أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسن محاجنة - تشخيص ، لكن لا علاج ..!؟














المزيد.....

تشخيص ، لكن لا علاج ..!؟


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 07:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشخيص ، لكن لا علاج ..!؟
أستاذنا وفيلسوفنا ، المفكر طارق حجي تفضّل مشكورا بمُشاركة القراء بمقدمة كتابه الذي سينشر عمّا قريب بالفرنسية . وهو كتاب العفريت الأصولي .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=466425.
استخلص الاستاذ في هذه المقدمة بأن "ألعفريت الأصولي " ، أي الإسلام السياسي ، وعبر دراسته (أي الأُستاذ ) له (أي للإسلام السياسي ) ،أوصلَهُ الى 12 حقيقة ، يعتقد بها إعتقادا راسخا .. وقبل الخوض في تشخيص الأستاذ للواقع من خلال قراءته للإسلام السياسي ، أودُ أن أُؤكد على أن الفكر السياسي الديني أو الفكر الديني السياسي ، هو أسوأ ما حدث للبشرية وللحضارة الإنسانية ، واليوم يقف الاسلام السياسي حجر عثرة أمام تقدم العرب (حتى أولئك من غير المسلمين ) والمسلمين .. لكن لا يكفي أن نعترف بهذه الحقيقة لكي نخطو نحو التقدم والتمدن .
أما القضية الأخرى ، في "مقدمة " الاستاذ طارق ، فهي في نفي أي علاقة بين الإسلام والمسلمين وكأنهما خطان متوازيان لا يلتقيان .. فهناك مسلمون معتدلون لكن لا يوجد اسلام مُعتدل .. مما يؤكد بأن النص ثابتٌ وغير" مُتحول" ، بناءً على تعدد القراءات ..فإذا كان الإسلام متطرفا ،إذن لا فائدة من تعدد القراءات ، فكلها متطرفة . لكننا نسأل ، هل القراءة الأحمدية هي نفس القراءة الوهابية ؟؟ هل القراءة الشيعية هي نفس القراءة الإسماعيلية ؟
القراءات للنصوص هي التي تُعطي للنص "روحا " خاصة به .. وتُميّزه عن باقي "قراءات " النصوص المُخالفة والمُغايرة . ففي المُحصلة النهائية يستمد النص "إنسانيته " من روح "قارئه "، سواءً كان متطرفاً
أو مُعتدلاً .
وقد يكون "القاريء" حداثيا ،" والمقصود بالحداثة هنا ، الموديرنيزم " ، أي أنه يقرأ النص ، بنظارتين "عصريتين " ، تأخذان بعين الإعتبار قِيم العصر وضرورة مواكبتها ، وذلك من خلال قراءته للنص قراءةً " تدعو وتُشجع " على الإلتزام بقيم العصر ، كل عصر .. أو أن يكون "حداثيا " بمعنى " الحداثة تساوي الفوضى الخلاقة وتعني البوست مودرنيزم "، والتي تنطوي في ثناياها على إلغاء كل شيء، بما في ذلك الاعتقاد بنهاية الايديولوجيات ، ما عدا مصلحة الفرد الأناني المُطلق ، ومصلحة "الطبقة الحاكمة " التي ترتئيها وتترقبها ، من هذه الفوضى . وقراءة كهذه لا ترى حرجا في التدمير والقتل ، لأنها تلتزم بالهدف مهما كانت الوسيلة (ميكيافيلية مُطورة ) ، لذا قد تلتقي هذه القراءة مع الداعشية ، فالحداثة تعني ، الفوضى التدميرية والتي تهدف الى خلقِ جديدٍ ، غير واضح المعالم ، لكنه واضح الهدف الذي هو مصلحة الطبقة المتسلطة وأفرادها .
فداعش تحمل معنىً حداثيا ، يلتزم بالتخطيط والتنفيذ الدقيق ذي المزاج البارد ، وخاصة في القتل ، وهي صفات حداثوية بوست-مودرنية لا ترى الإنسان ولا تُعطيه أية قيمة . ويفتقد هذا المعنى الى العفوية والإنسانية ، مثله مثل الفوضى الخلاقة التي لا تُقيم وزنا للمشاعر الإنسانية وعفويتها ، ولا للآخر ..!!
خلاصة القول قد يلتقي التطرف مع الحداثة في وجه من وجوهها ، وقد يلتقي النص الديني مع العصرنة وقيم العصر الإنسانية .. كل ذلك وفق قراءة القاريء للنص ذاته .
وما زالت مع ذلك ،المصالح المتقاطعة للنقيضين (الحداثة والإسلام )، غير مفهومة إلا برؤية "الحداثة " من زوايا متعددة ووفق قراءات متعددة .. فالغرب الذي عقد تحالفات مع الاسلام السياسي هو جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل ..!!
