أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - رفقا بالشيزوفرينيا ..














المزيد.....

رفقا بالشيزوفرينيا ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 11:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رفقا بالشيزوفرينيا ..
نشر الأستاذ محمد المشماش مقالة في الحوار بعنوان : " شعوب السكيزوفرينيا لا علاقة لها بالتسامح" ، وهذا رابطها :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=457779
تحدث فيها مشكورا عن غياب ثقافة التسامح في المجتمعات العربية والمسلمة ، وذلك مُقارنة بالشعوب التي "تجلس " على عرش الحضارة ، بدءا من فولتير وجون لوك . ولم ينسَ الأستاذ ، أن يُشير إلى الفترة التي سبقت فولتير ، وهي فترة "إصطياد " الساحرات ، وإتهام كل من يُخالف الكاثوليكية بشتى انواع التهم ، بما في ذلك قتل الأب لإبنه ، لمجرد أنه يعتنق "دينا " مُخالفا ..
ليس لي من تعليق سوى الإطراء على ما أوردهُ الزميل العزيز ، لكنني توقفتُ عند إختياره لوصف الشعوب العربية والإسلامية ، وكان توقفي هذا مدفوعا بحب إستطلاع عن كيفية تحول الشعب إلى شيزوفريني ولو على سبيل المجاز .
وبما أن الزميل ، يُجري من خلال ما كتبهُ مقارنة بيننا وبينهم ، وكيف تتجلى عوارض الشيزوفرينيا من خلال الفروق بيننا ، كتب ما يلي : " الفرق هو ببساطة نعيش في مجتمعات السكيزوفرينيا,مجتمعات اللاعقل,التخلف,لا مكان فيها للكلمة الحرة,نعيش التناقضات يشتي أشكالها,العربي هو الإنسان الذي يستطيع العيش بألف وجه,هو الذي يخال نفسه الكل مع أنه لاشيء " .
وعوارض الشيزوفرينيا ، كما يتضح ، وبكلمات الزميل هي "اللاعقل ، التخلف ، قمع حرية التعبير ، تعدد الوجوه ، الحياة مع التناقضات ، وجنون العظمة " ..
ولكن الشيزوفرينيا هي مرض نفسي صعب جدا ، تنقسم عوارضه إلى قسمين رئيسيين ، الأول وهو ما يُطلق عليه العوارض الإيجابية ، والتي تتجلى بسماع أصوات أو رؤية أجسام واشخاص أو أفكار مشوشة ، ولا تربط هذه العوارض أيه صلة بالواقع ..
أما القسم الثاتي من العوارض فهي العوارض السلبية والتي تظهر على شكل إهمال للذات (من ناحية النظافة الشخصية واللباس والمظهر الخارجي ) ،الإنعزال ، عدم بناء علاقات إجتماعية وما شابه ذلك .
وبما أنه ليس من أهدافي في هذه العجالة تقديم شرح علمي مفصل عن مرض الفصام (الشيزوفرينيا ) والذي يختلط عند عامة الناس مع أحد إضطرابات الشخصية النادرة ، وهو تعدد الشخصيات ، فيخلطون هذا بذاك..
نعم أنا واثق بأن الزميل إستعمل الشيزوفرينيا في سياق مجازي ، ليُظهر لنا ربما الوضع الصعب الذي وصلت إليه شعوبنا ، وربما أراد القول بأن لا أمل في شفائها من هذا المرض ..!!
وبودي أن أطرح بعض الأفكار بخصوص الشيزوفرينيا وملابساتها المجازية في الكتابة ..
أولا : العوارض التي تحدث عنها الزميل ليست عوارض الشيزوفرينيا .
ثانيا : التسامح ، هي ثقافة مُكتسبة وليست عضوية كالشيزوفرينيا .
ثالثا : اللاعقل ، أو غياب العقل ، ليس له علاقة بالشيزوفرينيا ، وقد يكون له علاقة بالتخلف العقلي ( مع إعتراضي على عدم دقة المصطلح ) .
رابعا : قمع حرية التعبير ليست لها أية علاقة بالفصام ، فهي "بنت " لِبُنى وأنظمة سياسية ، وثقافة مجتمعية.
خامسا :كل المجتمعات البشرية والأفراد، يعيشون تناقضات معينة ، ويُحاولون إيجاد الحلول لهذه التناقضات والصراعات ، بأليات حل الصراعات ، سلمية كانت أم بالقوة العسكرية .
سادسا :تعدد الوجوه : قد يكون إضطراب تعدد الشخصيات ، لكن في الحياة الطبيعية ، فكل إنسان يُمارس حياته ، ويختلف سلوكه بناء على الوظيفة الحياتية التي يُؤديها . فمثلا سلوكي كأب ، يختلف عن سلوكي كمدير في العمل ، ويختلف عن سلوكي مع أصدقائي ومع زوجتي ومع أخواتي وإخوتي . فإختلاف السلوك من "وظيفة "حياتية إلى أُخرى ، يدلّ على مرونة في التأقلم مع الوظائف الحياتية المُتعددة التي يؤديها الإنسان ، ذكرا أو أُنثى .
سابعا : جنون العظمة ، رغم أنه وفي بعض الأحيان ، ونتيجة للهلوسات السمعية والبصرية التي يُعايُشها مريض الفصام ، يسمع أصواتا تُنبئُهُ بأنه المسيح المنتظر، فهو لا يعتبر نفسه عظيما لأنه يعتقد ذلك ، بل لأنه "تلقّى " وحيا يأمُرُه بذلك .
لكن هناك أشخاص يُصابون بجنون العظمة ، ويُشجعهم المحيط على هذا الشعور ، كالقذافي مثلا ، وبعض الزعماء العرب والدكتاتوريين في كل مجتمع وثقافة (هتلر على سبيل المثال ) ..
لكن عامة الشعب تشعر بأن لا قيمة لها ، وهذا شعور مُعاكس لشعور العظمة طبعا ..
ثامنا : لا علاقة البتة بين التخلف العلمي والحضاري بالشيزوفرينيا
هل نستطيع الإستنتاج بأن الشعوب العربية والإسلامية لا تُعاني من شيء ؟؟ بالطبع لا ، فالثقافة السائدة والمُتحكمة تفرض أنماطا سلوكية وفكرية مريضة ، لكنها ليست مريضة بالشيزوفريتيا قطعا .
لأت الممُصاب بالشيزوفرينيا "يجمح " بفكره وخياله إلى أبعد مما يستطيع الشخص العادي ذلك ، وحينما يلتقي الجموح الفكري بعبقرية الإبداع ، نحصل على "فان كوخ " مثلا . وهناك بحث شيق صدر في كتاب بالعبرية ، بعنوان "الجنون والعبقرية " ، قد أستعرض بعض العباقرة المجانين الذين تحدث عنهم الكتاب.
وأخيرا ، أدعو الجميع إلى عدم "الزّج " ، بأصحاب الإحتياجات الخاصة في الخلافات الفكرية .
فالذين يُعانون من الشيزوفرينيا ، التخلف العقلي ، الإعاقات الجسدية على أنواعها ، لهم الحق بالحصول على الإحترام ...
فالشيزوفرينيا ليست شتيمة أيها السادة . وأنصح بمشاهدة فيلم " بيوتيفول مايند " !!
وعلى عكس "ثقافة " المجتمع التي تحتاج إلى ثورة لإقتلاعها من الجذور ، فالشيزوفرينيا مرض له علاج ، ويُمكن إعادة تأهيل المصاب بالفصام على كافة الصُعد الحياتية ... وبحكي عن تجربة في العمل التأهيلي ...



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد ألمساخر ..
- ديماغوغيا التاريخي والمصيري ..!!
- تعيين القط حارسا على اللبن ..
- الموت للعرب ..!!
- بنو الأصفر وبنو الأسمر ..!!
- ألإسرائيلي القبيح ..!!
- الشيوعيون يلطمون ..
- لا فرحة كفرحة الشامتين ..!!
- هوليوود والخيبري ..!!
- داعش في الطريق إلى ألقدس ..
- ألمثقفون الإسرائيليون ينتصرون لحرية التعبير ..
- أورلي -كيشوت - والجنرالات .
- التطبيع ومسح الجوخ !!
- نتانياهو والبارانويا ..
- المصطلحات لا تخلق واقعا ..
- من يُريد رمادا مُشتعلا ؟!
- مشاهير ومحبوبون
- تعويذة الأزهر : مزيدٌ من القتل البارد ..
- حُرّاس -ألعائلة الملكية - الإسرائيلية .
- صراع حضارات ..؟؟!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - رفقا بالشيزوفرينيا ..