أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - اليمن والأفق الديمقراطي البديل















المزيد.....

اليمن والأفق الديمقراطي البديل


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حركة "الحوثي" والتي تعرف رسميا بمسمى "أنصار الله" كتماهي مع مسمى "حزب الله" اللبناني الشيعي الأثنى عشري العقيدة, هي امتداد تاريخي "لحزب الشباب المؤمن" اليمني والذي تأسس في عام 2004, والتي خاضت حروبها مع الحكومة اليمنية منذ ذلك العام, وخلال مدار منازلات عسكرية وسياسية أستمرت خلال حروب ستة خاضتها بشراسة وصمود عسكري مع نظام اليمني في صنعاء.

وقبل أن يصبح الحوثيين مؤخرا هم ذاتهم بالطرف الممثل لنظام اليمني المهترئ, والذي يسيطر على مقاليد الأمور في العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات اليمنية ولاسيما الواقعة في أقصى شمال اليمن, وفي ظل هيئة لا يمكن أن يطلق حاليا على الحوثيين, بكونهم يشكلون نظاما سياسيا بقدر ما هم بتنظيم سياسي إنقلابي, لم يحسم بعد أمر سيطرته على عموم التراب اليمني والتمدد العسكري فيه.

ساهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح, في إنشاء حزب الشباب المؤمن, لكي يسيطر عليه وبغية اختراق التنظيم العسكري الميداني للحوثيين, وأراد الرئيس صالح, من خلال تلك الحروب مع "الحوثيين" تحقيق تدمير وإنهاك الفرقة الأولى المدرعة والتي كان يقودها اللواء علي محسن الأحمر, الحليف التاريخي لرئيس صالح, والذي شكل كحجر عثرة أمام إعتراض تولي أحمد علي عبدالله صالح, حكم اليمن, كما كان يسعى الرئيس صالح يمهد لذلك المخطط, وإبراز دور الحرس الجمهوري والذي كان يقوده نجله العميد "أحمد".

وقد أنهكت تلك الحروب التي شنت من قبل الحكومة اليمنية على جماعة الحوثي, بالإضافة إلى الحروب مع "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" قدرات الجيش والاقتصاد اليمني الذي سخر لتلك الحروب, عوضا لجعل اليمن مسرحا مباشرا لتدخلات الخارجية سياسيا وعسكريا, وهو ما خطط له الرئيس صالح, عن سابق رغبة ووعي, في سبيل جلب الدعم الخارجي المالي والعسكري لحكمه في اليمن.

ومع إندلاع الثورة اليمنية في عام 2011 في مدينة تعز وانتقالها إلى العاصمة صنعاء وبقية المدن والمحافظات اليمنية وعبر منحى سياسي سلمي, وأنتهت باسقاط رأس النظام في اليمن وفي ظل بقاء جسده السياسي التنظيمي,العسكري وبنيته الاجتماعية القبلية الموالية له, عبر صيغة التسوية السياسية والتي فرضتها المبادرة الخليجية والتي نالت رعاية دولية, وعلى ضوئها تم تقاسم الحكم في اليمن ما بين "المؤتمر الشعبي العام" حزب الرئيس صالح, وبقية منافسيه في أحزاب اللقاء المشترك والتي تضم خليط متباين لقوى ايديولوجية قومية,دينية,يسارية.

وانطلاقا من تلك التسوية انتقلت الثورة اليمنية الشبابية في أحضان القوى السياسية التي أستطاعت أن تستوعب وتستحوذ على ثورتهم السلمية والصمود التاريخي الذي كانوا سجلوه, رغم سعي الرئيس صالح, للعمل لجر الثورة عليه في اتجاه دفع الأوضاع اليمنية نحو تفجير حالة حرب أهلية, أستطاعت الثورة التعامل مع ذلك التحدي والمشهد الذي كان مراد لها أن تقع وتتورط فيه.

وفي حين أستطاع الشباب اليمنيون السلميين ترحيل حاكم اليمن السابق من القصر الرئاسي, عملا جنبا إلى جانب مع أحزاب اللقاء المشترك, رحلوا فيما بعد من ساحات الاعتصام المدني السلمي مع إقرار المبادرة الخليجية, وانتهى مجرى الأمور إلى أن تشكلت حكومة مناصفة ما بين المؤتمر الشعبي العام وبمجموع أحزاب اللقاء المشترك التي لم تستطيع المحافظة على مكاسب الثورة السلمية والوقوف بحزم وتماسك أمام الدولة العميقة لرئيس صالح وجناحي حزبه في المؤتمر المتنافسين.

