيمي إلى أنها لا تمثلك كاريزما القيادة لكي تخلق تيار جديد وكبير وموازي للجماعة الأصلية, وينتهي هؤلاء إلى مزيد من التضييق عليهم وملاحقتهم لكونهم يمثلون الحلقة الأضعف والتي يمكن استهدافها بقوة.

فكر التنظيم ولائحة لهما التمجيد على ما سواه من أفكار أكانت فقهية أو انسانية ويلقى قدرة كبيرة لتسخيره على صعيد السياسات وخطاب التنظيم, أكان على المستوى الداخلي لتنظيم أو على المستوى الخارجي والعمل لتصديره إلى المحيط الاجتماعي العام, ومحاولة تصويره على أنه الخطاب الديني والانساني الأفضل الذي على العنصر الانساني جميعا الإنتهاء إليه تحبباً أو إجباراً.

كما أن التنظيم عادتا يختزل مصلحة الوطن في كيانه وعلى مستوى الممارسة يجسد أن مصلحته أولى من مصلحة الوطن وشأنه العام, خاصة وأنه يرى ذاته أنه يمثل بالجماعة الاسلامية وأن ما دون ذلك يمثلون ما بين الفساق و الكفار والذين تقضي الضرورة أما باستقطابهم أو باستهدافهم عبر الأدوات الممكنة لتنظيم.

ومن دلالات عبادة التنظيم أن يقوم الجهاز الحزبي بربط حياة الأعضاء بالتنظيم وذلك من خلال قنوات عديدة منها منح البعثات والمنح الدراسية للقواعد الشبابية والطلابية لتنظيم وتلك ركيزة أساسية للاستقطاب والسيطرة من قبل الأحزاب العقائدية جميعها دينية وغير دينية, الطالب شعلة حماسة وأداة أساسية للعمل التنظيمي والجدار السميك لحماية التنظيم وتماسكه الداخلي.

بدوره قطاع المرأة من أبرز القطاعات التي توليها هذه التنظيمات العقائدية جميعا اهتمامها الأساسي, لدى يولي الاسلام السياسي أهمية بالغة لاستقطاب المرأة ومن خلال تعبئتها تنظيميا ومنح بعض الدعم المادي ولاسيما الأسري لها, في حين تظل هذه العلاقة جدلية عموما حيت تلعب المرأة دور الداعم المالي الأساسي لتنظيم على مستوى دفع الاشتراكات وجمع التبرعات.

وفي هذا السياق ذاته يتجه التنظيم إلى إنشاء مؤسساته الخاصة به والمتعددة والتي الغرض منها أن تصبح بروافد اجتماعية واقتصادية له وأن تصبح بأدوات وهياكل موازية لمؤسسات الدولة والمجتمع, وتؤمن حاجات الجماعة التنظيمية, والتي تشكل ببنى ترتبط معها الحياة المعيشية للكثير من القواعد والقيادات التنظيمية, والتي تنتهي في نهاية الأمر أن تجد ذاتها مرتبطة عضويا مع التنظيم حتى على صعيد وجودها الانساني.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة1
- نعم اليمن: درب البطولات
- الصومال وحرب عاصفة الحزم
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..2
- سوريين وصوماليين.. يقعون فريسة التعصب!
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..1
- فنانيين صوماليين.. المسيرة والاعتزال 1-2
- حوار مع الدكتور عمرو محمد عباس محجوب حول الشأن اليمني
- اليمن والأفق الديمقراطي البديل
- الدارويش ما بين النضال والتقييم2
- اليمن ما بين صالح والحوثي
- جريمة شارلي ايبدو ومضامينها عالميا
- ربنا يقيد وحوش!
- العقد الاجتماعي لدى الشرائح المنبوذة
- واقع العقد الاجتماعي الصومالي
- مقتل النائبة سادا والتداعيات
- الدراويش ما بين النضال والتقييم1
- عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال
- الرحمة لعبدالله خليفة


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة2