أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..1















المزيد.....

لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..1


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 11:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الصوماليين من الشعوب التي تحرص على تحقيق أنسابها القديمة, لدرجة يصاحبها التكلف الغير مبرر.

لا يمكن إقناع الكثيرين من الصوماليين في أنهم ليسوا عربا عرقا, والملحوظ أن الجزء الأكبر من المجتمع الصومالي شغوف في إنتسابه للعرب عرقا, رغم أن الأسانيد التاريخية لإدعاء العروبة ضعيفة للغاية.

ليس محسوما أن الرغبة في هذه العروبة إذا ما كانت نابعة من منظور التميز العرقي أو الحرص على الإقتراب من بيت الرسول محمد وشعب قحطان العربي, إلى أن كلاى الأمرين وارد, وكلاى الأمرين يمثلان بحرص على التميز العرقي والذي صاحب الكثير من شعوب المسلمين في الإلحاح لهذا الانتساب والذي غلب على العديد من جغرافيا عالم المسلمين, وكإن أراضي المسلمين لم تكن تضم قبل قدوم الاسلام شعوب كبيرة وضاربة الجذور تاريخيا وثقافيا في مواطنها التاريخية.

وفي حين هاجر كثير من العرب المسلمين إلى الصومال الطبيعية بعد قدوم الاسلام إلى القرن الافريقي من بلاد الإحساء,عمان,ظفار,المهرة,حضرموت,اليمن, كجماعات قبلية ومجموعات بشرية وأفراد, إلى أن التيار العريض من المجتمع الصومالي الذي يصر أسطوريا على إنتمائه العربي, هم من يؤمنون بانتمائهم إلى الأفراد من أمثال دارود اسماعيل,اسحاق بن أحمد,سمرون سعيد,عيسى وبيمال, والذين أنتسب إليهم القطاع العريض من المجتمع الصومالي الكبير.

وبالبديهة والتسأول البسيط يطرح السؤال ذاته لماذا أصبح من أمنوا بأنهم أبناء وسلالة هؤلاء في أن ينتهوا إلى أن أصبحوا كمكون أساسي والغالب عدديا وبشريا على المستوى الصومالي؟ في حين أصبحت الجماعات العربية القبلية والمجموعة البشرية والتي عُرفت دقائق معلومات تاريخية بشأن هجرتها إلى الصومال, بمجرد جماعات قبلية وعشائرية محدودة العدد مقارنة مثلا مع تجمعات قبلية كبيرة على غرار دارود,اسحاق,سمرون,عيسى,بيمال.

والملحوظ أن المناطق التي تمثل بالموطن التاريخي الأول لهذه الجماعات المذكورة والتي أستقرت في مناطق قليلة الخصوبة اقتصاديا ما بين شرقي وشمال وغربي الصومال الطبيعية, مقارنة بالمنطقة الجغرافية التي سكنتها الجماعات القبلية الصومالية وبعض المجموعات البشرية العربية التي هاجرت إلى الصومال والتي استقرت في مناطق حوضي نهري شبيللي وجوبا في غربي وجنوب الصومال وغيرها من المناطق؟

وليس هذا فحسب بل السؤال هو كيف أمكن لسلالة المجموعات القبلية الكبيرة المذكورة التي جاءت إلى الصومال بهيئة أفراد الشيوخ دارود,اسحاق,سمرون,عيسى وبيمال, خلال الفترة ما بين القرون التاسع الميلادي والثالث عشر الميلادي, كما تشير الروايات المتضاربة والتي لا تسندها مستمسكات تاريخية, في أن تكاثرت بأعداد تفوق القبائل والمجموعات البشرية الآسيوية والبرتغالية التي قدمت بصورة موثقة مقارنة معهم؟

ثم يطرح التسأول ذاته لماذا لم يتناسل هؤلاء الأخيرين بنفس الصورة التي تناسل فيها أبناء دارود,اسحاق وسمرون,عيسى,بيمال؟ ناهيك عن التسأول لعقم عدم التكاثر الذي أصاب الصوماليين أصحاب الأرض التاريخيين في موطنهم التاريخي القرن الافريقي, والذين كان لهم صلات تاريخية مع شعوب شرقي أفريقيا,جنوب الجزيرة العربية,الهند والصين, قبل قدوم الاسلام إلى الصومال؟

والواقع التاريخي يؤكد أن كل التجمعات القبلية الصومالية الكبيرة من دارود,اسحاق,جدابيرسي,عيسى,بيمال, لا تعدوا أكثر من تحالفات قبلية فرضتها الضرورة الاجتماعية والعملية(البرجماتية) والمستندة إلى الحسابات القبلية في تحقيق أسباب القوة والاستمرار الاجتماعي, ناهيك عن التسأول لمدى صحة الرابطة بين هذه المجموعات القبلية المذكورة بعد إستثناء قبائل دارود, وهذه المجموعات لا تستطيع حسم الإجابة عن إذا ما كانت الرابطة ما بين قبائل دير(اسحاق,جدابيرسي,عيسى,بيمال,جورجوري,جادسن,أكيشي وغيرهم), يشتركون في نسب صومالي إفريقي أو عربي قادم؟

كل الأسئلة السابقة جزء من المخيل البديهي في ظل حضور هذه الأساطير التي أرادت أن تتغلب على التاريخ الصومالي الانساني الضارب في العمق والجذور, وجعله مجرد تاريخي طارئ ومرتبط بحضور أفراد إلى أرض,شعب,ثقافة وتاريخ قديم, وعبر مدخل النظرة الدينية الفكرية إلى القرشية الهاشمية, تماهى أبناء الصومال مع الرابطة القرشية والعربية عموما كحالة عاطفية وروحية أنتابت المجتمع الصومالي بفعل القاعدة الفقهية والتي عظمت الرابطة القرشية والعربية, وكرست تقربا من الاسلام من قبل الشعوب المسلمة والتي تنازلت عن جذورها التاريخية لصالح العروبة.

ترى من هم الصوماليين أصحاب الأرض قديما إذا ما كان كل هؤلاء وغيرهم من المنتسبين للعروبة؟

وليس الصوماليين وحدهم من ينتابهم مثل هذه الهواجس, فهناك من القحطانيين العرب الأصلاء في جزيرة العرب من يتجنب قحطانيته لصالح القرشية, إنها صرعة أصابت الكثير من المسلمين, فما أكثر قريش على الأرض, وهم في زمن مجدهم لم يتجاوزوا مدينة مكة وجوارها القريب!

ثم فجاءة بعد الفتوحات يصبح كل طارقي أراضي العالم من قريش! ترى كم كان عدد قريش حينها من باقي مجموع العرب؟

ومع الحرص على الإنتماء إلى القرشية, فات الكثيريين من الصوماليين, أن كل من سام وحام هم أبناء النبي نوح أسطورتا, وبتالي فإن الكوشية التي يتجنبها الكثيريين, هي مرادفة القرشية والقحطانية في الإنتماء إلى سام أبن نوح, المقابل مع حام أبن نوح.

عادتا الناس بالمنطق تحرص على أنسابها القريبة تاريخيا وذلك بفعل حاجتها الاجتماعية, أما أن يحرص بشر على تأكيد جذور اجتماعية قديمة جدا وغير قابلة لتأكيد, فإن مبرر ذلك نابع من السعي إلى التميز العرقي والتميز إلى بيت النبوة, في حين يغفل الكثير من الصوماليين أن العرب لم يكونوا تاريخيا متميزين مقارنة مع الكوشيين الحاميين بقدر ما كانوا مجرد أقران تاريخيين لهم, ناهيك عن أن الكوشيين كانوا قد أستوطنوا مع العرب الجزيرة العربية وتمازجوا معهم تاريخيا في الأرض ذاتها, قبل أن يعهد العرب الهجرة إلى افريقيا.

ومن الغرابة أن من لا يرى بعروبة الإنتماء العرقي, ينظر إليه من قبل الكثير من الصوماليين المنتمين إلى الجماعات القبلية المذكورة, أنه في موضع الطعن بنسبهم, في حين أن هناك فرق ما بين تأكيد النسب والرواية التاريخية القابلة لتأكيد أو عدم التحقق والتفنيذ التاريخي والمنهجي.

فالنسب الحقيقي لا يتجاوز حدود الأسرة الممتدة وما فوقه ليس سوى أساطير غير قاطعة في ثبوتها ولا يعول عليها البشر عادتا في القناعات الجوهرية.

لدى فلا تحزن على الإنتماء إلى العروبة طالما أنتهيت مع أبنائها إلى رابطة النسب إلى النبي نوح, ألا يكفيكم ذلك إذا كنتم تبحثون على تميز عرقي؟ وهنا ترى مع من؟ وفي ظل إدعاء البشر أنهم جميعا أبناء سام,حام ويافت؟

أنتم أولا وأخيرا الانسان, وليكن تاريخكم صوماليا إفريقيا, وولائكم لصومال الأرض والتاريخ, وحتى إن جاء بعضكم من أرض فارس والعرب وغيرها... فالبعض أختار المجيئ إلى هذه الأرض والتاريخ والثقافة, ونال على هذه الأرض ما تركه في الديار التي غادرها في آسيا, وما يبحث عنه الانسان في ظل حاجاته. فكونوا مواطنيين صوماليين مؤمنيين بهويتهم الإفريقية والاسلامية, ولا تنسبوا لصالح قادم تاريخكم وتتتنكروا لثقافتكم الضاربة في الجذور, إن كنتم تؤمنون بأرضكم والاسلام الذي رحبتم به سلميا, ولا تؤمنوا كحاميين بأساطير اجتماعية ما أنزل الله بها من سلطان!.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنانيين صوماليين.. المسيرة والاعتزال 1-2
- حوار مع الدكتور عمرو محمد عباس محجوب حول الشأن اليمني
- اليمن والأفق الديمقراطي البديل
- الدارويش ما بين النضال والتقييم2
- اليمن ما بين صالح والحوثي
- جريمة شارلي ايبدو ومضامينها عالميا
- ربنا يقيد وحوش!
- العقد الاجتماعي لدى الشرائح المنبوذة
- واقع العقد الاجتماعي الصومالي
- مقتل النائبة سادا والتداعيات
- الدراويش ما بين النضال والتقييم1
- عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال
- الرحمة لعبدالله خليفة
- مناظرة الإيديولوجي والملحد1
- لماذا لا تراهن العلمانية على الانسان؟
- ماهية ذكرى 21 أكتوبر لدى الصوماليين
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي2
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي1
- الولاء والأدوار الاجتماعية1


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..1