أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - خريطة بلا طريق














المزيد.....

خريطة بلا طريق


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 499 - 2003 / 5 / 26 - 03:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


 

عاد وزير الخارجية الامريكي، كولين باول، الى واشنطن، وكل ما تمكن من انجازه هو ترتيب اللقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئل شارون، ونظيره الفلسطيني ابي مازن. وسيأتي هذا اللقاء تحضيرا للقاء الحاسم بين شارون والرئيس بوش في واشنطن خلال الايام العشرة القادمة.

بهذا يكون الجانب الفلسطيني قد استجاب لكل المطالب الامريكية، كما اعتاد ان يفعل منذ عقد من الزمن، معتبرا كل ما يصدر عن الامريكان فتوى ملزمة للفلسطينيين. فقد طالب الامريكان بتعيين ابي مازن رئيسا للوزراء، دون الاخذ بعين الاعتبار مكانة عرفات الذي انتخب بشكل شرعي. ثم عرضوا على الجانبين خريطة الطريق التي تفضي لاقامة دولة مؤقتة في مناطق السلطة، دون ضمان السيادة الفلسطينية الكاملة على الضفة والقطاع والقدس. وسارع الفلسطينيون لتقديم كل التنازلات دون الحصول على اي شيء بالمقابل، فقبلوا الخريطة، ووافقوا على لقاء شارون رغم انه لم يعلن التزامه بها بل يصر على تعديلها.

وجاءت زيارة باول لتؤكد اكثر من امر، الاول ان خريطة الطريق لا تقود الى اي مكان. بل لقد قتلت الخريطة في هذه الزيارة عندما رفض شارون التحدث عن الاستيطان، وستخرج جنازتها في واشنطن بمشاركة بوش واعوانه. والامر الثاني الذي تؤكده الزيارة، انه رغم المجهود الهائل الذي تبذله الادارة الامريكية لاقناع العالم بان الوضع الاستراتيجي في المنطقة قد تغير اثر احتلال العراق، فما يحدث يدل على انها تورطت في الوحل العراقي الامر الذي لا يساعدها في الخروج من المستنقع الفلسطيني.

وتتلخص الورطة في صعوبة اقناع احد بان امريكا تريد فعلا تحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال الاسرائيلي، وقد انتهت لتوّها من احتلال العراق. حتى الآن، ورغم سعيها المحموم للعثور على اسلحة الدمار الشامل، الا انها تعجز عن تبرير غزوها للعراق. ان العالم الذي رفض هذه الحرب غير المبررة، يزداد يقينا بما كان معروفا من قبل، وهو ان اسلحة الدمار الشامل كانت اكذوبة امريكية بريطانية، جاءت لتغطي على النية الحقيقية وهي الاستيلاء على ثروات العراق النفطية. اليوم اصبحت امريكا مسؤولة بشكل مباشر عن بلد مدمر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، بعد حصار طويل فرضه نفس اولئك الذين يدعون اليوم نيتهم اعادة اعماره.

لقد نجحت امريكا بان تثبت قدرتها على تدمير كل ما يعترض طريقها، وهي نقطة القوة التي بدأت تستخدمها كاسلوب رئيسي في سياستها الخارجية. ولكنها اثبتت في الوقت نفسه انها لا تعرف ان تعمر، وهذه هي نقطة ضعفها الكبيرة. وتبقى كوسوفو وافغانستان وسائر الدول التي سلمت نفسها للامريكان، اكبر برهان على الفشل الامريكي الذريع في بناء مجتمع ديمقراطي حر ومزدهر. فامريكا غير معنية الا بمصالحها الاقتصادية، وقد رسمت لبقية شعوب العالم خريطة طريق واضحة تخدم هذه المصالح. واذا كانت كل الطرق في الزمن الغابر تؤدي الى روما، فهي الآن يجب ان تؤدي الى واشنطن، والا فهي الحرب. ولكن المصير الذي آلت اليه روما يبقى درسا تاريخيا عنيدا، والتاريخ كما هو معروف يميل الى ان يكرر نفسه.

الى جانب الازمة الاقتصادية الداخلية والتورط في العراق، دخلت الولايات المتحدة الى مرحلة دقيقة جدا، وستضطر لطلب النجدة قبل ان تَغرق وتُغرق معها كل حلفائها، بداية باسرائيل وانتهاء بآخر الانظمة العربية. ان ما نشهده اليوم ليس حدثا عابرا، بل تحولا تاريخيا يحمل مدلولات بعيدة المدى. ان فشل امريكا في العراق من جهة، والجمود الاقتصادي الذي اصابها من جهة اخرى، يهددان اركانها وأركان النظام الرأسمالي العالمي برمته. في هذا الوضع، نتساءل، هل سيكون ممكنا او معقولا ان تلقى على اكتاف ابي مازن الذابلة مهمة إنقاذ العملاق الامريكي الغارق؟ الاجابة بسيطة: ما كان صعبا انتزاعه من عرفات، سيصبح مستحيلا انتزاعه ممن هو اكثر ضعفا منه.          

 



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - خريطة بلا طريق