أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد حسن يوسف - البيض ورجال اليمن في وهم















المزيد.....

البيض ورجال اليمن في وهم


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 18:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


القيادي التاريخي علي سالم البيض, كان ولا يزال بجزء من المآسي اليمنية تاريخيا, يحمله البعض تفريطه في دولة عدن عام 1990 , رغم أن توحدها مع الجمهورية العربية اليمنية(صنعاء), كان نتاج لإرث جهد وحدوي تاريخي يمني منذ استقلال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, ولم يكن قرارا فرديا منه, رغم أنه بحكم كونه حينها الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني مركز القرار وفي ظل رئاسة الدكتور حيدر أبوبكر العطاس, دفعه بقوة نحو خيار الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية, انطلاقا من رغبته في رمي الكرة في ملعب منافسيه الأقوياء في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني, ممثلين بصقور محافظة لحج يومها, والذين كانوا يقبضون على المؤسستين العسكرية والأمنية, وحسموا الإستحواذ عليها بعد أحداث 13 يناير 1986 الدموية, لصالح الجهوية التي ينتمونلها ممثلة في مديريات الضالع,ردفان,يافع ومنطقة شعيب, وهي تخوم حميرية عصبيتا, محاذية لحدود دولة صنعاء سابقا.

وبحكم أن علي سالم البيض, كان قد عانى من مراكز القوى المتحدرة من هذه المناطق وغيرها وهو المتحدر من محافظة حضرموت, وينتمي إلى عائلة من سادتها القرشية, فقد دفعته مجريات الأمور السياسية بالسعي لركض نحو الامام والتوحد مع صنعاء, هربا وخلاصا من قيود بقايا صقور لحج, في اتجاه تحقيق الوحدة اليمنية, وفي ظل تراجع القدرة لاقتصادية بعد حرب أحداث يناير, وتراجع دور الاتحاد السوفيتي وتمزقه, والذي كان حاضنا سياسيا وعسكريا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

يومها راهن بكل واقعية علي سالم البيض, على الجبهة الوطنية والمتحدرة من محاافظات تعز والوسطى, بعد أن اصبحوا بجزء من الحزب الاشتراكي اليمني, ولكونهم شكلوا رديف سياسي وعسكري لعب دورا بارزا في ميل القرار إلى كفة البيض, والتوجه لطرح خيار الوحدة بقوة مع صنعاء, ولاسيما أن عدن لم تكن تحتمل خلاف سياسي جديد يُحتكم فيه إلى السلاح.

وأسفرت تلك المعادلة نحو التوجه إلى الوحدة اليمنية بين الدولتين, فالأمين العام للحزب علي سالم البيض, أراد التخلص من قيود رفاقه في الحزب ورجالهم في الدولة, في ظل نظام سياسي حكمته تاريخيا الثوازنات المناطقية والقبلية, والتي لم تكن يوما لصالحه, وبحكم كون الرجل من محافظة حضرموت المغيبة تاريخيا, من قبل الجبهة القومية وحزبها الاشتراكي الطليعي(مجازا), خاصة وان الرجل دفعه التذمر, إلى تأسيس ما عرف بالجبهة الشعبية لتحرير حضرموت في آواخر الستينيات.

كما أنه عاش تجربة إقالته من وزارة الحكم المحلي في عام 1982 , وقد قبل رفاق علي سالم البيض, المنافسين وذوي النفوذ المناطقي والقبلي بخياره, تجنبا لمزيد من التمزق والصراع وإدركا منهم أن موقف صنعاء حينها سيكون إلى جانب البيض, وفي ظل مشهد سياسي عالمي لم يكن موفقا بالنسبة لمنافسيه, خاصة وأنه كان من ضمن القيادات التاريخية المعدودة داخل الحزب الاشتراكي اليمني, من أمثال صالح منصر السيلي,سالم صالح محمد,فضل محسن,محمد سعيد محسن,محمد حيدرة مسدود.

لاسيما وأن قيادات كبيرة ممثلين بأعضاء المكتب السياسي للحزب, صالح منصر السيلي,محمد سعيد محسن,محمد حيدر مسدود, كانوا يمثلون شخصيات, ذوي حضور سياسي فاعل, وكان أولهم وزيرا للداخلية, في حين كانت الكفة راجحة لفريق وزير الدفاع صالح عبيد أحمد,هيتم قاسم طاهر(رئيس الأركان), وغيرهم من رجال شمالي محافظة لحج(الضالع,ردفان وشعيب), والذين شكلوا القوة الضاربة للحزب والدولة, وبغض النظر عن حالة الثوازنات فيما بينهم تمت التسوية بين رموز الحزب الاشتراكي لتوافق لخوض تجربة الوحدة.

