قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 12:11
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
مخازن الاطفال..
كتبتُ سابقا عدة مقالات عن "العمالة " الأجنبية في إسرائيل ، وعن صعوبات الحياة ، عن العداء العنصري الذي يُشعلُ فتيله اليمين . عن وزير الداخلية السابق الذي بنى مراكز إعتقال للمتسللين ولمُهاجري العمل .
لكن هناك مئات الالاف من العمال الاجانب وغالبيتهم من اريتيريا ، اثيوبيا ، جنوب السودان ،السودان ودار فور ومن بلدان القارة الافريقية الأخرى ، يعملون ويعيشون في اسرائيل . (لاحظوا معي بأن "سلة غذاء أفريقيا " الا وهو السودان له تمثيل كبير في العمالة المهاجرة الى إسرائيل )
ورغم صعوبات الحياة من إستغلال رهيب ، أجور متدنية ، ظروف حياتية صعبة ، عدم توفر الرعاية الصحية (هناك جمعية من متطوعين تُقدم رعاية صحية )، الهجرة من الوطن والابتعاد عن الاهل ، والهروب الدائم من وجه الشرطة ، فقد اقام قسم كبير من هؤلاء عائلات وانجبوا اولادا تولدوا لهم في اسرائيل .
ويسكُن غالبية هؤلاء في جنوب تل – ابيب ، حي هتكفا ، المحطة القديمة وبعض الاحياء الفقيرة جدا في جنوب تل ابيب . ويخيل للقادم الى جنوب تل ابيب بأنه في حي غير اسرائيلي البتة .
ومعروف عن تل ابيب غلاء اسعارها ، وخاصة اجور السكن ، لذا ، فغالبا ما تعيش الاسرة في غرفة ضيقة أو تعيش اكثر من عائلة عمال مهاجرين في شقة صغيرة .
وهناك مدرسة في تل ابيب تستقبل ابناء العمال الاجانب للدراسة فيها ، ونحن نتحدث عن كل الشرائح العمرية ، فهناك اطفال ما زالوا في الحضانة ، وهناك من تخرّج من الثانوية ويخدم في الجيش !!
لكن ما أثار ضجة هذا الاسبوع ، هو وفاة 5 أطفال رُضّع في "الحضانات " التي "يتربى " فيها أبناء العمال الأجانب .
الصحافية الشهيرة أورلي فلنائي ، والتي تُقدم مع زوجها برنامجا صباحيا شهيرا في القناة العاشرة الاسرائيلية ، قالت مُعلقة على وفاة الاطفال الخمسة : " إن مرور يوم واحد دون وفاة طفل في "مخازن " الاطفال ، هو مُعجزة " .!!
واطلقت وسائل الاعلام على حضانات المهاجرين إسم مخزن ، بدلا من حضانة ، وذلك لأن هذه الحضانات اشبه بمخازن البضاعة ، مما هي حضانة او روضة . فالازدحام كبير ، والبنى التحتية والمبنى غير "مؤهل" لإستقبال اطفال رضع ، ناهيك عن نقص في القوى العاملة . فهناك حاضنة واحدة او اثنتين لعشرات الرضع .
ويُقدّر عدد "مخازن الطفولة المهاجرة " بالخمسين ،في مدينة تل ابيب!!
وهذا رابط لفيديو قصير ،يُصوّر "مخزنا " من الداخل . (هناك دعايتان قبل الفيلم )، شرٌّ لا بُدّ منهُ .
http://news.walla.co.il/item/2842039
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