أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - الدارويش ما بين النضال والتقييم2




الدارويش ما بين النضال والتقييم2


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 14:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


* الواقع السياسي الصومالي عند قدوم حركة الدراويش

جاءت حركة الدراويش كبنية اجتماعية سياسية وطنية تحررية في ظل مرحلة تاريخية أنتهت فيها الأراضي الصومالية إلى السيطرة الاستعمارية, ورغم أنه تواجدت اتفاقيات بين شيوخ وأعيان صوماليين مع الاستعمار العماني,البريطاني,الايطالي,الفرنسي,الألماني في بعض مناطق الساحل الصومالي (جيبوتي,زيلع,بولاحار,وبربرة,لاسقري,بوصاصو,برجال,هوبيو,ورشيخ,مقديشو,مركا,كيسمايو), مثال "إتفاق قبيلة هبر أول Habar Awal و بريطانيا في عام 1827 والذي كان تجاريا وحماية "(1)

"وفي 3 ديسمبر 1840 قام السيد محمد بار حاكم زيلع بتوقيع إتفاق حماية وتجاري مع الكابتن مورسبي(Moresby) البريطاني والذي كان وكيلا عن شركة شرق الهند"(2) , إلى جانب إتفاق آخر شمل الصداقة والحماية وتم ما بين قبيلة هبرأول وشركة شرق الهند في عام 1856 " (3), إلى أن حقبة 57 عاما من القرن التاسع عشر (1827-1884) في تلك المناطق, لم تشهد تفعيل حقيقي لسيطرة الاستعمارية في تلك الجغرافيا بقدر ما كانت تمثل كخطوات توطئة من قبل الاستعمار البريطاني لحضوره لاحقا إلى الصومال الطبيعية.

تم حدوث الحضور الاستعماري العماني لسواحل أقصى الجنوب الصومالي,البريطاني,الايطالي,الفرنسي والحبشي الفعلي منذ آواخر القرن التاسع عشر الميلادي, وجاء حضورهم تزامنا, فكان إتفاق هبر أول Habar Awal 1884 ,الجدابيرسي 1884Gada biirsi ,هبرتول جيعلو Habar tol jecla في 1885, هبرجيرحجيس Habar Garxajis في 1885 , عيسى Ciise في 1885 "(4), "وفي عام 1885 أقام شيوخ قبيلة العيسى أول إتفاقتها مع فرنسا في مرفئ عامبادو Camabaado 1886 بساحل مدينة جيبوتي"(5),وتم إتفاق عام 1886 ما بين سلطنة الورسنجلي Warsangeli Sultanta وبريطانيا, وتم إتفاق ما بين بريطانيا والحبشة في عام 1897 تعلق بشأن الأراضي الصومالية.

"وفي عام 1889 قام السلطان خليفة حاكم زنجبار أثر الضغوط عليه من قبل بريطانيا وألمانيا, وناهيك عن ضغوط سياسية من قبل ايطاليا, إلى تأجير سواحل بنادر نظرا لضغوط عليه من قبل شركة الأمبراطورية البريطانية لشرق إفريقيا"Imperial British East African Company", وقد دخلت هذه الشركة بدورها في إتفاق مع ايطاليا في نفس العام, والتي كانت قد أقامت إتفاق حماية مع سلطنات الشرق ووسط الصومال,وهم مجيرتينيا وهوبيو"(6).

وكان إتفاق الأخيرتين مع المانيا وايطاليا,"ففي عام 1880 كانت المانيا أول من دخل في إتفاق مع سلطنة مجيرتينيا,وفي 7 إبريل 1889 أقامت ايطاليا إتفاقية مع سلطنة برجال"(7).وتبع ذلك"في ديسمبر 1888 قامت بتجديد الإتفاق مع مجيرتينيا في 7 إبريل1895 وجددت إتفاق مماثل أقامته في 11 إبريل 1895 مع سلطنة هوبيو"(8).
وبدورها دخلت حركة الدراويش في إتفاقية مع ايطاليا عام 1905 وكان من ضمن بنودها عدم السماح ببيع العبيد, وإن كانت الاتفاقية تمثل بواقع حركة مناورة مع الاستعمار,إلى أنها كانت ضمنيا قد أقرت تواجده من منطلق الأمر الواقع على الأراضي الصومالية وتعاملت معه إنطلاقا من تلك المناورة والتي فرضتها عليها الظروف وبما يحفظ مصالحها ووجودها السياسي وليس من منطلق التسليم بالوجود الاستعماري.

"وأقام الايطاليين مع السلطان عثمان وهو سلطان قبيلة الجلادي(Galadii) إتفاق في عام 1902 وتم تسمية إتفاقهم باتفاق مراقبة الدراويش,وفي عام 1911 تم إقامة مؤتمر القبائل القاطنة على ضفاف نهر شبيللي والذي تم إقامته في جوار بال جوراي Baal Gure وشارك فيه 12000 رجل, وكانوا ممثلين لقبائل جالا جيعل Gaal jecel,شيدلي Shiidle,الخمسة جماعات في دافيد Shanta Qolo,هيلبي Hilibey ,مورورسادي Murursade و داؤود الأبجال Dauud-Abgaal "(9).

"ومنذ عام 1914 أصبحت الأراضي الصومالية مستعمرة ايطالية ووصولا إلى عام 1934,وقامت بريطانيا بتسليم كسمايو إلى ايطاليا في عام 1919,والأراضي الواقعة جنوب نهر جوبا قامت بتسليمها إلى ايطاليا في عام 1924"(10).

