|
الحمد لله لقد اتفق العرب مؤخرا
محمد الشريف قاسي
الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 13:56
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
الحمد لله لقد اتفق العرب مؤخرا ونحن نتكلم ونتأمل في اتفاقات العرب قديما وحديثا ، وننظر فيما اتفقوا عليه وفيما اختلفوا فيه وهل التاريخ يعيد نفسه أم هي مجرد صدفة؟ والمتتبع لاتفاقات العرب عبر تاريخهم يلاحظ: اتفق زعماء العرب على قتل النبي الذي جاء ليخرجهم من حروبهم القبلية العبثية إلى نور العالمية والانسانية ، إلا انهم ما زالوا وبعد خمسة عشر (15) قرنا من الزمان يفكرون بعقلية رجعية قديمة في كل شيء وكأنهم ورثوا الاقتتال والفتن والحروب والجهالة والتخلف أبا عن جد إلى يومنا هذا فيما اسموه بإحياء السلفية (اتباع السلف هذا) وأنه لا يصلح الخلف إلا باتباعهم حتى لو دخلوا جحر ضبي لدخلوه كما قال الرسول مخبرا بذلك ومستنكرا له ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه) . فلازال العرب إلى اليوم يعيشون بعقلية الماضي وتاريخه لا يفقهون إلا قال وروي عن، وكان ما كان في قديم الزمان. فلنرجع لماضيهم التليد وننظر هل يتشابه مع حاضرهم، فالحاضر هو ابن الماضي كما يقال. 1- اتفق العرب عن طريق زعماء قريش في دار الندوة (الجامعة العربية حاليا) على قتل النبي وكانت الخطة أن اتفقوا على أن يتخيروا من كل قبيلة منهم فتى شابا جلدا فيقتلوه جميعا فيتفرق دمه بين القبائل العربية وعندئذ لا يقدر بنو هاشم على حربهم جميعا فيستسلموا للأمر الواقع. وطبقت الخطة والاتفاقية العربية ولما اجهزوا على قتل النبي وجدوه قد هاجر ووجدوا مكانه ابن عمه الفدائي الفذ علي بن أبي طالب الذي قدم حياته كما يقدم اليوم حياتهم احفاده (في اليمن) مع أجل حياة الاسلام المحمدي الاصيل والتاريخ يعيد نفسه. 2- اتفق العرب مرة اخرى على فرض حصار اقتصادي وسياسي واجتماعي على بني هاشم كافة بجرم حمايتهم ودفاعهم عن الاسلام ورسوله فكانت اتفاقية عربية بامتياز بقيادة قريش (السعودية حاليا) على حصار بني هاشم بعد طردهم واخراجهم من ديارهم الى شعاب أبي طالب الهامشي خارج مكة لمدة ثلاث (03) سنوات كاملة حتى كانوا يأكلون أوراق الاشجار وماتت السيدة خديجة وأم الزهراء ومات حامي الرسالة الاسلامية السيد أبوطالب الذي تحمل احفاده فيما بعد مهمته في حماية الاسلام حيث قال الرسول لعلي ( تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين) . 3- اتفق العرب على دولة الاسلام الفتية فيما سمي بغزوة الأحزاب (القبائل العربية التي اصبحت اليوم تسمى الدول العربية) بقيادة قريش (السعودية والجامعة العربية حاليا) في العام الخامس (05) للهجرة، وهنا نرى تحالف اليهود بني النضير وقريظة (أحفاد الكيان الاسرائيلي في فلسطين اليوم) مع العرب (الجامعة والسعودية) وكان المحرض الرئيسي (وأصحاب العقل المفكر) هم يهود بني النضير (اسرائيل) واستجاب لهم العرب وما اشبه اليوم بالبارح (أصحاب العقال والعقل المخدر) لاتفاق المصالح في الهجوم والقضاء النهائي على مركز الدولة الاسلامية بالمدينة ، فجاء العرب واليهود بأسلحتهم ورجالهم وحاصروا العاصمة والمسلمين وكان الرسول يقول (اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم) وكان الرسول يعد مواطنيه بكنوز كسرى وقيصر وهو جائع محاصر وفعلا وقع ذلك بعد وفاته واستشهاده، وكان المنافقون من الطابور الخامس يثبطون جيش المقاومة مقاومة الغزاة البغاة والجباة الزناة بقولهم (كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط) فنزل في حقهم من القرآن (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا. وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا. وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا. قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا. قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا. قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا. أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا. يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا) وكانت مبارزة الإمام علي بن أبي طالب الهاشمي لعمرو بن عبد ود العامري القرشي التي قال فيها رسول الله (برز الإيمان كله للشرك كله) والقصة معروفة في كتب التاريخ والسير والتراجم كما يلي: خرج مبارزا الإمام علي بن أبي طالب لصنديد العرب الذي لا يقهر وما بارزه أحد إلا قتله عمرو بن عبد ود العامري، وذلك عندما أخذ عمرو يصيح بأعلى صوته مخاطباً جيش المسلمين قائلاً: أنكم تزعمون أن قتلاكم في الجنة وقتلانا في النار فهل من مبارز منكم يشتاق الى الجنة؟ فقال رسول الله : أيكم يخرج لهذا وأنا ضامن له الجنة ، وكان الكل يتخفى وراء الصفوف إلا سيد علي الذي يتقدم الصفوف ويقول: أنا يا رسول الله. فيقعده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى أن عمرو كررها ثلاثاً وفي كل مرة يقول علي حيدر: أنا يا رسول الله ويكرر النبي صلى الله عليه وآله ضمان الجنة لمن يخرج له ، بعدها صرخ عمرو بجيش المسلمين قائلاً: هل من مبارز فلقد بُحّ صوتي ، فقال الفتى سيد علي: أنا يا رسول الله ، فقال النبي عندئذ : ( لقد برز الأيمان كله إلى الشرك كله)، ونزلت الآية الكريمة ( وكفى الله المؤمنين القتال). وكانت نتائج المعركة تشتت الاحزاب العربية وانهزامها أمام ثبات المقاومة ورد العدوان الغاشم وكان يقول الرسول ويردد (لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده) وصدق الله العظيم إذ قال ( سيهزم الجمع ويولون الدبر) فانهزم جمع العرب وولوا الدبر حقيقة. أما محاولات اغتيال الرسول (القيادة) فكانت كثيرة قبل البعثة وبعدها ومنها : محاولة اليهود قتل النبي قبل البعثة في الشام محاولة عمر بن الخطاب قبل اسلامه اغتيال النبي كما يرويها ابن كثير في (ج2 ص 32) محاولة اغتيال للنبي بعد غزوة تبوك كما يرويها ابن حزم في المحلى بالآثار ( ج12 ص 2203) ومحاولة قتله بالسم وقد يكون قتل به حقيقة من طرف يهودية أو بعض المنافقين من الداخل. لم يتفق العرب وخاصة دول الخليج على حرب اسرائيل المحتلة لأرض فلسطين والشام، بل كانوا يحاصرون ويتآمرون على المقاومة بقيادة حماس في غزة. لم يتفق العرب على نهضة شعوبهم واعطائهم الحرية في اختيار من يحكمهم بل فرضوا انفسهم على شعوبهم وحكموهم بالترغيب والترهيب من المهد إلى اللحد. لم يتفق العرب على شيء كما اتفقت اروبا على الوحدة والاتحاد بل اتفقوا لتمزيق أوطانهم وقتل شعوبهم واخضاعها للمحتل الاجنبي الغربي والامريكي ببناء القواعد العسكرية في الخليج والتي منها ضرب العراق وقتل صدام حسين ومزقت ليبيا بفتاوى مشايخ مجاهدي الناتو (القرضاوي ومشايخ السلفية المدخلية) والربيع العبري بقيادة قنوات الخليج العربية والجزيرة ( العبرية والخنزيرة) اللواتي يبثون السموم في وسط الشباب العربي والاسلامي ليكون وسائل قتل للإنسان وتدمير للبلدان والعمران في بلدان المسلمين والعربان. اتفق العرب على الاعتداء الغاشم على شعب مسالم ووطني وعربي شقيق في اليمن وأرادوا فرض الوصاية عليه وبالقوة والسيف والقنابل الامريكية وبمساعدة وقيادة امريكا وحليفتها في المنطقة العربية سلطنات