وبذلك تم إهدار تضحيات عموم اليمنيين وبما في ذلك قوى الحراك الجنوبي السلمي والذي تعاطف مع الثورة رغم مطالباتهم بخصوصية سياسية تمنح للمحافظات الجنوبية والشرقية الجنوبية المطالبة بالانفصال عن صنعاء والعودة مجددا نحو إعادة الدولة القطرية التي كانت قائمة قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990.

وبدوره أن الحراك الجنوبي تعدد في مواقفه السياسية ما بين قوى سياسية مطلبية حقوقية تقبل التسوية في ظل مظلة الجمهورية اليمنية وأخرى تريد قطع الصلة الوحدوية بصورة حاسمة مع المركز اليمني في صنعاء وتتماهى القوى السياسية الحزبية الجنوبية ممثلة بالحزب الاشتراكي اليمني وحزب الرابطة وقيادات تاريخية جنوبية منها الرئيس السابقين علي ناصر محمد,الدكتور حيدر أبوبكر العطاس,نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض,الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان,رئيس حزب الرابطة عبدالرحمن الجفري, وغيرهم من القيادات الجنوبية.

وفي حين يرفع الكثير من اليمنيين الجنوبيين المطالب الحقوقية كمخرج لتحقيق الانفصال وإعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أو الجنوب العربي انطلاقا من مفهوم رئيس حزب رابطة الجنوب العربي عبدالرحمن الجفري, إلى أن المؤكد أن المطالب الحقوقية التي يرفعها أبناء الجنوب هي ذاتها التي يرفعها بقية اليمنيين الساعين نحو إحداث التغيير السلمي الشامل في عموم تراب الجمهورية اليمنية.

لاسيما وأن هناك مظالم مرفوعة من قبل أبناء المحافظات اليمنية الشمالية جغرافيا بدورهم, على غرار محافظات البيضاء,تعز,إب,الحديدة,مارب,الجوف, كنماذج, والتي لكل منها وضعيته الخاصة ما بين الشكوى من غياب التنمية بالنسبة للبيضاء,مارب,الجوف وبما في ذلك بمحافظات واقعة في الهضبة الشمالية منها صعدة,حجة وغيرها,عدم المشاركة في القرار السياسي بشكل الأنسب كما هو ماثل مع تعز,إب والحديدة مقارنة مع حجمهم السكاني وقدراتهم في الاقتصاد اليمني والقدرات البشرية التعليمية والإنتاجية التي تمثل بالركيزة الأساسية للدولة اليمنية.

وهذا ما ينطبق بدوره على كل المحافظات اليمنية, خاصة وأن ثمار التنمية والسلطة في اليمن ظلت محصور في نخب يمنية متحالفة مع النظام وتنحدر من عموم الأراضي اليمنية وبعض قواه السياسية والاجتماعية القبلية, إلى أن الأمر في اليمن يتم إختزاله في ظل الإيمان من قبل الكثير من اليمنيين أن بعض مناطق الهضبة اليمنية في الشمال هم من يسيطرون على المقاليد السياسية والعسكرية في اليمن, وهو ما يعد صحيحا بنسبة نسبية

وهو ما يبرر أن الشعب اليمني عموما في حاجة ماسة لدولة المدنية الديمقراطية والتي تسعف عموم اليمن وبعيدا عن الجهوية والقبلية والتي أكتض بنيرانها اليمنيون جنوبا وشمالا خلال العقود السابقة, فليست هناك ضمانات وحتى أفق سياسي يمكن أن يؤكد أنه في حال تمزق الجمهورية اليمنية, أن مجرى التاريخ في اليمن سينتهي في اليمن نحو مخرج سلس وطبيعي ويلبي طموحات الشعب اليمني عموما وحتى على الصعيد الجهوي.

ففي اليمن تم تداخل عضوي اجتماعي,تنموي,خلال فترة الربع القرن الأخير ويصعب فك ارتباطه انطلاقا من حسابات سياسية وجهوية, فمحافظتي مارب وشبوة مثلا رغم التباعد الجغرافي بينهما, واعتبار الأولى منهما بجزء من دولة صنعاء القطرية وكون الثانية كانت بجزء من دولة عدن القطرية, إلى أنه في الراهن يضمهما واقع اقتصادي مشترك, حيث يصدر نفط مارب عبر ساحل محافزة شبوة.

