أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - تكفير كاتب صومالي















المزيد.....

تكفير كاتب صومالي


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصدر الكاتب الصومالي عبدي سعيد محمد اسماعيل, كتابه بعنوان Xadka Riddada Maxaa Ka Run Ah? ما حقيقة حد الردة؟, والكتاب مطبوع باللغة الصومالية وعدد صفحاته 139 صفحة وهو كتاب من الحجم المتوسط, وقد تم توزيع الكتاب بمدينة نيروبي في كينيا, والتي تمثل بمحل لتواجد أعداد كبيرة من الاجئين الصوماليين والمواطنيين أيضا, كما تم توزيع نسخ منه على صفحات التواصل الاجتماعي.

وقد وقع الكتاب في يد الشيخ محمد عبدي Umal, وهو داعية شاب خريج الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة, والذي حط به الرحال في حي إيسلي بمدينة نيروبي, وهو إمام لمسجد واقع في الشارع السادس من هذا الحي, وتناول الكتاب في إحدى خطبه بالمسجد المذكور والتي تم نقلها عبر اليوتيوب.

وجلب الشيخ الكتاب أثناء خطبته وتفنيذه لما جاء في الكتاب, حيث أكد أنه شخصيا لم يقرأ عن ما يزيد على 54 الصفحة الأولى من الكتاب, ونظرا لإنشغاله لم يستطيع إتمام قراءته بصورة كاملة, وذكر أنه قد مر على 150 خطأ شرعي ورد في الكتاب, فما بال ما لم يطلع عليه حتى تلك اللحظة.

وأتهم الشيخ محمد عبدي Umal, أن الكاتب عبدي سعيد عبدي اسماعيل, أنطلق من أفكار المستشرقين الغربيين,والمعتزلة القدماء والعقلانيين منهم حاليا,الليبراليين الساعيين لتحرر من الدين,والزنادقة والملاحدة,ناهيك عن الفكر العلماني والذي يروج لفصل الدين عن الدولة, وذلك في محاولة من الشيخ لتقديم خلفية فكرية عن الكاتب والأفكار التي يتبناها, وبطبيعة الحال السعي لإثارة المستمعين لدرسه وغيرهم عبر الإعلام, لنيل من الكتاب وصاحبه.

حيث تطرق الشيخ محمد عبدي, في تأويله قائلا, أن الكتاب يروج لحدوث التعايش بين الأديان, وأن صفحاته تناولت الطعن في الاسلام وذلك عبر التسأولات التي طرحها الكاتب على القراء الصوماليين, قائلا:لماذا تعتقدون بصحة دينكم وعدم صحة بقية الأديان؟, وأن جميع الأديان صحيحة, ومنها خاض الشيخ تأويلاته من المنظور الديني, والذي يراه وبغض النظر عن إذا كانت محسوبة على الاسلام أو فكر ديني, وحاملا على الكاتب بصدد هذه الجزئية.

واستعرض أيضا تناول الكتاب لقضية حرية الاعتقاد ونظرة الكاتب لها, وفي حق الانسان لاختيار دينه, والانتقال من الدين الاسلامي إلى دين آخر أو الإلحاد إذا ما أراد ذلك, ومستعرضا النص القرآني المشير إلى قضية الاعتقاد والذي أستدل به الكاتب, وهو ما قد استغرق فيه الشيخ طويلا في حديثه, والذي انطلق جوهر رؤيته في عدم قبول الاسلام بردة الاعتقاد, ومستدلا بالنظرة الفقهية المشيرة إلى قتل المرتد عن الاسلام .

وتوقف عند تناول الكاتب عبدي سعيد محمد اسماعيل, مدى أهمية وسمو دستور الدولة الصومالية في مرحلة الحكم المدني لعقد الستينيات من القرن الماضي, والذي ضم في طياته أن المواطنيين لهم الحق في الاعتقاد باديانهم, في إشارة إلى قبول الدستور لترسيخ حق الاعتقاد, وأن هناك تراجع دستوري قد تم في الصومال وهو ما حصر الاعتقاد في الدين الاسلامي, وأن وراء ذلك هم رجال الدين, ويرى الشيخ أن الكاتب يريد إعادة الصومال إلى تلك الوضعية التاريخية, والتي يراها أنها كانت ضد الدين الاسلامي.

