أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو















المزيد.....

ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 28 - 2002 / 1 / 6 - 15:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



يرفضون الجندية لدوافع ضميرية



شباب مثل يئير حلو مستعدون لدفع ثمن كبير على رفضهم الجندية لدوافع ضميرية، وهم لا يكتفون بحل قضيتهم الشخصية كما انهم غير مستعدين للحصول على اعفاء من الخدمة بحجة كونهم "غير لائقين" او "متخلفين نفسيا او عقليا". انهم ينظرون الى رفضهم للجندية كقضية سياسية مبدئية، ولا يتورعون عن المسّ علنا بشرعية اعمال الجيش. مطلبهم الاعتراف بهم كرافضين للجندية لدوافع ضميرية، كما يسعون للتأثير على مصير المجتمع الذي يعيشون فيه.

داني بن سمحون

في يوم الاحد 23/12 داهمت الشرطة العسكرية بيت الشاب الاسرائيلي يئير حلو بتهمة رفضه الخدمة العسكرية، واقتادته الى وحدة التجنيد حيث حُكم عليه بالسجن في سجن عسكري 28 يوما. يئير هو اول الطلاب الثانويين ال62 (المقبلين على اداء الخدمة في الجيش لاقترابهم من سن الثامنة عشرة) الذين وجهوا في 19/8 رسالة مفتوحة لرئيس الحكومة اريئل شارون ووزير الدفاع بنيامين بن اليعيز، يعلنون فيها رفضهم الجندية في الجيش ويصفون اعماله في الاراضي المحتلة بانها "عمليات ارهابية" وليست دفاعية، وينادون ابناء جيلهم بان يحذوا حذوهم ويستمعوا لنداء ضميرهم ويرفضوا المشاركة في قمع الشعب الفلسطيني (راجع الصبّار 147).
اعتقال يئير لم يأت مفاجأة بالنسبة له. فمنذ عام ينشط مع العديد من الاصدقاء في عمره الذين قرروا تحويل نضالهم الشخصي ضد الخدمة العسكرية الالزامية الى نضال جماهيري. مطلبهم الاعتراف برفض الجندية لدوافع ضميرية، يعتبر خطوة مقبولة وشائعة في دول العالم، ولكن اسرائيل التي تسعى جاهدة للانخراط في هذا العالم الحديث، تجد صعوبة في التصرف كدولة طبيعية خاصة انها لم تحسم بعد علاقاتها بالفلسطينيين وجيرانها العرب.
ظاهرة رفض الخدمة في اسرائيل ليست جديدة، لكنها ابدا لم تخرج عن الاجماع العام الذي رأى في الخدمة العسكرية وفي الجيش نفسه احد القيم المقدسة للدولة. حركة "يوجد حد" تأسست للدفاع عن جنود الاحتياط الذين رفضوا المشاركة في حرب لبنان ثم اعطت الغطاء لمن رفض الخدمة في المناطق المحتلة عام 67. وركزت الحركة على ضرورة انسحاب الجيش لحدود 67 ولا يزال شعارها اقامة دولتين لشعبين، الا انها لم تهتم بشكل الدولة الفلسطينية التي ستقوم او بطبيعتها ومدى سيادتها على ارضها. من هنا يمكن ملاحظة تلاشي دور هذه الحركة التي لعبت في السابق دورا مهما، عند التوقيع على اتفاق اوسلو الذي خلق الانطباع بان الدولة الفلسطينية صارت على مرمى حجر.
وفي المقابل لا تبدي المجموعة الجديدة من الشبيبة التي ينشط في اطارها يئير حلو، اي تردد في رفض الخدمة العسكرية على الاطلاق، في مناطق ال67 وداخل اسرائيل. وتنادي الحركة الشباب الاسرائيليين الى رفض كل صورة من صور التفوق الاسرائيلي على الفلسطينيين.