الخليج ودول مرتشية مشتراه بأموال الأمراء خدم وعبيد العم سام. اتفق العرب على بعضهم البعض وبفتاوى جواز الاستعادة بالكافرين على المسلمين (فتوى الشيخ ابن باز مفتي الديار السعودية) في حرب الخليج الأولى والثانية على غزو العراق وبالولاء لأمريكا حامية عرب الخليج طبعا بقواعدها العسكرية مقابل نهب ثرواتهم وأموالهم التي لا يعرفون ما يفعلون بها. اتفق العرب وجامعتهم على غزو ليبيا وباركوا لحلف الناتو وتحالفوا معه في ضرب هذا البلد الشقيق ومزقوه إلى طوائف وقبائل متناحرة إلى اليوم. وغدا يتفقون على حرب إيران والهلال الشيعي كما يقولون ويتحالفون مع اسرائيل وامريكا وتعم الفوضى الخلاقة في البلاد العربية والشرق الاوسط كما خطط لذلك العم سام ويزداد غنا وثراء أصحاب الشركات الكبرى المنتجة للسلاح بأنواعه وطبعا هاته الشركات هي شركات وزارة الحرب الامريكية والبريطانية والفرنسية والروسية والالمانية ، وهكذا يزداد الغرب ثراء ويزداد بالمقابل الشرق والعرب دمارا وفناء ثم بعد انتهاء الحرب وطبعا لن ينهيها إلا الغرب والامم المتحدة تأتي الشركات الأخرى التي هي بحاجة لأموال العرب الأغبياء فتبني لهم الطرقات والمصانع والمساكن التي هدموها في حروبهم العبثية فيما بينهم، وهكذا يكون الرابح دائما الغرب الذكي وجارتنا اسرائيل العظمى وما أدراك ما جارتنا وحاميتنا النووية ، وما على هاته الشعوب إلا أن تبقى في مؤخرة القافلة البشرية سنينا وقرونا طوالا وعلى الاسلام والسلام السلام. نقول لقومنا اتفقوا على الخير والنفع البشري ونشر السلام والمحبة في هذه الربوع وفكروا في الاخضرار والاكتفاء الذاتي والامن الغذائي لشعوبكم واعلموا انكم مسؤولون ومحاسبون اليوم وغدا أمام الله إن كنتم تؤمنون به وبيوم اللقاء والحساب. وأن لم تكونوا تؤمنون بذلك اتبعوا واقتدوا بساسة اليابان والصين والغرب فرغم إلحادهم في الله إلا انهم يحبون الخير لشعوبهم وللعالم أجمع ويعملون بكل صدق واخلاص للصالح العام بل للبشرية جمعاء.
#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلف الدفاع العربي المشترك
-
الجزائر ضد العدوان على اليمن الشقيق
-
غزوة اليمن
-
الحشوية بين قتل وتكفير العلماء التنويريين
-
ضحايا بعض كتب التراث المتهافتة
-
المسلمون ضحايا كتب تراث الإسلام الأموي المتهافتة
-
دين جديد
-
هل آل إبراهيم هم قادة العالم في الحقيقة ؟
-
الحرية والإكراه في حياة المسلمين
-
شكرا وألف شكر لداعش
-
الكل ينقد الكل بلا بدائل
-
لا لاستنساخ الصراعات التاريخية يا مسلمين اعقلوا
-
من هم بنو إسرائيل ؟
-
بالسيف ...افعل لا تفعل
-
ماذا لو حكم الاسلاميون ؟
-
صراع الثيران والديكة إلى أين ؟
-
بومدين نم قرير العين أيها الزعيم العالمي
-
ربيع الجزائر
-
عزوف الشباب عن الشأن العام لماذا؟
-
طاقاتنا (شبابنا) معطلة وسلبية
المزيد.....
-
هل إسرائيل قدمت لأمريكا ضمانات بعدم ضرب منشآت إيران النووية؟
...
-
علماء روس يبتكرون تقنية فريدة لإزالة الألغام
-
الهند تخطط لإرسال بعثة فضائية إلى كوكب الزهرة
-
روسيا.. اختبار طريقة جديدة في علاج ورم بروستاتا الحميد
-
مسؤول أميركي سابق يتوقع -أهداف- الرد الإسرائيلي على إيران
-
تحذيرات سفر خاصة بدول الخليج في خضم مخاوف من التصعيد بالمنطق
...
-
ترامب يعلق على رفض بايدن إمكانية مهاجمة إسرائيل لمواقع إيران
...
-
ترامب لإسرائيل: اضربوا منشآت إيران النووية
-
وزير كويتي سابق: لن تكون هناك أزمة حدودية مع العراق إذا حسنت
...
-
أنباء عن استهداف شقة في شمال لبنان بـ -مسيرة-
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|