ومن ما مر عليه الشيخ محمد عبدي, أن الكتاب تطرق واستشهد بفكر الدكتور فرج فودة ومفكر غربي آخر, وأكد الشيخ أن المفكر فرج فودة, كان كافرا وحكم عليه بحد الردة من قبل القضاء وان هناك من نفذ الحكم الشرعي بصورة غير رسمية, وذلك في محاولة منه لربط بين المسلك الفكري الذي سار عليه الدكتور فرج فودة والكاتب, وبطبيعة الحال إثارة الجمهور الصومالي على الكاتب عبدي سعيد, والتعامل معه انطلاقا من الوجهة التي قامت بالتصفية الجسدية التي تعرض لها المفكر فرج فودة.

كما مر الشيخ محمد عبدي, على عدة مسائل فقهية تناولها الكتاب ومنها مسألة الغنيمة والتي ساق بصددها عدة روايات (آحاديت), شرح فيها أنها تشوه صورة نبي الاسلام محمد(صلى الله عليه وسلام), ومنها "وجعل رزقي تحت ظل رمحي", وكدلالة منه على عدم حجية جميع الروايات(الآحاديث) وعدم تماشيها مع صحيح الدين, والمرور على خلافات الصحابة, وان الصحابي عثمان بن عفان, قد تم دفنه من قبل الصحابة في مقبرة يهودية, وهو ما يعد بأمر قد ورد في كتب التراث الاسلامي, وليس ببرأة إختراع قد ساقها الكاتب من جانبه, وبغض النظر عن مدى مصداقية المعلومة التاريخية, وهي وجهة أراد من خلالها الشيخ, أن يشحن من خلالها الجمهور على الكاتب لنيل منه معنويا وجسديا وإظهاره على أنه معادي لكل ما هو اسلامي.

أيضا مر الكتاب على أهمية دور الشك بالنسبة للإنسان المسلم وأنه يمثل بحاجة هامة جدا للمسلم القوي كملازمة مع الإيمان وأن يتم تقديم الشك لدى المسلم, بغية الوصول إلى الاعتقاد الصحيح, وتوقف الشيخ عند منحى الشك لدى الكاتب, قائلا:معلوم من أين أتى الكاتب بهذا المنهج" وذلك في إشارة إلى المفكر ديكارت.

وتناول الشيخ, وجهة نظر الكاتب, والتي أكدت على أن القياس والإجماع ليس بمصادر لدين الاسلامي, في إشارة منه أنهما يمثلان بجزء من الفقه ولاسيما السني منه, وبحيث يعترض الشيخ هنا على وجهة نظر الكاتب, ويرى أنه قد قام بطعن بثوابت الدين الاسلامي, كما أخذ على الكاتب بقناعته بعدم صحة نصف دية الرجل للمرأة المسلمة والتي تنطلق من وجهة نظر القياس الفقهي, والذي يراه الشيخ بأنه من ثوابت الاسلام, ناهيك عن الكتاب تطرق إلى مسألة عدم حجية رجم الزاني المحصن والمسلم, في إشارة منه لغياب حد اسلامي منطلق من نص قرآني قطعي بصدد المسألة ويؤيدها.

وانتهى الشيخ محمد عبدي Umal, إلى توجيه التوصية لمن قام بشراء الكتاب, مؤكدا عليه أن يحرقه, وعدم جواز منحه لشخص آخر, وحرق محل تواجد الكتاب, وذلك في إشارة إلى المكتبات وغير ذلك من اماكن تواجده, ورغبته في أن تتيح كل من البرامج الصومالية في إذاعتي بي بي سي وصوت أمريكا واللتان يستمع إليهما الصوماليين, الفرصة لرد على الكتاب, رغم أن الشيخ وجه تهمة صدور الإذاعتين من قبل دوائر معادية للإسلام.