صحوة ما بعد اوسلو

حركة الشبيبة الرافضة للخدمة تضم عناصر يسارية تميل الى ميرتس والجبهة وحركة "سلام الآن". اللافت للنظر ان هذه الاحزاب، الصهيونية منها وغير الصهيونية، مجتمعة على دعم اتفاقات اوسلو. الا ان شبيبة هذه الاحزاب وسواهم من غير المؤطرين سياسيا، عندما يعلنون اليوم رفضهم للاحتلال فانهم يقولون عمليا لا لاتفاق اوسلو الذي كرّس الاحتلال. اوسلو كان خديعة للفلسطينيين الذين لم يحصلوا على الاستقلال وللاسرائيليين الذين لم ينالوا السلام والامن، وكان في جوهره خطة اسرائيلية لشرعنة الاحتلال.
حتى لو اطلقوا على كيان السلطة الفلسطينية اسم دولة، فان اتفاق اوسلو ترك الحدود الخارجية والمستوطنات والامن والاقتصاد والقرارات السياسية بيد الاسرائيليين، وضمن بقاء اللاجئين في الشتات والقدس تحت السيادة الاسرائيلية. حسب اتفاقات اوسلو لم تبق للسلطة الفلسطينية صلاحيات سوى اخضاع مصالح شعبها للمصالح الامنية والاقتصادية الاسرائيلية، وقمع كل مظاهر التذمر على حال الفقر والاذلال التي وصل اليها بعد ضياع حقوقه الوطنية.
ولكن هذا التذمر تحول الى انتفاضة في ايلول 2000، وانكشفت خديعة اوسلو على الملأ. وكانت الانتفاضة برهانا على ان الشعب الفلسطيني يرفض اتفاقات اوسلو، وقد عم هذا الرفض الفلسطينيين داخل اسرائيل والشعوب العربية، الذين خرجوا الى الشوارع احتجاجا على اوضاعهم الاقتصادية المزرية وتضامنا مع حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره. فبعد سبع سنوات من مشروع السلام المتعثر، شعر الفلسطينيون داخل اسرائيل ان حلم الدولة الفلسطينية يبتعد ويبتعد معه ايضا حلمهم بتحقيق المساواة كمواطنين داخل الدولة. وادركوا ان قضاياهم، وعلى رأسها البطالة والفقر والتمييز العنصري، لن تحل من خلال الاندماج بالمجتمع الاسرائيلي الذي لفظهم من داخله ولم يعطهم شيئا من حقوقهم، بعد ان حصل على ولائهم الجارف في الانتخابات السابقة.
المجتمع الاسرائيلي لم يفهم الرسالة. وكان رد فعله على اغلاق الشوارع في كل من نابلس والخليل والجليل ووادي عارة واشتعال الاطارات في الناصرة ويافا، اعلان حالة الطوارئ والتغاضي عن الخلافات بين اليمين واليسار الصهيوني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة "حرب الوجود التي لم يسبق لها مثيل منذ 48" كما صرّح شمعون بيرس. هذا بدل مواجهة الاسباب الحقيقية التي ادت لاندلاع هذه الانتفاضة المشتركة، واجراء مراجعة لمواقف الدولة تجاه الفلسطينيين.
ولكن في صفوف المجتمع الاسرائيلي كان هناك من رأى ما ترفض المؤسسة رؤيته. ففي الاشهر الاولى للانتفاضة اجتمع الطلاب الثانويون لصياغة بيانهم الموجه للشباب المقبلين على سن التجنيد. من هنا تعتبر هذه الحركة، التي يدرس نشيطوها في افضل المدارس الثانوية في المدن والكيبوتسات، تحديا ليس فقط للمؤسسة العسكرية بل السياسية والحزبية الصهيونية التي قادت الدولة في العقد الاخير الى هذا الوضع المتأزم.

