قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 14:50
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
فضّلتُ إستعمال المقولة أو المثل العبري (في العنوان أعلاه ) ، الذي يصف الإختيار الخاطيء والضار للشخص ، الذي لا يلائم المهمة ، أو تحديدا ، هذا الشخص لا يُمكن إئتمانه على تنفيذ المهمة . فالقط لن يصبر على مشاهدة اللبن الرائب ، دون أن يتناول منه شيئا أو يتناوله كله !!
لدينا في العربية بعض الأقوال الشبيهة ، كالقول "حاميها حراميها " ، لكن الأمر لا يتوقف على السرقة فقط . فالحارس في حالتنا غير قادر على تمالك نفسه أمام الإغراء ..!! وبعد هذه المقدمة والتي كان لا بد منها ، ندخل صُلب موضوعنا .
فقد تناولت وسائل الإعلام خبرا عن "توصل" عباقرة ال "مجتمع المدني " في موريتانيا إلى حل عبقري لمشكلة الإغتصاب والتحرش ألجنسي بالنساء . ويقتضي هذا الحل بتخويل رجال الدين ، يعني المشايخ بمكافحة الإغتصاب والتحرش الجنسي عن طريق تخصيص خُطب الجمعة لنشر الوعي في أوساط الذكور الموريتانيين ...!!
لكن قبل أن نُشكّك في جدوى هذا المشروع ، لننظر كيف بتعامل القضاء الموريتاني مع الشكاوى التي تتقدم بها النساء المُغتصبات .
بعد تلقي الشكوى من السيدة المُغتصبة ، يطلب القاضي منها الإتيان بالقرائن والإثباتات على أن المُدّعى عليه ، قد قام بإغتصاب المشتكية فعلا . والدلائل والبراهين ، يجب أن تكون عينية وواضحة ، كالحمض النووي أو أربعة شهود ، صور لحادث الإغتصاب أو ما شابه من براهين وإثباتات ، كما تقتضي الشريعة الإسلامية ، والتي تُشكّل مرجعية للقضاء الموريتاني .. وفي العادة لا تستطيع المُشتكية توفير هكذا أدلة ..
وحينما لا تتمكن المُغتصبة من إثبات جريمة الإغتصاب بالقرائن والأدلة ، فإنها تنتقل مباشرة من كونها ، ضحية إغتصاب جنسي ، إلى مُرتكبة لكبيرة الزنى وبإعترافها ، الإعتراف سيد الأدلة ، (من فمك أُدينك ) ، ليتم تنفيذ الحد الشرعي بحقها ..!!
فهؤلاء ، عباقرة المجتمع المدني ، يُعَيِّنون "القط " لحراسة "اللبن الرائب " ، والويل "لللبن" ، في هذه الحالة من هذه "القطط" ...!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