وقد جاء قدوم حركة الدراويش في ظل بيئة صومالية سياسية واجتماعية أتسمت بتعددية الكيانات السياسية والاجتماعية والتي لم تضمها الدولة المركزية,في مقابل حضور الرابطة القومية الصومالية والهوية الصومالية من عادات وتقاليد,اللغة,الثقافة والاسلام, كبنى اجتماعية جامعة ما بين الصوماليين, وفي ظل غياب الدولة المركزية,ناهيك عن بيئة قبلية عرفت النظام السياسي في ظل صورته الأهلية المحلية, وفي ذلك تماثل الصوماليين مع أقرانهم في منطقة القرن الافريقي وشرق افريقيا, بما في ذلك الحبشة والتي ضمت عدة دول, إلى أن الدولة المركزية الحبشية لم تكن بعد وضعت سيطرتها على عموم المنطقة التي أنتهت إليها.

وفي ظل غياب الدولة المركزية كان البديل الصومالي لذلك وجود عدد من المشيخات على مستوى الصومال الطبيعية, تراوح مدى قوتها وفعاليتها العسكرية وحضورها السياسي على مستوى الساحة الصومالية, وكان منها سلطنات العيداجلي Ciida Gale,الورسنجلي Warsangeli,مشيخات قبيلة الذولباهنتي Dhulbahante,وعشيرة آل عبدوله-أوجادين Ogadeen,سلطنات مجيرتينيا وهوبيو لقبائل المجيرتين وبعض قبائل المناطق الوسطى(من هبرجيدير Habar Gidiir,جابوي Gabooye ومريحان Marexaan),سلطنة الجالادي Galadii,سلطنة البيمال Biyamaal.

وأتسمت تلك البئية الاجتماعية السياسية بتضارب مصالحها وحدة استقلالية النظم الصومالية والتي كانت تأتي على المصلحة العليا للقومية الصومالية, وبحيث أن الجماعات الصومالية, كان يمكن لأياً منها أن يقوم بإتفاق وعلاقة مع أطراف خارجية وبمعزل عن الرجوع إلى بقية الصوماليين, وتلك التعددية ذاتها كانت أيضا حاضرة في الأوساط الدينية الصومالية,ممثلاتا بالطرق الصوفية من القادرية والأحمدية, وفيما بعد حضور الطريقة الصالحية والتي أراد لها رجالها منحى آخر وشمولي لا يقبل التعدد الصوفي المماثل له,ومؤسسة لذاتها كقوة دينية شمولية ووحيدة, على مستوى التراب الصومالي,وكعنوان عقدي حصري لصالح حركة الدراويش.

والقراءة التاريخية تشير إلى أن قوى الاستعمار الخارجي لصومال, قد أخذت في خوض رحلة جهود طويلة ومضنية لكي تحكم سيطرتها على الأراضي الصومالية إنطلاقا منذ عام 1827 وصولا إلى عام 1954 حينما سلمت بريطانيا أخر جزء من الأراضي الصومالية لإيثوبيا.وبتالي فإن واقع التجزئة الصومالية كان يمثل بأكبر تحدي للقوى الصومالية التحررية,حيث كان على ذوي المشاريع القومية والوطنية تحدي كبير لأجل لملمة ذلك الشتات الواسع للقوى الاجتماعية والسياسية, والذي كان ينتهي بدوره إلى معوق رئيسي لمواجهة الاستعمار الخارجي.

فكان ميلاد حركة الدراويش كمرحلة إيذانا لتعاطي مع مثل ذلك الواقع التاريخي الإنشطاري,رغم أنها لم تستطيع معالجته نظرا لتأثير ظروفها الذاتية والموضوعية على تعاطيها مع ذلك الواقع الصومالي ومع تجربتها الذاتية,ووقوعها ما بين المحاولة والإخفاق في التماهي معه, ناهيك عن أثر أزمتها البنيوية تنظيميا واجتماعيا وفكريا على تجربتها الوطنية التحررية وعلاقتها مع المحيط الصومالي العام,عوضا عن هول حجم تحديات القوى الخارجية التي كانت ماثلة أمامها.

- هوامش:

1- عبدي جامع أو آدم,كتاب الزمن الصومالي,ص 180,طبع في ولاية أوهايو الأمريكية,تاريخ النشر غير معلوم.
2- نفس المرجع,ص180.
3- نفس المرجع,ص180.
4- نفس المرجع,ص180.
5- عبدالله حاجي عثمان,نضال حرية جيبوتي,7يوليو2009,نشر في موقع SomaliTalk.com.
6- عبدي جامع أو آدم,كتاب الزمن الصومالي,ص207,طبع في ولاية أوهايو الأمريكية,تاريخ النشر غير معلوم.
7-نفس المرجع,ص184.
8- نفس المرجع,ص185.
9- نفس المرجع,ص210.
10- نفس المرجع,ص210.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن ما بين صالح والحوثي
- جريمة شارلي ايبدو ومضامينها عالميا
- ربنا يقيد وحوش!
- العقد الاجتماعي لدى الشرائح المنبوذة
- واقع العقد الاجتماعي الصومالي
- مقتل النائبة سادا والتداعيات
- الدراويش ما بين النضال والتقييم1
- عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال
- الرحمة لعبدالله خليفة
- مناظرة الإيديولوجي والملحد1
- لماذا لا تراهن العلمانية على الانسان؟
- ماهية ذكرى 21 أكتوبر لدى الصوماليين
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي2
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي1
- الولاء والأدوار الاجتماعية1
- علمانيتي ببساطة
- رجلان وإنهيار الصومال واليمن1
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله2
- البيض ورجال اليمن في وهم


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - الدارويش ما بين النضال والتقييم2