وبدوره قام الشيخ محمد إدريس, بنشر منشور على صفحته في الفيسبوك, وذكر فيه أنه عرف وسكن مع الكاتب عبدي سعيد محمد اسماعيل, خلال مرحلة دراسته في جامعة أم القرى, وأنه لم يصدق أن الكتاب له, وذكر أنه أتصل مباشرتا مع الدكتور عبدالرشيد اسماعيل, أخ الكاتب واستفسره إذا ما كان الكاتب هو أخيه, وقد أكد له أنه فعلا صاحب الكتاب.

وقد عرج الشيخ محمد ادريس, على أن الكاتب نال درجتي البكالاريوس والماجستير وقدم للدكتورة, إلى أنه لم ينجزها, حيث أنتقل للعمل بعدها في الصومال, وذلك كإشارة منه لرغبة في البحث عن عيوب يتم أخذها على الكاتب, وكإشارة أن ما بلغه علميا يمثل بأمر محدود, علما بأن الشيخ محمد عبدي Umal, ذاته تخرج بالبكالاريوس من الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة, ولاسيما ان القضية هي أولا وأخيرا ترتبط في ضرورة مناقشة أفكار الكاتب والكتاب وليس التطرق إلى سيرته الحياتية, والتي لاتعني القارئ أصلا.

وواضح جدا أن البنية الفكرية الدينية والتي تطلق على ذاتها بالسلفية في الصومال, قد تعرضت لهزة شديدة من قبل الكتاب والأفكار التي جاءت فيه, وهو ما سبب صدمة قوية لهشاشة أفكار هذا التيار ولاسيما لتنظيم الاتحاد الاسلامي الصومالي, والذي غير إسمه إلى الاعتصام, وينتمي إليه كل من الشيخيين محمد عبدي ومحمد ادريس, خاصة وأن الأخير قد تم ترشيحه في فترة أحداث 11 سبتمبر 2001, لكي يتقلد منصب أمير التنظيم, وكان رفض ذلك, نظرا لوضع الولايات المتحدة الأمريكية التنظيم في قائمتها الإرهابية, وخاصة وأن الشيخ كأن يقيم في ولاية أوهايو الأمريكية.

واضح جدا أن كتاب محمد سعيد عبدي اسماعيل, قد سبب الرعب الكبير لهذه المنظومة الفكرية والسياسية, خاصة وأنه يمثل بأول كتاب صومالي يتطرق لتناول تلك القضايا, ولكونه يمثل بوثيقة فكرية يمكن للباحثين والمثقفين الصوماليين العودة إليها, وهو ما يفسر جليا حجم التخوف والإثارة التي صاحبت استقبال الكتاب, خاصة وأن الكاتب قد أشار إلى هؤلاء بصورة غير مباشرة في مقدمة كتابه ومؤكدا ضمنيا لتشددهم, وأنه يهدي الكتاب إلى ذوي العقول النيرة.

وما يستدعي التوقف عنده فهو أن هؤلاء الناقذين والمكفرين للكتاب والكاتب, لم يذكروا بصورة من الصور رغبتهم في مناقشة الكاتب في الأفكار التي طرحها وساقها في كتابه, وهم ينطلقون من منظومة فكرية دينية معينة, فيما يأخذون عليه المنحى المعتزلي العقلي والفلسفي, وبتالي فأنهم يرون ذاتهم كجهة حصرية لتأويل وتفسير وهداية الصوماليين المسلمين.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لمذكرات داعية2
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله1
- إلى أين سورية الدامية؟
- العلمانية كحاجة وجدوى
- قراءة لمذكرات داعية1
- أثر التلموديين الجدد في حياة المسلمين!
- مظاهرة ضد رئيس الصومال
- تغيرات عقائدية في الأوساط الصومالية المعاصرة!
- مظاهرة ضد رئيس جيبوتي
- ما معنى مفهوم الخلافة الاسلامية؟2
- ما معنى مفهوم الخلافة الاسلامية؟1
- الصومال وتبعات حظر السلاح
- الاسلام الإلهي والإنساني
- الصومال وتراث الابل
- أبعاد الاعتراف الأمريكي بالحكومة الصومالية
- ذاكرة ذات صلة بسفير صومالي
- تذبذب السياسة الأمريكية في الصومال
- عودة صومالية مميزة إلى الاتحاد الافريقي
- الصومال تودع المناضلة سادو علي ورسمه


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - تكفير كاتب صومالي