أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - صراع الثيران والديكة إلى أين ؟














المزيد.....

صراع الثيران والديكة إلى أين ؟


محمد الشريف قاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 19:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الثيران لما تتصارع من أجل من يفوز بالعلف أكثر من الآخر لا لوم عليها بصفتها غير عاقلة ، أما لما تتصارع بلا منفعة شخصية بل تلبية للعاقل الذكي الذي يثيرها من أجل متعته وشهوته في مشاهدة الدماء تسيل من أحداهم فيعتبر ذلك من جنون البقر ، ورغم ذلك لا لوم علي البقر والديكة المتصارعة تلبية لشهوية ونزوة ومتعة السيد الإنسان الذكي والغير السوي أخلاقيا.
لكن فما بال إخواتنا من أتباع الديانتين السنية والشيعية كما يوصف المتشددين منهما الآخر أو المذهبين الإسلاميين التاريخيين الكلاسيكيين كما يوصف التقريبيين منهما الآخر ، ما بالهم يتصارعون ويتقاتلون يوميا وعبر التاريخ منذ( 14) أربعة عشر قرنا ولم يقضي إحدهما على الآخر إلى اليوم وللأسف الشديد ؟. يتصارعون على أهداف ومعتقدات وهمية خرافية واهية اختلقها الأولون في صراعهم على السلطة والنفوذ والمال . فالصراع السني الشيعي صراع عبثي ولا فائدة للبشرية من ورائه لماذا ؟
فلنفرض أنه انتصر الشيعي على السني فماذا سوف يستفيد العالم من هذا الانتصار؟
ولو انتصر السني على الشيعي وأصبح العالم الإسلامي كله سنيا فهل تنتهي الحرب ويستقر العالم ؟ وماذا سوف يقدم الدين السني أو المذهب كما يريد البعض للعالم اليوم؟
ثانيا ماذا يستفيد الإسلام المحمدي الأصيل كدين من انتصار أحد الطرفين على الآخر ؟ أ لم يشهد التاريخ حروبا سنية سنية مات فيها الملايين وسبيت نسائهم وأطفالهم ؟ كيف قامت لبني أمية دولة وبني العباس وبني عثمان وغيرهم من الدول المسماة إسلامية، أ لم تقم بالدماء والأشلاء في حروبهم العبثية والتي استغل فيها المقدس وكانت الشعوب المستضعفة هي الضحية ؟ لقد قامت دولة الموحدين السنية على انقاض دولة المرابطين السنية والتي كان ضحاياها أكثر من ثمانية (08) ملايين مواطن عربي وأمازيغي في شمال افريقيا والاندلس. فالحقيقة التاريخية أن الصراع الإسلامي الإسلامي سفك الدماء وهدم العمران في بلاد المسلمين أكثر مما فعله العدو الخارجي الروماني أو البيزنطي الغربي .
والحقيقة الأخرى ماذا سوف يقدم المسلمون بكل طوائفهم ومذاهبهم للعالم والبشرية من خير وفلاح ؟ وماذا هم يقدمون الآن غير الارهابيين والديكتاتوريين والسراق الفاسدين والمهاجرين في قوارب الموت ؟ هل بهذه التصرفات ينصرون دينهم وقومهم ومذاهبهم ولا أتكلم على البشرية ومعاناتها ومشاكلها، وماذا يقدمون من حلول ؟ فما فائدة دين أو مذهب أو فكر لا ينفع البشرية جمعاء بل لا ينفعل حتى معتنقيه ؟ هذا لا يعني أنني أتهم أي دين أو مذهب ما أنه لا ينفع للبشرية لكن ألوم وأتهم من يسوقه للناس وهو لم ينتفع به ( كمثل الحمار يحمل أسفارا، بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين)
فالدين وكل دين إنما يدعو للإخاء والسلم والمحبة والتعاون لخدمة البشرية جمعاء ( خير الناس أنفعهم للناس) ( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) .
لكن الأنانية والسياسة لما تستغل المقدسات تلعب بها وتجعلها مطية لتحقيق المصالح الآنية والضيقة على حساب المقدسات والناس ، فهل خالق الناس يحب مضرة الناس فلما خلقهم إذن ؟ لكن من يدعون أنهم وكلاء الله في الأرض الذين يفسدون ولا يصلحون هم الذين جعلوا من الدين غولا وثقلا كبيرا ، يكفى بالعقل هاديا ومرشدا لصراط مستقيم.
فبالعقل كرمنا وفضلنا على كثير من المخلوقات وها هو الإنسان اليوم استطاع لما تحرر من تجار ومرتزقة الحشوية التراثية أن يقدم الكثير من التسهيلات والفوائد المادية والمعنوية الإنسانية لأخيه الكائن الحي إنسان وحيوان وغيره .
أعلم أن المقصود بهذا الخطاب لن يقرأه من أصحاب الديانات الأرضية أو السماوية وأن قرأه فلن يعيره بالا فهو مكتف بما يقوله له سلفه ومشايخه المقدسين عنده، والتهم موجودة عنده وبالمجان وإلصاق الإتيكات سهل لا يكلفه درهما ( فذرهم في غمرتهم حتى حين).
فالحقيقة أن الإنسانية تفرض علينا أن ننصحهم ونرشدهم لما فيه خيرهم وهو أن يتركوا هاته الحروب والمعارك العبثية ويتلهوا فيما ينفع ويعود عليهم وعلى قومهم وعلى البشرية بالخير واليمن والبركات، في إصلاح أراضيهم البور وتعمير بلدانهم وبراريهم القاحلة وتثقيف أنفسهم وأبنائهم الثقافة البناءة والنافعة، فماذا يريدون أن يتركوا من إرث لأبنائهم وأحفادهم من بعدهم ؟ هل الخراب والدمار للعالم والألم بدل الأمل، فأين هم ذاهبون بهذه الحماقات والهر طاقات والجنون؟ أم يقولون ما قال أسلافهم الأولون (سلفهم الصالح بتعبيرهم) يقولون : ( إن وجدنا آبائنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون) ؟
وصدق الله العظيم إذ يحذرنا كعقلاء مؤمنون موحدون من هؤلاء فيقول :
( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) . يقول ( فلا تتبع أهوائهم فيضلوك عن صراط العزيز الحميد).



#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بومدين نم قرير العين أيها الزعيم العالمي
- ربيع الجزائر
- عزوف الشباب عن الشأن العام لماذا؟
- طاقاتنا (شبابنا) معطلة وسلبية
- محمد رسول الله كما يراه أحفاده
- أكسروا مصابيح النور عنا
- ديكتاتورية الرجل في المجتمعات الرجولية
- لا لدولة الخلافة
- الديموقراطية مطلب الأحرار
- الثورة على رجال الدين قبل السياسين يا شباب
- لابد من تكسير القفص لتتحرر وترى النور
- تجار الدم والهدم واهمون
- هل خلقنا لنشقى ؟
- الحمد لله على نعمة الإختلاف
- محاكمة ديكتاتور مستبد
- هل للجن أزمة سكن ؟
- القرآن يحارب الرقاة بائعي الأوهام والخرافات
- ارتباط الديكتاتورية بالمقدس
- من مظاهر تخلفنا
- تهادوا تحابوا


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - صراع الثيران والديكة إلى أين ؟