أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - ما وراء خطاب شارون














المزيد.....

ما وراء خطاب شارون


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 11:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


خطاب شارون امام الجمعية العامة للامم المتحدة باللغة العبرية، كان مثابة اعلان للخطوط العريضة لحزب جديد. ويأتي هذا في وضع فقد فيه شارون الاغلبية في حزبه الليكود، الحزب الذي ساهم في تأسيسه مطلع السبعينات بعد تسريحه من الجيش برتبة جنرال. لا شك ان الانفصال عن غزة سيقود الى اعادة اصطفاف القوى في الساحة السياسية الاسرائيلية، كما ستكون له انعكاسات خطيرة جدا على الساحة الفلسطينية.

ويسعى شارون الى بلورة اجماع سياسي جديد، يضم كل الوان الطيف السياسي، بدءا بداعميه في الليكود، مرورا بحزب العمل، حزب شينوي، ميرتس ياحد، احزاب متديّنة اصولية، وانتهاء بنواب الكنيست العرب. ويهدف هذا التحالف الى منع نتانياهو وحلفائه من اليمين المتطرف من الوصول الى الحكم. عمليا يخوض شارون المعركة على الليكود، مهددا المتمردين عليه: اذا آثرتم نتانياهو عليّ، فسأترك الحزب وستبقون انتم في المعارضة.

ما هو الاساس السياسي للاجماع الجديد؟ شارون اعلن على الملأ ان "للفلسطينيين حق في دولة ذات سيادة"، وانه ملتزم بخريطة الطريق. ان "الحق بدولة" هو بلا شك التزام مبهم، اذ انه لا يحدد الحدود الجغرافية لهذه الدولة وشكل سيادتها. ورغم اغفال هذه الحقيقة الهامة، يبدو ان المجتمع الدولي والمحلي يكتفي بالانجاز التاريخي غير المسبوق، وهو قيام اسرائيل باخلاء مستوطنات من اقليم جغرافي كامل.

لقد اعلن شارون ان الانسحابات القادمة لن تكون احادية الجانب، بل على اساس اتفاق. وهو يلمح بذلك الى انه سيتم اخلاء المزيد من المستوطنات. الاحزاب اليسارية الصهيونية والعربية الوطنية تتمسك بهذا الاعلان وتصوره كتقدم كبير، لتبرير دعمها لشارون، كاهون الشرين مقابل غريمه نتانياهو.

سياسة اهون الشرين شكلت مبررا بالنسبة للاحزاب الوطنية والاسلامية في السابق لدعم بيرس في مواجهة نتانياهو. ثم واصلت هذه الاحزاب التمسك بنفس الاساس، فدعمت براك مقابل نتانياهو، كما ساعدت شارون في اللجان البرلمانية لاقرار خطة الانفصال عن غزة.

شارون من جانبه لا يكتفي بهذا، ولا بالدعم السياسي العلني من بوش، بل يريد ان يضم الى اجماعه الجديد السلطة الفلسطينية ايضا. هذا ما يفسر استعجاله لتحديد موعد للقاء ابو مازن في الثاني من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. فقدرة شارون على قطع الطريق على نتانياهو مرهونة بقدرة ابو مازن على قطع الطريق على حركة حماس. هذا الرابط القوي بين مصير سلطة شارون وسلطة ابو مازن، يدفع الطرفين لتنسيق خطواتهما بدعم قوي من مصر وامريكا، لانجاح خريطة الطريق المجمدة منذ امد طويل.

حركة حماس التي التزمت بتفاهمات شرم الشيخ، وساعدت شارون في محنته السياسية عندما التزمت بالتهدئة الامنية، تستغل اليوم الانسحاب لأغراضها السياسية، وتستعرض قوتها استعدادا للانتخابات التشريعية مطلع السنة القادمة. ولكن وراء تصريحات النصر والوعود بتحرير يافا وحيفا، يبقى قطاع غزة معزولا وراء قضبان مرتفعة، محاصرا، وغارقا في الفقر، الفساد، المنافسة بين الاجهزة المسلحة المختلفة والفوضى العارمة.

اما مصير الضفة الغربية فيبقى مجهولا، لان شروط شارون للبدء بالمفاوضات تستلزم شن حرب مفتوحة على حماس، مقابل دولة مقسمة الى كانتونات على 40% من مساحتها.

تصريح شارون بعدم نية اسرائيل السماح لحماس بالمشاركة في الانتخابات اذا لم تتخل عن السلاح، يضع عقبة اضافية تهدد بتفجير المنطقة من جديد. قد يكون هذا ما يريده شارون بعد الانسحاب من غزة، فقد وضع حماس امام خيار اما تسليم السلاح مقابل النفوذ في السلطة، واما المواجهة العسكرية، ولا مجال للتعايش بين النفوذ السياسي والعسكري. فخطة شارون تأتي لتقوية حلفائه في السلطة الفلسطينية، وليس لمنح الاراضي المحتلة هدية لحماس.

اننا امام ايام سياسية عاصفة جدا، سيغامر فيها شارون، ابو مازن وحماس، للحفاظ على مكاسبهم السياسية. ثمن المغامرة سيدفعه الشعب الفلسطيني الذي سئم الانتصارات الوهمية التي تجره بثبات الى الوراء



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستوطنات غير قانونية ولكن ثابتة
- ماذا لو فشل ابو مازن؟
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص
- الفوضى تملأ الفراغ
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية


المزيد.....




- أمريكا تعلن تفاصيل جديدة عن الرصيف العائم قبالة غزة
- بوليانسكي: الحملة التي تشنها إسرائيل ضد وكالة -الأنروا- هي م ...
- بعد احتجاجات تؤيد غزة.. دول أوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطي ...
- بوليانسكي: أوكرانيا تتفاخر بتورطها في قتل الصحفيين الروس
- كاميرا تسجل مجموعة من الحمر الوحشية الهاربة بضواحي سياتل الأ ...
- فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ...
- رويترز: محققو الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبي ...
- حماس تبحث الرد على مقترح لوقف إطلاق النار ووفدها يغادر القاه ...
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - ما وراء خطاب شارون