قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 14:03
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ذئاب و"خراف " ..!!
كتب زميل لنا، في هذا الموقع ، وهو الزميل سيف كريبي ، مقالا بعنوان : " الجهل الجنسي المُقدس " ، كتب يقول : ".... جسد المرأة ، دون إعارة إهتمام لذلك الكائن اللين الحساس التي يتلوى عذابا تحت تأثير نهش أنياب الذئاب البشرية .. ".
لا خلاف لنا مع الزميل بخصوص ، تشخيص الزميل لحالة "الجهل " في مواضيع "الجنس " و"الإستغلال الجنسي " للأنثى من الرجال الذين يُحيطون بها .. لكن ليس كل الرجال طبعا .
ما يُثير الحفيظة في هذا "التشخيص " السائد في اوساط الذكور والإناث ، هو التعميم والتنميط ، المُجافيان للواقع ، بل والمُزدريان بالمرأة أولا وبالرجل ثانيا ..
فليس كل الرجال ذئاب ، بحومون حول اول انثى سانحة ، لكي ينهشوا "لحمها " نيئا ، كما أن الإناث لَسْنَ جميعا ، قطيع من الخراف "التائهة " ،"الساذجة " والسانحة .
وكأب ،أخشى ما يخشاه ، أن يتعرض أحد أبناءه إلى إعتداء جنسي ، فإنني أقدم لهم النصائح ، وأُحاول إكسابهم مهارات حماية الجسد ، فهو جسده وجسدها ولا حق لأحد ، كائنا من كان أن يلمسه إطلاقا .. وليس لأي كبير بالغ ، كالمعلم أو المرشد أن "يُعاقب " بالضرب أو يُكافيء بالملامسة الجسدية .
إن الذي "يُربي " في بيته "خرافا" ، لا يستحق الأبوة أو الأمومة .
فالخطوة الأولى إذن هي "جسدي مِلكي " ، بشكل حصري وليس لأحد الحق في ملامسته دون "رغبتي " بتاتا ...
وثانيا ، هذه الاوصاف التنميطية والتي ليست حكرا على زميلنا العزيز ، تُصور الانثى وكأنها عاجزة كليا ، لا تملك من أمرها شيٌ ، سوى جسد ليّن حساس يتلوى عذابا ...!!
وقد آن الآوان للتخلي عن محاولات اقناع الأنثى بأنها ضعيفة ،سوف يفترسها "الذئب" في أول لقاء بينهم ، وقد يدعو أصدقائه الذئاب لمشاركته "الوليمة " ..!!
هذا الكلام يصّبُ في صالح دعاة الفصل بين الجنسين في الحياة العامة ايضا ، إذ يُعمّق الشرخ بين الذكر والأنثى ويخلق حالة من الشك المتبادل وإنعدام الثقة . كما ويخلق انطباعا بأن الذكر والأنثى ليسا بإنسانيين قد يجمهما رابط غير "رابط الشبق " ..
يجب تزويد الفتاة ، كما الفتى بالمهارات الضرورية والقدرة كذلك للدفاع عن النفس ،إذا اقتضت الضرورة ذلك ، وإكسابه -ها بالتقنيات "الدفاعية " بما في ذلك الدفاع العنيف والمشروع عن النفس .
كما وهناك ضرورة ملحة لتثقيف الجيل الشاب على إحترام الحيز الحياتي للأخر ، إنطلاقا من إحترامي لحيزي الذاتي ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