وأدرك الرئيس علي عبدالله صالح وبعض رجاله كل تلك المعطيات السياسية, فاستوعبوا بكل ثقة حسابات قادة الحزب الاشتراكي اليمني, وفي ظل مراهنة الحزب على اختراق دولة صنعاء من الداخل عبر الولوج إلى الوحدة, مراهنا على تجارب الحزب وقدرته الكبيرة في العمل السياسي في عدن سابقا ووجود بعض التعاطف معه في محافظات تعز,البيضاء,اب ودمار, وقناعته في أن التناقضات الإيديولوجية لحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء ستساعده, وضعف مؤسسات الدولة ومنها العسكرية الغير المنضبطة, ستتيح المجال في اتجاه اسقاط نظام صنعاء من الداخل, وذلك من خلال التحالف مع بعض القوى السياسية والقبلية المغيبة وممثلين في سكان تعز والمناطق الوسطى ذوي المذهب الشافعي(حمير ومذحج) وقبائل منها بكيل الهمدانية والناقمة على نفوذ قبيلة حاشد الهمدانية في صنعاء, والتي تحالف كبار شيوخها سنان أبو لحوم, فيما بعد مع علي سالم البيض, على أن تمنحه القدرات لشد الخناق على رئيس علي عبدالله صالح وحزبه.

إلى أن المراهنة لم تصمد, فحزب صنعاء ممثل بالمؤتمر وشركاه في التجمع اليمني للإصلاح, كانوا عازمين بدورهم إلى إبتلاع الحزب الاشتراكي اليمني, وحدثت وضعية شد الحبل بين الجانبين خلال أعوام 1990-1994 , حيث عمل كل طرف لمحاصرة الآخر عبر استخدام بعض الأوراق السياسية, ومن ثم أنتهى مجرى الصراع إلى تفجير الموقف بين الطرفين, في حين أخذ رجال الجبهة الوطنية سابقا, موقف الوحدة ورفض دعم قرار قيادة الحزب الاشتراكي اليمني في الانفصال, وأنه يتباين مع حساباتها السياسية, فلم يكن هناك منطق ومصلحة بالنسبة لهم مع الانفصال عن شمال الوطن والذي كانوا جغرافيا واجتماعيا بجزء منه, والعودة إلى معسكرات الجنوب وبعض المراكز, وخاصة في ظل إندلاع مرحلة احتقان وصراع سياسي كفر بالوحدة كممارسة وأفق, وبتالي أدركت الجبهة بوعيها السياسي أنها ستنتهي إلى إحدى الخيارين وهما:أما اللجوء إلى الجنوب أو إنفراط عقدهم كقوة سياسية في الشمال بعد استفراد القوى المهيمنة على صنعاء بهم.

ومع إنسداد الأفق السياسي أمام نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض, رمى بكل ثقله السياسي نحو الانفصال عن الجمهورية اليمنية, فكانت حرب صيف عام 1994 , والتي استبسل فيها الحزب الاشتراكي اليمني وبعض الجنوبيين, والتي انتهت بقبضة صنعاء على عدن والجنوب اليمني, وثركة من المآسي اليمنية, ولاسيما في الجنوب.

وبعد نهاية الحرب لم تتعامل قوى صنعاء الرئيسية في التوجه نحو استيعاب الجنوب اليمني بصورة ايجابية ومشرفة, فانتهى الأمر إلى التعامل معه بعقلية المنتصر العسكري المنتقم, وتم تنحية أدبيات الوحدة اليمنية التي تطلع إليها اليمنيين منذ عقد الستينيات.

وخلال هذه المرحلة التاريخية تفجرت كل تناقضات الجمهورية اليمنية, فكان ظهور حزب الشباب المؤمن(الحوثي), والذي أراد به الرئيس علي عبدالله صالح, دفعه نحو معادلة تحقيق ثوازن سياسي مع بعض خصومه السياسيين ومحاولة استيعاب الجماعة عبراتاحة الترخيص لها, حيث حرك ذلك طموح أسرة الحوثي, نحو السير بعيدا في خط اللعبة السياسية واللعب لصالحه الخاص, فكانت الحروب السبعة في اليمن بين الدولة وجماعة أنصار الله(الحوثي), واستفاد الحوثيين من كل تناقضات اليمن وطوعوها لصالحهم, وبذلك اصبحوا القوة الرئيسية المهددة لحزبي النفوذ السياسي في اليمن المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح, وحلفائهم في أسر بيت الأحمر القبلية والعسكرية.

