أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الصبار - الحرب تعيد النزاعات الدولية














المزيد.....

الحرب تعيد النزاعات الدولية


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 439 - 2003 / 3 / 29 - 14:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

القرار كان محسوما من البداية، وما كان بوسع الحقائق تغيير شيء في سعي امريكا المحموم لفتح عهد جديد من الحروب. فقد قررت الامبراطورية الامريكية اعادة تثبيت هيمنتها على العالم، ولن يثنيها احد عن عزمها. حتى الذريعة لشن الحرب لم تعد مهمة، فمن يذكر الاكاذيب الامريكية التي اتهمت النظام العراقي تارة باقامة علاقة مع تنظيم القاعدة، وتارة بالتآمر لتصنيع الاسلحة البيولوجية داخل شاحنات متنقلة؟ لقد ظهرت الحقيقة بكل وضوحها، امريكا تشن الحرب لقلب النظام.

البيان الثلاثي الذي اختتم القمة الامريكية البريطانية الاسبانية في البرتغال، يؤكد ان الحرب تهدف الى "بناء العراق الجديد". انها اذن حرب "تحرير"، وليست عدوانا سافرا على سيادة الشعب العراقي ومصالحه القومية.

لاول مرة في العهد الجديد، تضطر امريكا للمضي وحدها في الطريق. الاجتماع الثلاثي في البرتغال هو اعتراف علني بالهزيمة. فحلفاء امريكا انفسهم يشككون في ادعاءاتها ويرفضون اكاذيبها المكشوفة. حتى الرئيس البريطاني بلير والاسباني اسنار الاكثر قربا لامريكا، يواجهان معارضة شعبية شديدة. الجبروت الامريكي تحول الى مصدر قلق بالنسبة لشعوب العالم التي تخشى ان الهجوم الامريكي سيمتد الى تهديد الرئيس الفرنسي نفسه الذي اغضب بوش بموقفه المعارض للحرب.

ازاء المعارضة العالمية للحرب، صرح نائب الرئيس الامريكي، ريتشارد تشيني، في مقابلة متلفزة بان "الامم التي لم تجرب اعتداءات 11 ايلول 2001 لا تدرك حجم الخطر. انها لا تزال تفكر حسب مفاهيم القرن الماضي بكل ما يتعلق بالسياسات والاستراتيجيات والمؤسسات". واضاف تشيني: "عندما نتحدث عن دول الشر والارهابيين الذين يمكنهم ان يتسلحوا مستقبلا بالاسلحة الفتاكة، فان الدولة الوحيدة القادرة على مواجهة هذه التهديدات بشكل فعال، هي الولايات المتحدة". (واشنطن بوست، 17 آذار)

هذه التصريحات تكشف الكثير من ملامح امريكا المعاصرة، التي تنظر للقرن ال21 من منظور فردي تفوقي. الامم المتحدة التي انشئت لضمان التوازن بين مصالح الدول المختلفة اصبحت بالية، تابعة للقرن العشرين، لذا فلا مكان لها الا في المتحف. من الآن، امريكا التي ذاقت ويلات الارهاب، اصبحت الوحيدة التي من حقها تحديد جدول العمل العالمي، علما ان الارهاب ظاهرة قديمة قدم التاريخ ولم تكن امريكا الوحيدة التي تعرضت له. وماذا عن العالم؟ شاء ام ابى سيكون عليه القبول بانه دخل حالة الحرب الدائمة، وسيكون عليه الاحتكام لقوانين الطوارئ العالمية التي تلغي كل الحقوق الديموقراطية واولها حق السيادة. فعندما تكون المصلحة الامريكية في خطر، تنتهي اللعبة الديموقراطية القديمة، وتفقد الشرعية الدولية مفعولها.

لسان حال الشعوب الفقيرة يقول اليوم لشعوب العالم المتحضر: اهلا بك في عالم الظلمة الذي نعيش منذ دهر طويل. الاستهتار بالشرعية الدولية ليس جديدا علينا، ولا قوانين الطوارئ تخيفنا. نأسف انّا نلتقي في هذه الظروف، ولكن يبدو ان اللقاء ما كان ليتم الا بعد ان تذوقي بعض المعاناة التي نذوق يوميا من انعدام الحقوق والحريات، والا لما كان هناك امل ان تستيقظي من الخمول واللامبالاة، لتتكاتفي معنا في نضالنا من اجل القضاء على عالم الظلمة. قد تكون هذه الحرب باعثا على ميلاد يوم جديد، وقوة جديدة تضيء العتمة في آخر النفق.

امام لحظة الحسم واقفون نحن، فاما المقاومة او القبول بالعبودية. لا خيار ثالث بين ان نرفض النظام الرأسمالي الذي قادنا مرتين لحربين عالمتين ويجرنا اليوم نحو حمام دم جديد، وبين ان نفقد ما تبقى من كرامتنا الانسانية. ليست هذه مهمة عربية او غربية، انها مهمة اممية تشمل الطبقة العاملة في شتى انحاء العالم. للاستغلال لا توجد حدود قومية، والحرب لا تعرف الاديان، فتارة تضرب صربيا المسيحية وتارة تنسف العراق المسلمة، دينها الوحيد الذي تؤمن به هو مصلحة رأس المال والارباح.

انها فرصة تاريخية لاعادة بناء الحركة الاشتراكية، كبديل وحيد للنظام العالمي الاستبدادي الذي تريد امريكا فرضه على العالم بالحرب. البديل واضح: توزيع موارد وخيرات العالم بالتساوي بين الشعوب، واستعادة وسائل الانتاج التي استملكتها اقلية اصحاب الرساميل لمضاعفة ارباحها، وتسخيرها في خدمة المجتمع ككل. انها مهمة ممكنة وضرورية، والا يكون مصيرنا المزيد من الحروب والدمار.    


 

 



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو
- حملة بوش ضد الارهاب النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الصبار - الحرب تعيد النزاعات الدولية