أعلمُ بأني أكتبُ أشياء صعبة على الهضم ، لكن ، الغرب الحداثي الذي خرج بقضه وقضيضه لحماية منابع "النفط" والتي يعتبرها حقا له وليس لأصحابها الأصليين ، هذا الغرب لم يتورع عن الحصار والقتل ، والبعض يقول لم يتورع عن إستعمال اليورانيوم المُنضب في حربه "النفطية "ضد المدنيين . لا ، لم تكن هبّتُهُ تلك "لوجه الله " ( كما طالب القرضاوي ذات لحظة صراحة ومصارحة تدل على عمق الارتباط )، بل كانت من أجل مصلحة لا تربطها بقيم الإنسانية رابط !! فهل كان هذا السلوك" الحداثي" الخلّاق للغرب ، هو النموذج لداعش "الحداثية " أيضا ..!! مع فارق بسيط بين الحداثويين الغربيين والحداثويين الداعشيين ، الفرق هو في المرجعيات ، لهذا السلوك "الحداثوي "..!!
أما ، لماذا يسمح هذا الغرب لحاملي الفكر الإقصائي في التكاثر بين ظهرانيه ؟ ! ودون اللجوء الى نظرية المؤامرة ، فربيبته هي التي تُموّل هذه الحركات ، وهي التي تحصل لهؤلاء على "رخصة ٍ" لبناء المراكز والمجمعات التي لا تخضع للمراقبة على المضامين والافعال . وهذه الدول لا "تفتش " عمّا يفعل هؤلاء في مراكزهم ، كرمى لعيون ربيبتهم التي وعدتهم بأنها "ستخلق " جيلا خنوعا ، لا يخرج عن طاعة ولي الأمر وولي ولي الأمر ..
ويتكرر بالضبط سيناريو "الإبن " المدلل السابق ، للربيبة واولياء أمرها ، أسامة بن لادن .. ألم تجمعهم معا "فوضى " الحداثة ؟!
وعدا عن هذه المُلاحظات التي تهدف لإثراء النقاش ، وأرجو أن أكون قد وُفِقْتُ في ذلك ،فالاستاذ شَخّص المرض ، لكنه لم يطرح الدواء ولا الخطة العلاجية الكفيلة بإشفاء هذه الأمة المنكوبة بالإسلام السياسي.
هل الاقصاء والحلول الأمنية هي العلاج ؟؟
أنا شخصيا أعتقدُ جازما بأن تغيير النظام السياسي وتعميق التعليم في هذا الإتجاه، قد يؤديان في البعيد المنظور الى تنحي القراءة المتطرفة وتصدر القراءة المعتدلة العصرية ..
ونهاية لهذه العجالة ، لا شكّ لدي بأن "القراءة المُتغلبة "للإسلام ، هي القراءة المدعومة أمنيا من الغرب الحداثي ..!! وهذا لا يعني بأنه لا وجود لقراءات أُخري ، لكنها مُهمشة ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يُريدُ الشعب حقاً ؟! تداعيات على مقال الزميل عبد الله أ ...
- بَهْدَلةٌ ثَورِيةٌ ..في الأول من أيار!!
- -تَدْيين- ألصراع ..!!
- وَجْدُ آلوجدِ
- ثوريون ومُستَغِلون ..!!
- -إسرائيل- تتكلم العربية ..
- جمال ليس له -حظوظ- ..
- عقلاني لا يُلتفت إليه ..!!
- لا إنتَ -حبيبي- ..ولا أُريدك ..!!
- ذئاب و-خراف - ..!!
- WELLBEING - وبين ال WELFARE ما بين ال-
- يا حسرة علينا ، أو -واحسرتاه - ..!!
- إسلام بحيري : العقل في مواجهة النقل .
- فقه ال -أرأيتَ - والخيال المريض ..
- تسور شيزاف على عتبة بيت -الشيطان- ..!!
- العلامات واللايكات ..
- فتاوى فتافيتية ..!!
- بَوْحٌ على بَوْحٍ .. مهداة للزميل نضال الربضي
- أسرار غياب نجم الروك -ألشريم - ..!
- أليرموك : زاد في طنبور (ألموت)، نغما داعشيا .


المزيد.....




- حقن العشرات بإبر غامضة خلال حفل موسيقي في فرنسا.. إليكم ما ق ...
- الدولة والتوقيت؟.. أول رحلة خارجية لوزير دفاع إيران بعد ضربا ...
- مذيع CNN يوجه انتقادات لاذعة لترامب وهجومه على تغطية الضربات ...
- بعد ثلاث سنوات على تشريعه... تايلاند تُعيد تجريم القنب وتربك ...
- عطلة نهاية أسبوع دامية بألمانيا: 15 حالة وفاة بالغرق في أسوأ ...
- اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية: متضامنون م ...
- مقتل 21 فلسطينيا على الأقل في غزة و3 آخرين برصاص الجيش الإسر ...
- محللون إسرائيليون: هذا ما يجعل جنودنا صيدا سهلا في غزة
- شائعات جديدة عن -آيفون 17-
- زهران ممداني أول مسلم يترشح لمنصب عمدة نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسن محاجنة - تشخيص ، لكن لا علاج ..!؟