وفيما بعد استطاع الحوثيين التحالف مع الحزب الاشتراكي اليمني بقيادة الدكتور ياسين سعيد نعمان, ناهيك عن جناح الرئيس علي عبدالله صالح, في إطار(المؤتمر),وفي اتجاه آخر مع علي سالم البيض,حيث غازل الطرفان بعضهم انطلاقا من الرابطة الهاشمية المشتركة والصراع مع حكام صنعاء بكل أشكال تعددهم السياسي والاجتماعي.

وبعد مسيرة طويلة لأنصار الله من العمل السياسي والعسكري, وفي ظل الصراع الإقليمي الحاد في الشرق الأوسط, أنتهى الحوثيين بقوة في اتجاه الاستقطاب الإيراني والذي اصبح يحتضنهم على غرار إحتضانه لحزب الله اللبناني, وبذلك وقعت اليمن في ظل معادلة الصراع الإقليمي الجارية, ويبدو أن اليمنيين سيكونون أكبر الخاسرين على شتى المستويات, فالجنوب اليمني ليس بذلك الجنوب السابق.

حيث حضرموت المهضومة تاريخيا من نظام عدن, لا زالت تبحث عن خلاصها من كل المتطرفين مناطقيا,قبليا,دينيا, وحلت عليها مضاعفات لا تتماشى مع خصوصيتها وتقاليدها في العيش المشترك والتسامح, ممثلة في حضور إقتحام تنظيم القاعدة المتطرف والإرهابي إلى أراضيها , وانتهت إلى منطقة صراع سياسي وعسكري حاد, يستنزف قدراتها من قبل قوى متنافرة منها الحزب الاشتراكي,كاريزما البيض,الحراك الجنوبي,حزب الاصلاح,عسكريي صنعاء,رجال القاعدة, وبدوره المحور الغربي من الجنوب اليمني يتوزع في مشهده على هذه القوى, والتهبت محافطتي شبوة وأبين بنيران تنظيم القاعدة, في حين عدن تعاني من صراع القوى مابين القاعدة,الاصلاح,جناحي الحراك الجنوبي من وحدويين وانفصاليين, وقبضة المؤسسة العسكرية والأمنية الحكومية.

في حين أن أقصى الشمال اليمني بدء من صنعاء وصولا إلى صعدة,الجوف وحجة اصبح في قبضة انصار الله(الحوثي), بينما تترقب المناطق الوسطى وتحديدا محافطتي تعز واب, واللتان كانتا تمثلان بالشريان اليمني دوما نحو واقع التغيير اليمني المنشود وبحكم الحضور الحضاري لدورها في يمن الدولة, مرجحة لتضرر بقوة من تأثيرات تقدم الحوثيين.وفي ظل كل هذه المشاهد البائسة في اليمن, يحاول علي سالم البيض, بالحلم بالعودة لحكم الجنوب اليمني مجددا, والذي سينتهي بدوره إلى التمزق.

وهو ما يؤكد عقم رؤيته السياسية التي أدمنت الصراع طيلة عقود طويلة من الزمن, وبتالي اليمن أصبح عرضة بشدة للإنزلاق نحو التمزق وعدم واقعية الفيدرالية والدولة الاتحادية, في ظل عدم مناعة النسيج السياسي والاجتماعي اليمني, ونظرا لتراكمات تناقضات الدولة اليمنية تاريخيا, في حين أن تغليب بناء الدولة اليمنية المدنية أصبح صعب المنال, في ظل المؤشرات الغير سارة لحتمية إنهيار الدولة اليمنية, فهل سيكون بعدها مكان لمثال علي سالم البيض, في المشهد اليمني؟ سوى ثرك المزيد من العبئ للجيل اليمني القادم.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكفير كاتب صومالي
- قراءة لمذكرات داعية2
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله1
- إلى أين سورية الدامية؟
- العلمانية كحاجة وجدوى
- قراءة لمذكرات داعية1
- أثر التلموديين الجدد في حياة المسلمين!
- مظاهرة ضد رئيس الصومال
- تغيرات عقائدية في الأوساط الصومالية المعاصرة!
- مظاهرة ضد رئيس جيبوتي
- ما معنى مفهوم الخلافة الاسلامية؟2
- ما معنى مفهوم الخلافة الاسلامية؟1
- الصومال وتبعات حظر السلاح
- الاسلام الإلهي والإنساني
- الصومال وتراث الابل
- أبعاد الاعتراف الأمريكي بالحكومة الصومالية
- ذاكرة ذات صلة بسفير صومالي
- تذبذب السياسة الأمريكية في الصومال
- عودة صومالية مميزة إلى الاتحاد الافريقي
- الصومال تودع المناضلة سادو علي ورسمه


المزيد.....




- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد حسن يوسف - البيض ورجال اليمن في وهم