بدوره التداخل العضوي الاجتماعي والحضاري والاقتصادي ما بين محافظات عدن,تعز , لا يمكن فصم عراه وهو ما سيصيب البرجوزية في الأخيرة تحديدا في مقتل,وبدورها محافظات تعز,إب والحديدة,رغم كونهم بجزء من جغرافية الجمهورية العربية اليمنية سابقا, إلى أنهم لا يمكنهم حاليا ومستقبليا تحمل تداعيات واقع التجزئة جهوية تتم في اليمن, نظرا لوجود الخصوصيات الحضارية والعقدية الدينية, والتي لا يمكنها بأي حال من الأحوال التأقلم مع عقد جماعة الحوثي سياسيا وطائفيا, وهو ما ينطبق إلى حدا ما مع حالتي محافظتي مارب والجوف, واللتان تمثلان بامتياز من أبرز المحافظات اليمنية النائية, أن تتقالم اجتماعيا مع عقد جماعة الحوثيو خاصة وأنهم ظلتا من المحافظات التي ظلت تاريخيا تحمل المطالب الحقوقية في ظل دولة صنعاء ومرحلة الجمهورية اليمنية.

اليمن بعيد عن أوهام الكثير من قيادته والبرامج الضبابية لقواه السياسية وتضارب مصالح بعض قواه الاجتماعية, في حاجة إلى ميلاد دولة مدنية حديثة بعقد سياسي جديد, قائم على الديمقراطية والمواطنة وتحقيق الفرصة المتساوية في التنمية, وتحقيق القرار اليمني المسلوب خارجيا لطيلة عقود من الزمن, فمعاناة اليمنيين لا تتجزء, فمحافظات حضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى والمهمشين سياسيا وتنمويا في ظل دولتي عدن وصنعاء الوحدة, لن تحل في ظل تقسيم اليمن, والعودة مجددا نحو معادلة المركز والأطراف, مستقبل اليمن مشترك, ترى ماذا دفع عدن نحو الوحدة الفورية مع صنعاء؟, بعد سقوط الاتحاد السوفيتي, سوى إدراك اليمنيين عموما أن وحدتهم ستكون مصدر قوتهم بغض النظر عن إهدارها من قبل قوى سياسية متسلطة.

فالبديل لدولة اليمنية الحالية رغم كل تناقضاتها يعني الإنزلاق نحو مشهد كانتونات اجتماعية ذات خلفيات مذهبية,زيدية وشافعية,وقواعد اجتماعية قبلية,همدان,حمير,مذحج وكندة,ومشيخات الجنوب العربي سابقا في ظل الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن,ليس هناك ضمان سياسي واجتماعي يؤكد على عودة اليمن إلى شطريه السابقين في أضعف الأحوال, لدى على اليمنيين عموما تجاوز ذهنية الحوثي والتقسيم معا.

وكما أستطاعت جماعة الحوثي نسج عقد جديد من التحالفات السياسية والاجتماعية مع بعض اليمنيين ومكنها من السيطرة على بعض مناطق مراكز القوة في اليمن, فعلى اليمنيين وقواهم السياسية الأخرى عمل واقع مقاربة سياسية تعمل على فك تحالفات جماعة الحوثي وإعادتها إلى حجمها المناطقي الطبيعي الضيق, لاسيما وأنهم لا يمثلكون أي مشروع حضاري قادر على الصمود في اليمن, ومقاطعة شعار المجلس الرئاسي المخطط من قبلهم هي البداية المنطقية والسياسية, فعلى القوى السياسية اليمنية مقاطعة مشروعهم السياسي وتركهم معزولين دون مظلة سياسية وشعبية, وهو ما سيؤدي إلى تصحيح الحوثيين أوراقهم السياسية الوطنية والإقليمية, فيما بينهم وإمكانية بروز تيار منهم يحتكم إلى التاريخ والجغرافيا اليمنية أولا وأخيرا, وبشكل عام ليس هناك ما يجمع بعض اليمنيين عن ما دونهم جغرافيا, فالأرض واحدة والمعاناة مشتركة.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدارويش ما بين النضال والتقييم2
- اليمن ما بين صالح والحوثي
- جريمة شارلي ايبدو ومضامينها عالميا
- ربنا يقيد وحوش!
- العقد الاجتماعي لدى الشرائح المنبوذة
- واقع العقد الاجتماعي الصومالي
- مقتل النائبة سادا والتداعيات
- الدراويش ما بين النضال والتقييم1
- عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال
- الرحمة لعبدالله خليفة
- مناظرة الإيديولوجي والملحد1
- لماذا لا تراهن العلمانية على الانسان؟
- ماهية ذكرى 21 أكتوبر لدى الصوماليين
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي2
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي1
- الولاء والأدوار الاجتماعية1
- علمانيتي ببساطة
- رجلان وإنهيار الصومال واليمن1
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله2


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - اليمن والأفق الديمقراطي البديل