أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألحمارُ يحملُ أسفارا ..














المزيد.....

ألحمارُ يحملُ أسفارا ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 12:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ألحمارُ يحملُ أسفارا ..
ألتقيتهُ في الباص الكهربائي ، الترامواي ، وفي زحمة الواقفين وإحتكاك الأجساد ، تموجاتها وإندفاعاتها، رأيتُه وكان ينوء تحت ثقل حقيبة كبيرة ثقيلة ،وكيس بلاستيكي شفاف ، برزت من وراء شفافيته ، مجلدات كبيرة وثقيلة .
-ماذا هي هذه الكتب التي تحملها ؟؟ سألته بحب إستطلاع شديد ..
-لقد أوصتني صديقتي بإحضارها لها ، فهي تدرس لإمتحان في الفلسفة ..!! أجابني بلثغة في حرف السين بحيث أصبحت الفلسفة في فمه ، فلثفة ..!!
- وهل تعرفُ عمَّ تتحدثُ هذه الكتب ، ومن هم مؤلفوها ؟؟
- لا ...فما أنا إلا "حمّال" عند صديقتي "ثديقتي " ..!! أجابني بصراحة غير مُعتادة ...!!
- إذن ينطبق عليك القول "كمثل الحمار يحمل أسفارا " ...
وهذه قصة حقيقية جرت مع أحد معارفي ...!! وقد إستعملتُ مثل الحمار تحبُبا ، فأنا من "أنصار " الحمير التي تعرف حدودها ، لكنني لا أستلطف "الحمير " الذين لا يُدركون بأنهم حمير معرفة وحمير ثقافة . فيغترّ بهم البعض .
أليس لكم أنتم أيضا ، بعض المعارف مِمَّن يدّعون "المعرفة " والثقافة ، لكنهم لا يعرفون سوى عناوين بعض الكتب ، ويكررون كببغاوات على مسامع الجميع "مصطلحات " من العيار الثقيل ، فيُفحمون محاوريهم ويحصدون نظرات الإعجاب ولربما التصفيق الحاد .
ما بين المثقف ومدعي الثقافة سبعة بحور ...
فإذا كان المدعّي فارغا ، فالمُثقف مليء إنسانية ، معرفة ، تواضعا وإنتماء ، لكنه ثائر في ماهيته .
وإذا كان المُدعي باحثا عن نظرات الإعجاب ولفت الإنتباه والحصاد الوفير من "اللايكات " المعنوية ، فالمثقف متواضع ،"يُعاني " من قصورفي التسويق الذاتي ،لأنه يعتقد بأنه ما زال بحاجة إلى دراسة وقراءة أوسع ، ف"ثقافته " ما زالت "ضعيفة " و"ناقصة " ..
وإذا كان المدعي "واثقا" من "فكره " و"مواقفه " ، فالمُثقف يشك في كل شيء سوى تلك التي ثبُتت صحتها كثبوت الشمس في اليوم المشمس . فهو يُناقش بروح نقدية مُسلماته الفكرية ، رغم أن لا مُسّلمات لديه .
وإذا كان المُدعي نصيرا للحتمية ، فالمثقف نصير النقدية .
وحينما يتم حشر "الحمار " في الزاوية فإنه يرفس ،أما المثقف فلا يمكن حشره في زاوية أبدا ، لأنه لا يُعاني من جمود .
وإذا كان "الحمار " لا ينهق إلا بعد أن يملأ بطنه ، فالمثقف لا "ينهق " إن جاع وإن شبع ، وهو قليلا ما يشبع ، لأن نهمه للمعرفة لا ينتهي .
وإذا كان "المدعي" يبحث عن مردود مادي بإدعاءه الثقافة زورا وبهتانا ، فالمُثقف لا يبحث عن أجر مادي ، أو كما أطلق عليه الزميل محمد أمين :" المثقف صاحب قضية ومبدا وهدا ياتي قبل كم المعلومات التي يحملها فهو مؤمن".
فالحمار الحامل للكتاب ، ليس سوى حمار بائس ..
الزميل عبد الرضا جاسم يُطلق على "حامل الأسفار " : انا اطلق عليه -المثقف الفموي- الذي يستطيب ثقافة الوجبة السريعة و يهتم بالمطيبات التي يضعها و لا يفكر بمضارها الصحية
اصحاب ماكَدونالد متفقين على ماكَدونالد لكنهم بمطيبات مختلفه
ياخذون الثقافة من افواه ال ...و لا يعرفون مصير ما يؤخذ عن طريق الفم
يسطر العبارات الفخمة الضخمة التي لا يدقق بمعانيها و لا يبدي فيها رأي و لا يتعب نفسه بتفسيرها و لا يعرف الا انها خرجت من فم احدهم و تذوقها لأن من نطقها و ضع عليها مطيبات " .
أما الزميل سرفراز نقشبندي فيقول عن المثقف : " بالتأکی-;-د المثقف لی-;-س الذي ی-;-حصد الشهادات الدراسی-;-ة أو ی-;-قرأ الکتب ، طالما هذە-;- المعرفة لاتضی-;-ف شی-;-ئا الی-;- وعی-;-ە-;- الفکري ، حی-;-ث ی-;-جب لهذا المخزون أن ی-;-هضم و ی-;-تبلور الی-;- فکر وعمل لبناء شخصێ-;-ة المثقف وی-;-ترجمها الی-;- واقع ملموس في حی-;-اتە-;- الی-;-ومی-;-ة وفي کل المجالات والأحداث ،ی-;-تعامل معها کأرثە-;- الفکري" .
أما عن حامل الأسفار فيقول الزميل نقشبندي : " ودون هذا سی-;-کون صاحب الشهادات کما ی-;-قول المثل الکردي ک( العسل المخزون في جلد الکلب ) فلا هو ولا غی-;-رە-;- ی-;-ستفی-;-د منە-;-.. عسل ولک لا ی-;-ٶ-;-کل " .
بينما الزميل عبد الحكيم عثمان ، يُعرُّف المثقف ، وبناء عليه ، يُعرّف أيضا ، حامل الأسفار ، في تعريف واحد ، إذ كتب يقول : " وكل من يبتعد عن العصبية والقبلية والعرقية في تعامله مع المختلف معه اعتقد انه المثقف" .
ويُقرر الدكتور قاسم الجلبي بأن : " في رأي المتواضع المثقف هوذلك الشخص الذي تعرف عل بطون الكتب القديمه والحديثه واستعوبها وفهما جيدا وله المامات معرفيه كافيه في كل مناحي الحياه " .
يتضح مما أوردتُه أعلاه من أقوال الأساتذة والزملاء الأفاضل ،بأن المُثقف هو إنسان حاز معرفة ، وقرنها بعمل للصالح العام ، أو قادتهُ ثقافته إلى إحترام الأخر والمختلف .
فمن لم يكن فيه وفي ثقافته خير له وللأخرين ، فهو حامل أسفار لا غير ...!!
لكن هل هناك تعريف موحد للمُثقف ؟؟
وأخيرا الشكر موصول لكل الزملاء الذين تفاعلوا مع الموضوع ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيتام صدام ..
- تحديات أمام زغلول 2015
- ألنفاق الأمريكي ..
- اللا مثقف
- إبن مخيطير وإبنة ناعوت ..والقائمة طويلة .
- ألثقافة والمُثقف ..
- الأزهري محمد عمارة بين المستحيل والممنوع ..
- صورتان وطفولة واحدة..!!
- وداعا كوبا وداعا للبساطة ..
- ميلادا مجيدا ..
- ثبتَ علميا : الرجال ناقصو عقل ..!!
- على هامش حوار القراء والأستاذ أفنان القاسم ..
- الإسلام شُجاع ولا يُجاملُ أحدا ..
- لولا الجحيم ..!!
- الفوزان يعترف ..!!
- -شُعلة - من العُنصرية ..
- ألوحدة أو الإندثار ..!!
- مؤسسات الدولة الحديثة .
- ممنوع الدخول
- رحمة الله عليك يا كافكا ..!!


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألحمارُ يحملُ أسفارا ..