رفع راية رفض الخدمة

ولم يأت هذا التحول في صفوف الشبيبة من فراغ، بل هو نابع من التغييرات العميقة التي مر بها المجتمع الاسرائيلي منذ بداية التسعينات، والتي اضيفت الى التناقضات القائمة بين الفئات والطوائف والقوميات المتعددة داخل المجتمع الاسرائيلي، وزادتها حدة. هذه التغييرات التي وضعت قداسة الفكر الصهيوني ذاته والخدمة العسكرية خصوصا موضع سؤال. بعد عشر سنوات من العولمة سيطر الفكر الذاتي على الشرائح الوسطى تحديدا في المجتمع الاسرائيلي وأُقصي جانبا الفكر الصهيوني الجماعي، وما جمع افراد هذه الشرائح التي تعتبر ذات وزن مقرر في اسرائيل، هو سعيها وراء النجاح الشخصي.
في ظل الوضع الجديد اصبحت الخدمة العسكرية عقبة امام تحقيق هذا النجاح، اذ انها تتطلب التضحية بثلاث سنوات من العمر على الاقل واحيانا بالحياة نفسها. المعطيات تشير الى ان ظاهرة رفض الجندية آخذة بالاتساع، وتصل اليوم الى 25 من الشباب المقبلين على التجنيد الذين لا يتجندوا اطلاقا. هذا بالاضافة الى 20 من الجنود الذين لا ينهون مدة خدمتهم الالزامية.
بلا شك، هناك ازمة مزمنة، وعن عمق هذه الازمة يعبر شباب مثل يئير حلو الذين يبدون استعدادا لدفع ثمن باهظ ولو كان السجن، مقابل الاستماع لما يمليه عليهم ضميرهم ورفض الخدمة. انهم لا يكتفون بحل قضيتهم الشخصية ولا يسعون وراء الحصول على اعفاء من الخدمة لكونهم "غير لائقين" او "متخلفين نفسيا او عقليا"، انما يتعاملون مع قضية الرفض من المنطلق السياسي والمبدئي، ويسعون للحصول على صدى جماهيري لرفضهم. انهم يرفضون الظهور كشواذ، ولا يتورعون عن المسّ علنا بشرعية اعمال الجيش. انهم لا يسافرون للهند للبحث عن ذاتهم، انما يبحثون عنها هنا والآن. انهم يطالبون الجيش والمجتمع بالاعتراف بهم كرافضين للجندية لدوافع ضميرية، ويطالبون بالتأثير على مصير المجتمع الذي يعيشون فيه، وهذا ما يميزهم.
ان المجتمع الاسرائيلي غير مستعد بل وعاجز عن مواجهة هذه الظاهرة الجديدة، ولا يجد الجيش سوى اسلوب التخويف والتهديد بالملاحقة والسجن لكسر معنوياتهم. ولا يعترف الجيش بحقهم في رفض الخدمة لاسباب ضميرية ويتعامل معهم كغائبين او متهربين من الخدمة، وهو غير مستعد لدعوتهم للمثول امام لجنة الضمير التي اسسها ايهود براك عام 95 بعد ضغوطات دولية كثيرة، الا بعد ان يمروا بفحوص طبية، وقلة قليلة من اعفوا من الجندية على هذه الخلفية.
في هذه الظاهرة الجديدة التي يرفع لواءها رافضو الجندية لدوافع ضميرية، تعبير عن ظاهرة اممية. فقد تمكن هؤلاء الشباب من رؤية الطرف الآخر في هذه الحرب، والايمان بحقه في التحرر القومي، والتضامن معه والوقوف ضد قوميتهم الاسرائيلية ورفض المشاركة في الحرب من اساسها. ان حركة من هذا النوع تدرِج في مطالبها الحرية لابناء القومية المضطهدة وتنادي لتغيير شامل في طبيعة المجتمع باتجاه العدل والمساواة، يمكنها ان تبث بذور التفاؤل لدى الشباب الفلسطينيين، وتخلق ارضية للعمل المشترك من اجل دحر الاحتلال وبناء المستقبل.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة بوش ضد الارهاب النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- دولة فلسطينية ورقة توت للسعودية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو