أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - تجسيد الموت .














المزيد.....

تجسيد الموت .


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 08:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين يتفقدك هذا الزائر الثقيل الوطأة على الروح والجسد ، يتفقدك في أحد الأعزاء أو أحدى العزيزات ، فلن يتركك إلا بعد أن تُقرّ له بقدرته الرهيبة والتي لا غالب لها ، على الصعيد البشري والإنساني الراهن .
هذا الذي يُعبّر عن الفناء اللامتناهي ، فناء من تُحبهم ومن تكرههم وتتمنى بشكل لا- واعٍ ، أن يحنو على مَنْ تُحب ، ويُكشّر عن أنيابه لينتقم لك ممن ألحقوا بك ضررا وتركوا في نفسك ندوبا ، الظاهرة منها والخفية ، لا ينصاع لرغبة أحد .
تُدير مع الموت حوارا ، تتمنى حضوره سريعا ، ليُنقذ من تراه يعاني ولا قدرة لك على مساعدته أو التخفيف من مُعاناته . أو "ليقصف " عمر كل الظالمين والبُغاة ، وليريح العالم من شرورهم ... تعتبره نبيلا أحيانا وغدارا تارات أُخرى ، بناء على سلوكه المزاجي المتقلب ، أو كما وصف هذا السلوك شاعر قديم ، وصفه ب "خبط عشواء " ..!!
يضعك في مواجهة مع نفسك ، وفي دوامة من الإسئلة التي ليست لها إجابات مُحددة ، أسئلة عن معنى الوجود وماهية الحياة .
تحترم الموت وتمقته ، فالعلاقة بينك وبين الموت ، جدلية ومتناقضة ، فهو النبيل وهو الحقير ، هو الشرف الذي يناله من يُضحي بنفسه من أجل قضية ، ضد سلطان غشوم ، وهو المهانة والعقاب الذي يُنزلهُ السلطان بحق "خائن " للقضية .
هو وجهان لعملة واحدة ، أو وجه لعدة عملات قابلة للصرف في سوق الصراعات السياسية ، الفكرية ، الدينية والإجتماعية .
وفي هذه السوق الغريبة ، سوق الموت ، ففي نظر البعض ،من مات وهو يدافع عن قضية فهو شهيد ، وفي نفس الوقت تعتبره مجموعة أخرى إرهابي ، خارج على القانون ، مخرب ، كافر ، عدو وحثالة . لكن ، في المُحصلة ، تعددت الأسباب والموت واحد .
لكن فضيلة الموت الوحيدة الكبيرة ، هي قدرته على ردع بعض ذوي "النفوس" الضعيفة ، من الإستمرار في غِيٍّهم ، وقد يرتدعون قبل أن يحيق بهم موت محتوم ، لذا تراهم يؤدون بعض الأمانات إلى أصحابها ، ويعترفون بأنهم إرتكبوا خطيئة ما بحق فرد ما !!
لكن الموت هو الملك المتوج في سُرادقات العزاء في بلادنا ، فهو حاضر بكل قوته وجبروته ، على الألسنة والوجوه .
وفي العادة يُقام سُرادق العزاء في منطقتنا ثلاثة أيام متتالية ، من الصباح حتى منتصف الليل ، ونحن نُطلقُ عليه تسمية "بيت الأجر " ، فهو مكان يحصل فيه المُعَزِّي وصاحب العزاء على الأجر ، الأول لأنه سعى إلى تعزية العائلة الثاكل ، أما أهل الفقيد فلأنهم صبروا على مُصابهم .
-عظّم الله أجركم ..!! أو يسلم رأسك !! (وكأن رأسا ستسلم من القضاء إذا حّم ...)!! يكون دُعاء المُعزي ..
- أجرُكم عند الله عظيم .. أو خُطواتكم إلى الجنة . يكون رد ابناء العائلة الثاكل .
وبيت الأجر هو بمثابة "مركز إجتماعي " يستمر لمدة ثلاثة أيام ، يزوره الالاف ، وتُلقى فيه محاضرات تدور كلها حول الموت ، والدعاء للفقيد . يتصدى لإلقاء هذه الدروس الدينية ، شيوخ من "مدارس " متعددة .
الموت هو الموتيف المركزي ، الموت في جانبه المخيف والمرعب ..!! لحظة أن يتخلى عن الميت - الحي، أهله ومرافقوه ويعودوا أدراجهم .فيبقى الإنسان وعمله ( وهي العبادات في الغالب )، ليواجه مصيره وحده.
لكن أحد المشايخ الأفاضل ، قرر أن يسرد على مسامع الجميع ، قصة الموت نفسه !! فبعد البعث ، كما قال، ينتهي الموت ،ولن تعود لأحد به حاجة ، فيؤتى به على صورة كبش ويتم ذبحه !!
فيموت الموت ذاته !!
ومع ذلك فنحن نعلم بأن الموت هو توأم الحياة وقرينها ، فطالما كانت حياة سيكون موت .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَعْدِيَ الطوفان ..
- نعمة النسيان
- رحيل طفل في الخامسة والسبعين ..
- قائمة مشتركة والزميلة عايدة سليمان عضوة كنيست ..
- كوميديا سوداء ..
- الأقلية ومؤسسات السلطة ..!!
- ألذكاء ومؤخرات الأمهات ..!!
- داعش عندنا ؟ لا مرحبا ..
- لِكُلٍّ من إسمه نصيب ..حتى موقع الحوار .
- ما زالوا يُشمّرون ..!!
- دمعة محمد وبرائته ..
- -هأرتس- في مرمى النيران .
- تَبَلُّد حَواس ..؟!
- ألكيمياء تهزم فرويد ..!!
- تجربة 929 .. أو من يمتلك النص ؟!
- بلغَ السيلُ الزُبى..
- أبراهام بورغ ..
- الإنسان والألوان : الأزرق .. لونا ورمزا
- ألحمارُ يحملُ أسفارا ..
- أيتام صدام ..


المزيد.....




- قتلى وجرحى بخيرسون.. كييف تواصل الإرهاب
- هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
- دوجاريك: وضع غزة مفزع وإدخال المساعدات يجب ألا يخضع لأي شروط ...
- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - تجسيد الموت .