أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..2















المزيد.....

لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..2


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 13:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


فهم الصوماليين ممن يركزون عادتا على الإنتماء إلى العروبة, هو أصلا فهم خاطئ, فالعروبة في مفهومهم هي انحدار عدة شخصيات عربية محدودة العدد وفرضا من نسل عربي, وإذا جاز الاستماع إلى تلك الرؤية, فهي بحد ذاته ليست بمفهوم متعارف عليه في تأكيد عروبة مجموعات اجتماعية كبيرة, تشكل تاريخها وثقافتها على أرض الصومال الافريقية وليس في الجزيرة العربية.

تلك الشخصيات, لم تؤسس في الصومال لثقافة عربية وعادات وتقاليد, وما يتم الإستشهاد به عادتا هو الثقافة الاسلامية الجامعة ما بين المسلمين, وعلى صعيد التقاليد التي يحاول البعض انطلاقا من قصور الوعي الاستشهاد بها, فثقافات المجتمعات التقليدية لدى الكثير من شعوب آسيا وأفريقيا قريبة من بعضها, ولاسيما أن العديد من هذه الشعوب في طور اجتماعي مشترك, ناهيك عن أن العادات والتقاليد الصومالية تتباين كثيرا مع مثيلاتها العربية, وبتالي فلنتصور تلك الشخصيات الأسطورية التي قيل أنها عربية, في حين أنها صنعت في الصومال الذي أستوعبها.

ترى إذا غادرت الحياة وتصومل أبنائها في الاطار الاجتماعي والثقافي والذي ولدوا وترعرعوا فيه, فهل يمكن القول بأنهم عرب لمجرد أن الأباء الأسطوريين كانوا عرب؟ وحتى وإن قطعوا مع تراث من قيل أنهم الأباء!

"فالناس في غالبهم مؤتمنون على معرفة تسلسل نسبهم القريب، ولكنهم غير مؤتمنين على ما عدا ذلك البتة. ومما يؤسف له ان بعض من يكتب في الأنساب يوصلون أنسابهم بجدود بعيدة دون دليل، يبنون ذلك على ما يردده العامة، وهو ترديد يفتقد للبرهان".(1)

وبشكل عام وتركز الشعوب في حال عدم كونها كجماعات كبيرة لم تنتقل من ديار ما إلى ديار أخرى وبصحبة خصوصيتها الاجتماعية, على عامل التاريخ والثقافة الذي هم عليه في الديار التي يعيشون فيها, بعيدا عن مصدر وأصول فرد ما, إلى أنه في الحالة الصومالية تحاول الجماعات الرئيسية والتي تدعي العروبة التشبت بنسب ذلك الفرد, في مقابل القطيعة مع تاريخها ووجودها القديم على الأرض التي ولدوا فيها وثقافتهم التي تشربوا منها. ومفهوم المشار إليهم في شأن الإنتماء يخالف المفاهيم المتعارف عليها لتحديد الإنتماء والهوية والمتعارف عليه انسانيا, وأن هوية الانسان يحددها التاريخ,العقيدة,الثقافة والجغرافيا.

وكل هذه العوامل تؤكد أن عموم الصوماليين بغض النظر عن تحقق من جاء إلى أرضنا ومن كان عليها, فهم صوماليين أفارقة ومسلمون, فالأندماج مع البيئة الصومالية التي حلت عليها الخرافة هو ما كتب تاريخنا الواقعي, وليس الركض لأجل البحث عن أصول القادم الخرافة التي لم تترك أثرا وحتى إن كان عربيا, وهذا لا ينفي وجود جماعات آسيوية كان بحضورها إلى المجتمع الصومالي, أن ساهمت في تاريخه وتراثه بشكل ملموس.ناهيك عن أن الروايات بصدد عروبة اؤلئك الأفراد متضاربة دون إستثناء.

في حين أن الهندي,البرتغالي,الأذري والفارسي وغيره قد تصوملوا, فماذا يربطهم اليوم عضويا مع تلك الجذور بإستثناء الدين مع من لم يكونوا برتغاليين؟ في حين أن ما يجمعهم مع جيرانهم الأفارقة في الجوار أكبر من ما يجمعهم مع جذورهم الأولى ما صح منها وما لم يصح, خاصة وأنه هناك إشكالية تحقيق قائمة في اطار تلك الأنساب العربية البعيدة ذاتها, لاسيما في ظل عدم حسم اعتقاد درجة الرابطة ما بين القبائل العربية القحطانية والعدنانية وغيرها كما هو وارد في الاطار التالي:

"أما القحطانيون: فالشائع والمعروف عند جمهور النسابة أنهم من قحطان بن هود عليه السلام مما يعني : أن سلالتهم لايمكن أن تقع ضمن السلالة العدنانية والإسحاقية والغسانية ( j1c3d )، إلا أنه بعد إجراء العديد من الفحوص على جملة من اليمنيين أتضح أنهم من سلالة تقع ضمن( j1c3d )، وهذا يعزز من صحة القول القائل : أن القحطانيين ينتسبون إلى قحطان بن نابت بن إسماعيل عليه السلام . وقد ترجم البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق ج 4 / 156 على ذلك فقال: (باب نسبة اليمن إلى إسماعيل عليه السلام) حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسيوف فقال : ارموا بني إسماعيل وأنا مع بني فلان لاحد الفريقين فأمسكوا بأيديهم فقال مالكم قالوا وكيف نرمي وأنت مع بني فلان فقال ارموا وأنا معكم كلكم.وفي بعض ألفاظه: " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع ابن الأدرع " فأمسك القوم فقال: "ارموا وأنا معكم كلكم".وكانت الأوس والخزرج منهم ، وقد قال لهم عليه الصلاة والسلام : "ارموا بني إسماعيل" فدل على أنهم من سلالته ، وتأوله آخرون على أن المراد بذلك جنس العرب ؛ لكنه تأويل بعيد إذ هو خلاف الظاهر بلا دليل".(2)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ جَمِيعاً عَنِ الْوَلِيدِ - قَالَ ابْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ - حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ عَنْ أَبِى عَمَّارٍ شَدَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشاً مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ" .(3)

ويستدل من هذه الرواية أن الكثير من المسلمين رغبتا في التقرب من نسب الرسول محمد(صلعم) والتبرك منه, قد نهجوا منحى الإنتساب لبني هاشم, ثم قريش وغيرهم من العرب, وفي هذه الوجهة مقاربة اجتماعية دينية لما هو معروف عن المسيحيين الغربيين ممن ينتسبون إلى الكنيسة المسيحية تبركا وقدسية, وبالعودة إلى التراث التاريخي الصومالي يمكن التوقف عند إنتماء عشائر صومالية قديما إلى الآلهة واق (Waaq), ناهيك عن دلالة مفردة إبو Eebo وهي لفظة ذات الجلالة القدسية باللغة الصومالية, والتي هي موازية للفظة الصومالية أبو Aabo والمقصود بها الأب.

وفيما تؤكد أبحاث قام بها مثقفين صوماليين أمثال الدكتور محمد عبدي جاندي وأحمد ابراهيم عواله, وكانوا قد أكدوا من خلالها غلبة عامل التحالفات القبلية الصومالية, مقارنة مع أن تكون الروابط بين هذه القبائل عائدة إلى وجود عامل النسب المشترك فيما بين وحداتها الاجتماعية, خاصة وأن دراسة الدكتور محمد عبدي جاندي, كانت شملت مجتمع عينة دراسية واسعة العدد وبلغ 8000 حالة ونيف, وهو ما يستشف منه أن السير في ظل قراءة الأساطير الاجتماعية التاريخية في أوساط المجتمع الصومالي, بقابلة لتفكيك والوصول إلى قراءات أكثر تاريخية ومنهجية للإطلاع على التاريخ الصومالي.

الهوامش:

1- عبدالله ابراهيم العسكر,صناعة النسب,جريدة الرياض,15-8-2001.

2- د.عمر الزيد,علم الحمض النووي وأنساب قبائل العرب,منتديات الأسهم القطرية,30-3-2013.

3- الإمام مسلم,كتاب الفضائل,الباب الأول,6077.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريين وصوماليين.. يقعون فريسة التعصب!
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..1
- فنانيين صوماليين.. المسيرة والاعتزال 1-2
- حوار مع الدكتور عمرو محمد عباس محجوب حول الشأن اليمني
- اليمن والأفق الديمقراطي البديل
- الدارويش ما بين النضال والتقييم2
- اليمن ما بين صالح والحوثي
- جريمة شارلي ايبدو ومضامينها عالميا
- ربنا يقيد وحوش!
- العقد الاجتماعي لدى الشرائح المنبوذة
- واقع العقد الاجتماعي الصومالي
- مقتل النائبة سادا والتداعيات
- الدراويش ما بين النضال والتقييم1
- عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال
- الرحمة لعبدالله خليفة
- مناظرة الإيديولوجي والملحد1
- لماذا لا تراهن العلمانية على الانسان؟
- ماهية ذكرى 21 أكتوبر لدى الصوماليين
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي2


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..2