أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد حسن يوسف - مظاهرة ضد رئيس جيبوتي















المزيد.....

مظاهرة ضد رئيس جيبوتي


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 13:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مهدت الولايات المتحدة الأمريكية لعقد القمة الإفريقية-الأمريكية, ووجهت الدعوة إلى عدد كبير من القادة الأفارقة لحضور تلك القمة,والتي أسثتني منها سبعة من القادة الأفارقة, بفعل سوء العلاقات الأمريكية مع دولهم ومن ضمنهم أربعة من قادة دول غربي إفريقيا ممن تعرضت بلدانهم للكارثة الصحية لمرض إيبولا القاتل, وشارك في القمة رؤساء خمسين دولة إفريقية, كان منهم رئيس جمهورية جيبوتي, وانعقدت القمة في واشنطن مابين الفترة 4-6 أغسطس 2014 .وفور إنتهاء القمة توجه الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر جيلي, إلى ولاية مينيسوتا, حيث كان حضوره إلى الولاية في 7 أغسطس, ونزل الرئيس جيلي في فندق Hyatt بمدينة منيابوليس.

وقد توقع الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر جيلي, حدوث التظاهر ضده في مدينة منيابوليس, إلى أنه لم يلقي بالا وأهمية كبيرة لذلك, نظرا لصغر حجم الجالية الجيبوتية في ولاية مينيسوتا, ناهيك عن أن بعضهم يشكلون من الموالين لنظامه, والمراهنة على عامل التخويف والترهيب نظرا لارتباط أعضاء الجالية عضويا مع بلدهم جيبوتي, وإمكانية تعرضهم الفعلي للكثير من الممارسات الغير مشروعة انسانيا ضدهم عند عودتهم إلى جيبوتي, إلى أنه تم التحضير المسبق من قبل النظام الجيبوتي لاجهاض تظاهر فعال ضده خلال تواجده في مدينة منيابوليس, وصرفت أموال لترتيب هذا الغرض.

إلى أن التحدي الأكبر والبارز الذي واجه الرئيس اسماعيل عمر جيلي, كان حالة التعاون مابين بعض من أبناء جاليته وناشطين سياسيين موالين لإدارة أرض الصومال الانفصالية, حيث تم معرفة رغبة الرئيس جيلي, لمقابلة 8 نواب أعضاء في مجلس نواب ولاية مينيسوتا, بالإضافة إلى عضو الكونجرس Keith Ellison عن ولاية مينيسوتا, والسناتورة Amy Klobuchar عن مجلس النواب الأمريكي, ومن ثم قام معارضي الرئيس جيلي بالتواصل مع نوابهم للحيلولة دون تلك المقابلة, متهمين نظامه بالاستبداد والتعدي على حقوق الانسان, وهو ما أدى إلى رفض النواب 8 أعضاء في مجلس نواب ولاية مينيسوتا لطلب مقابلته, واقتصار المقابلة على كل من كيت اليسون وإمي كلوبشار, وبتالي فإن محاولة الرئيس جيلي لم تتم كما أراد.

ولا يخفى أن عوامل سياسية كانت قد جمعت بين المعارضين الجيبوتيين والناشطين السياسيين لإدارة أرض الصومال, وهي تظلم مواطني الرئيس جيلي من حكمه القمعي, وتدهور العلاقات بين جيبوتي وإدارة أرض الصومال في الفترة الأخيرة, نظرا لانطلاق أعمال إرهابية من هرجيسا تجاه جمهورية جيبوتي, وبتالي تعرض إدارة هرجيسا لضغوظ شديدة من قبل حكومة جيبوتي, ناهيك عن أن الرئيس جيلي, يسعى لمشروع توطين لاجئين متواجدين في جمهورية جيبوتي وديارهم الأصلية في الإقليم الصومالي بايثوبيا ومتحدرين من قبيلة العيسى الصومالية والتي ينتمي إليها الرئيس اسماعيل عمر جيلي, على أن يتم توطينهم في مديرية زيلع Zaylac ولوجهيا Lug haya بمحافظة أودل Awdal في شمال غربي الصومال والمتاخمة والواقعة في الحدود الصومالية-الجيبوتية, لاسيما وأن جيبوتي كانت قد أعدت ملف بهذا الشأن ورفعته إلى الأمم المتحدة.

كان من جزئيات الملف أن تقرر المنظمة الدولية قوات حماية افريقية يتم احضارها إلى محافظة أودل لتكفل بمتطلبات هذا الشأن, الأمر الذي ترى الإدارة الانفصالية في هرجيسا, أنه سيقلم من أظفارها, ويرفع من ضغوط الرئيس جيلي عليها, خاصة وأن الأخير يسعى إلى احباط طريق بري قررت إدارة الرئيس السابق لإدارة هرجيسا طاهر ريالي كاهين, شقه مابين مدينتي بربرة وأديس أبابا, وتم إنشاء الشق الإيثوبي والمحصور بين حدود مدينة توج وجالي الصومالية وأديس أبابا الإيثوبية, إلى أن إدارة الرئيس أحمد محمد محمود, في هرجيسا لا ترغب بدورها في مشروع الطريق انطلاقا من إعتبارات قبلية لاترى في تمكين سكان محافظة أودل من قبيلة الجدابيرسي Gadabiirsii من الحصول على التطور التنموي لمحافظتهم.

وبدوره الرئيس جيلي, يقف للحيلولة دون ذلك لاعتبارات قبلية تنطلق من تنافس قبيلته العيسى مع قبيلة الجدابيرسي في كل من محافظة أودل في الصومال وجمهورية جيبوتي ذاتها, وهو مايراه ايضا أنه سيأتي على مرفئ مدينة جيبوتي في حال الترابط البري مابين مدينتي بربرة-أديس أبابا وإمكانية بناء مرفئ في مدينة لوجهيا المجاورة لميناء جيبوتي, لاسيما وأن مدينة بربرة حاليا تقوم بتغطية جانب من صادرات ووردات إيثوبيا بثمن بخس للغاية.

وعلى ضوء تلك الخلفيات السياسية,الاجتماعية والاقتصادية, جاء التظاهر ضد الرئيس اسماعيل عمر جيلي, في منيابوليس عصر يوم الجمعة بتاريخ 8 أغسطس 2014 أمام فندق الحياة, وفي حين كان متوقعا حضور الرئيس الذي كان حينها خارج الفندق, وتوقع عودته إلى صالة كبيرة في الفندق, كان مقررا أن يلتقي فيها الرئيس جيلي, مع المواطنيين الجيبوتيين وأبناء الجالية الصومالية, والذين تم حشدهم لتغطية على منظر ظهور انصار الرئيس بالعدد الصغير والمحدود تعبئة الصالة بعدد مناسب لجذب الأبصار, ونظرا لوجود عرى الترابط القومي مابين الصوماليين في جمهوريتي جيبوتي والصومال, خاصة وأن بعض الناشطين في الجالية الصومالية, كانوا قد حضروا فرقة فنية لتقيم أمسية فنية لترحيب بالرئيس جيلي.

وبغية تفادي المتظاهرين أمام فندق الحياة, تم الإيعاز لرئيس جيلي, بضرورة التأخر عن موعد العودة إلى الفندق والذي كان مقررا أن يتم في مساء الساعة السابعة وعدل حضوره إلى الساعة 9 مساء, ولغرض افساد التظاهر وبعثرة جهودهم, حيث أن متظاهري الجالية الجيبوتية كانوا قد أحضروا أطفالهم معهم, وهو ما لا يمكنهم الاستمرار في التظاهر لساعات طويلة في العراء, ومراهنة فريق الرئيس جيلي, على أن هناك ترخيص أمني من قبل شرطة مدينة منيابوليس ومحددة فعاليته في التظاهر بساعات محددة ومعلومة, وبذلك أدى التحايل الممارس من قبل الرئيس وفريقه من المناصرين بمدينة منيابوليس, إلى التفويت فرصة التظاهر كما يجب, على مواطنيه, وهو ما اسفر عن مغادرة الكثير من العائلات التي كانت تنتظر لمدة ساعات طويلة خارج الفندق.

وعلى مستوى أخر فان انصار الرئيس جيلي, والذين كانوا قابعين في الصالة المخصصة لحضوره, بدورهم أصابهم التشتت والمعاناة, إذ غادرت العديد من العائلات الصالة لكي تقضي حاجاتها في أرجاء الفندق, إلى عناصر الأمن الرئاسي الأمريكي, والذين كانوا يشرفون على أمن الفندق والصالة, رفضوا عودة كل من غادر الصالة لاعتبارات أمنية, وبتالي استدعى ذلك مغادرة ممن خرجوا من الصالة الفندق ذاته والعودة إلى منازلهم.إلى أن تلك الممارسة من قبل الرئيس جيلي وفريقه, أدت إلى تسأول بعض الأمريكيين ذاتهم, حيث وصف من قبلهم بالدكتاتور, خاصة حينما رأوا معاناة مواطنيه معه حتى في المهجر!

وبغض النظر عن محاولة الرئيس اسماعيل عمر جيلي, في تجاهل معارضيه الجيبوتيين من صوماليين وعفريين, إلى أنهم أستطاعوا أن يوصلوا له رسالتهم, لحصول الشعب الجيبوتي على الحريات والتنمية, والتي يتحايل عليها نظامه العتيق 1994-2014 والذي أنهك الشعب الجيبوتي وطاقاته التي يقبع عليها نظامه الاستبدادي والفاسد.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى مفهوم الخلافة الاسلامية؟2
- ما معنى مفهوم الخلافة الاسلامية؟1
- الصومال وتبعات حظر السلاح
- الاسلام الإلهي والإنساني
- الصومال وتراث الابل
- أبعاد الاعتراف الأمريكي بالحكومة الصومالية
- ذاكرة ذات صلة بسفير صومالي
- تذبذب السياسة الأمريكية في الصومال
- عودة صومالية مميزة إلى الاتحاد الافريقي
- الصومال تودع المناضلة سادو علي ورسمه


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد حسن يوسف - مظاهرة ضد رئيس جيبوتي