أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال














المزيد.....

سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 697 - 2003 / 12 / 29 - 04:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


القوا القبض عليه وهو مقرفص في جُحر تحت الارض. ثم تلذذوا ببث صور اذلاله، مقلّدين ما يفعله أي احتلال لاي شعب مهزوم. وشارك العالم الفرحة الزائفة، وتلاشت الفروق بين الامريكي والعربي الامريكي او العراقي الامريكي. في طرفة عين، انضم الجميع لركب التشفي والانتقام، فكان من شبّهه بالفأر وكان من لقّبه بالجبان.

مرة اخرى سقط التمثال. الذي انهار يوم سقوط بغداد كان من حجر، ولكن هذه المرة كان هو صدام، ليس رجلا آخر انتحل شخصيته، وليس ذاك الذي اشيع انه قتل في القصف الدموي بحي المنصور. انه هو.

صهل بوش وعربد معلناً انتصاره، مع انه يعرف ان هذا ليس انتصاره النهائي، فالنهاية لا تلوح في الافق. باعتقال صدام انتهت حجة الاحتلال نفسه، ولم يعد بين امريكا والشعب العراقي حاجز اسمه صدام حسين. الثالوث انكسر، وهناك طرفان في مواجهة مباشرة: امريكا والشعب. 

علاقة صدام بالامريكان تأرجحت بين مد وجزر، وغزل وعداء. فقد استولى على الحكم عام 1979 بمباركة امريكية، تثمينا لدوره في احتواء ثورة الخميني الايرانية التي اطاحت بالشاه الموالي لامريكا. في نفس الفترة بالضبط استخدمت امريكا بن لادن في حربها غير المقدسة ضد السوفييت في افغانستان. ولما انتهت الحرب ونالت امريكا مأربها، جعلت من صدام وبن لادن حجة لاحتلال العراق ولبسط الهيمنة الامريكية على العالم باسم مكافحة الارهاب الاسلامي.

واذا كان الامريكان يهدفون لسد الباب الرئيسي امام النفوذ الايراني من خلال حضّ صدام على الدخول مع ايران في حرب دفع مئات الآلاف ارواحهم ضحايا لها، فقد انتهوا اليوم الى النتيجة العكسية عندما اطاحوا بصدام. فسقوطه ادخل النفوذ الايراني من الباب الخلفي، على هيئة الاغلبية الشيعية العراقية التي تطلب اليوم حقها "الديموقراطي" في حكم العراق الجديد.

الانتصارات لا تكون ابدا امرا مطلقا بل دائما نسبيا. الفراغ الذي خلّفه صدام يمتلئ اليوم برجال دين عراقيين يرتدون الزي الايراني ويريدون تقليد النظام الاسلامي الايراني.

ان القاء القبض على الزعامة العربية ليس امرا معقدا، ولكن فرض نظام ديموقراطي حر في الظروف الراهنة امر مستحيل. صدام حسين كان طاغية، ولكنه قبل كل شيء كان زعيما عربيا، مثل كل الزعماء العرب، حكم شعبه حسب الاسس القبلية وضمن التوازنات الطائفية، واستخدم اسلوب الرعب والرشوة واعتبر الدولة مملكته الخاصة. هذا هو النظام الذي صنعته امريكا ولاءمته لخدمة مصالحها النفطية.

والآن، ذهب صدام، ولكن النظام العربي القديم بقي، ولا بديل لامريكا عنه. لقد جاءت بحجج عديدة كانت كلها كاذبة، اشهرها اسلحة الدمار الشامل، ولكن الاكذوبة الاكبر انها جاءت لتغرس الديموقراطية في الارض العربية.

لو احسنت امريكا تكهن ما كان ينتظرها في العراق، لربما ابقت على نظام صدام حسين. ولكن التاريخ مليء بمنتصرين اتضحت لاحقا حماقتهم، صدام كان واحدا منهم، وبوش لا يخرج عنهم. فقد قرر بوش ان يجعل من العراق امتحانا لقدراته السياسية والاقتصادية والعسكرية للسيطرة على العالم، هذا هو امتحانه المطلق، رهانه الاخير، وهذا ما دفعه لمنع التلفزيون من بث التوابيت ال300 للجنود الامريكيين الذين سقط في العراق، ويجعله بالمقابل ينشر صور الرئيس المهان.

اننا امام عملية تشويه للحقيقة، ولذلك لا يمكنها الصمود طويلا. الوقائع تقول انه كلما استمر الوجود الامريكي في العراق، كلما انغمس اكثر في المستنقع. وكل الانتصارات الوهمية تقود لا محالة للهزائم النكراء، والحقيقة وحدها لا بد ان تنتصر وهي تقول بشكل واضح ان امريكا تفتقد أي حل لمآسي هذا العالم الذي تولت ادارته. هذا هو المصدر الاساسي لما نعانيه من حرب، جوع واحتلال. امريكا هي رمز النظام الرأسمالي الذي يعيش مأزقا كبيرا، سقوط صدام حسين ليس النهاية، بل بداية نهاية هذا النظام العالمي الذي فقد مبرر وجوده وحكم على نفسه بالزوال.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال