أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - حصار مع وقف التنفيذ














المزيد.....

حصار مع وقف التنفيذ


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 89 - 2002 / 3 / 13 - 21:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



دخلت العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية الى منعطف خطير بعد التصعيد الهجومي المتبادل الذي اودى بحياة عشرات المدنيين والجنود في كلا الطرفين. وقد سارع عرفات لاعتقال المتهمين بقتل الوزير زئيفي لابطال حجة شارون وفتح الطريق امام العودة للمفاوضات. بالمقابل تم الاتفاق على ستة ايام من الهدوء، تمتنع فيها اسرائيل عن الاغتيالات المتعمدة وقصف المناطق من طائراتها الحربية.
شارون من جهته القى خطابا للجمهور الاسرائيلي عبر شاشات التلفزيون، هاجم فيه رافضي الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة. ولكن المهم ان الخطاب لم يتطرق باي ذكر لعرفات، ولم يعد شارون لتشبيهه ببن لادن او هتلر او باية قوى شيطانية اخرى. شارون يعرف ان الجمهور الاسرائيلي فقد الثقة بسياسته، وان الدعم السياسي المفتوح الذي منحته له الادارة الامريكية يتآكل بسرعة، الامر الذي تجلى في افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست" (22/2) التي قالت ان نهجه "لن يجلب الامن والسلام بل التدهور نحو الحرب".
لقد نجح عرفات نجاحا نسبيا في فرملة نهج شارون، مستغلا الانشقاق في الشارع الاسرائيلي الذي احدثه الضباط باعلانهم رفض المشاركة في "حرب سلامة المستوطنات". والحقيقة ان خطوة الضباط هذه عبرت عن بداية نهاية الاجماع الاسرائيلي الذي حظيت به حكومة شارون، بعد ان فهم اليسار الاسرائيلي ان نهج رئيس الحكومة لن يضع حدا للانتفاضة بل سيقود لاعادة احتلال المناطق المحتلة وتقويض السلطة والتسبب بفوضى عارمة.
في افتتاحيتها بتاريخ 25/2 وصفت صحيفة هآرتس بدقة التناقض الذي أدخل شارون نفسه اليه، فقالت: "شارون عاجز عن استبدال رئيس السلطة الفلسطينية، وقد فقد الشريك او العنوان الذي يمكن ان يعطيه مراده، بعد ان الغى دور عرفات".
ولكن التناقض اكبر من ذلك، ففي اللحظة التي اعترف فيها شارون بانه لا يريد تقويض السلطة واحتلال المناطق الفلسطينية، لجم نفسه بنفسه واسقط من يده ورقة ضغط مهمة في حربه ضد عرفات. في هذا الوضع تقلصت خياراته، بينما ازدادت الخسائر البشرية في الجانب الاسرائيلي الامر الذي قلص قاعدته السياسية واضطره في نهاية المطاف للتراجع وتغيير نهجه والشروع في خطوات تدريجية باتجاه فك الحصار عن عرفات.
في هذا الموقف عودة لروح اتفاق اوسلو الذي حقق لاسرائيل مكسبا استراتيجيا مهما وهو خلق سلطة فلسطينية تدير المناطق المحتلة لصالح الامن الاسرائيلي. الحرب الوحشية التي تشنها اسرائيل غير موجهة بشكل اساسي ضد السلطة بل ضد الشعب الفلسطيني بهدف اركاعه حتى يقبل ما فرض عليه في اتفاق اوسلو.
في المساعي لانقاذ السلطة لم يكن اليسار الصهيوني وحيدا، بل انضمت اليه الانظمة العربية، وفي مقدمتها السعودية ومصر، وتجندت للمجهود اوروبا وامريكا. وهدفت جميع الاطراف لوضع حد للمواجهة التي تهدد بالخطر النظام العربي الفاسد. ولكن المشكلة ليست في حصار عرفات بل في الحصار المستمر على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية كلها التي تخضع لنظام رأسمالي امريكي ظالم يفرض سيطرته على المنطقة من خلال الانظمة العربية والسلطة الفلسطينية.
السلطة الفلسطينية التي تستغل كل مناسبة للتعبير عن التزامها بالاتفاقات مع اسرائيل، الا انها لا تستطيع الموافقة على اقل مما يطمح اليه الشعب الفلسطيني اذا ارادت ان تثبت سيطرتها. فالخطر الحقيقي على عرفات ليس شارون ولا بوش، بل الشعب الفلسطيني الذي لم ولن يقبل ان يعيش كهامش للمجتمع الاسرائيلي، داخل دولة دون سيادة حقيقية ودون اقتصاد حقيقي وتحت نظام استبدادي مؤسس على الفساد والمحسوبية.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو
- حملة بوش ضد الارهاب النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- دولة فلسطينية ورقة توت للسعودية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - حصار مع وقف التنفيذ