أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - حرب اهلية؟














المزيد.....

حرب اهلية؟


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 13:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


أبرزت صحيفة الحياة في 13 ايلول عنوانا مفاده ان "تمرد اليمين ضد شارون يهدد بتمزيق المجتمع وبحرب أهلية". وقد تحول مصطلح "الحرب الاهلية" بالفعل الى موضوع نقاش ساخن بين رئيس الحكومة اريئل شارون وبين قيادة المستوطنين، وذلك على خلفية خطة الانفصال الاحادي الجانب. ويصر شارون على تنفيذ خطته منذ اعلنها في نيسان (ابريل)، ولكنه رغم حصوله على دعم بوش لا يزال يواجه معارضة شديدة داخل حزبه، ولا يجد الاساس السياسي اللازم لتنفيذ الخطة.
ورغم فشل شارون مرتين في كسب دعم حزبه، مرة في الاستفتاء لعموم اعضاء الليكود والثانية في تصويت اعضاء هيئة المركز، فهذا لا يمنعه من المضي قدما في خطته. وفي اطار هذه المساعي اقرت الحكومة مشروع قانون لدفع التعويضات لمن يوافق من المستوطنين على اخلاء المناطق التي سيتم الانسحاب منها، وتشمل كل مستوطنات قطاع غزة وأربع مستوطنات بالقرب من جنين في شمال الضفة الغربية.
كتلة المستوطنين التي تتمتع بنفوذ كبير في الاحزاب اليمينية والليكود، تتهم شارون بالدكتاتورية، لانه يرفض الانصياع لقرارات حزبه. ولا شك انه لو كان شارون يتصرف بشكل ديموقراطي، لاستقال بعد ان رفض المركز ضدعم خطه السياسي وحجب بذلك الثة عنه. ولكنه اختار البقاء في كرسيه وتغيير الائتلاف بشكل يمكّنه من تمرير خطته. وما زاد الطين بلة ان مركز الليكود نفسه صوّت ضد تشكيل ائتلاف حكومي جديد يشمل حزب العمل، الامر الذي حيّد شارون بالكامل وأدخل الساحة السياسية لطريق مسدود.
احتجاج المستوطنين نابع من احباط عميق سببه عجزهم عن افشال الخطة بالوسائل الديموقراطية. فرغم نجاحهم الباهر في الاستفتاءات داخل الليكود، الا ان شارون لا يعيرهم أي اهتمام، ويواصل استعداداته للاخلاء مطلع السنة القادمة. وقد تفجر هذا الاحباط والغضب بنداء وجهه المستوطنون لضباط الجيش يحثونهم فيه على رفض الاوامر. ورافق ذلك تصريحات لاذعة ضد شارون، وكان بعضهم من وصف قراره بالنازي. وكانت هذه مقدمة انطلقت منها مشادة لفظية حول خطر الحرب الاهلية ومن سيتحمل المسؤولية في حال وقوعها.
ولكن الحرب الاهلية تبدو لعبة سياسية اكثر منها احتمالا واردا. فقد كشف المستوطنون في مظاهرتهم الاخيرة في "دوار صهيون" بالقدس، بانهم وحدهم. فمعدل سن المشاركين بلغ 15 عاما أغلبيتهم من طلاب المدارس الدينية. بمعنى، ان الجمهور العلماني من مصوّتي الليكود لم يشارك في هذه الحملة بشكل فعلي. وادى هذا بالحاخامين المتطرفين الى تعديل لهجتهم، خشية ان يعزلوا انفسهم بدل ان يعزلوا شارون فيخسروا المعركة كلها.
مع كل هذا الضجيج، الا ان الهم الرئيسي للجمهور الاسرائيلي الواسع والعناوين الرئيسية، هو الوضع الاجتماعي المتردي لشرائح واسعة جدا من المواطنين. وكما يحدث دائما قبل الاعياد اليهودية يتضح عمق الهوة بين اغنياء اسرائيل وفقرائها. فاسرائيل منقسمة على نفسها بين فقراء وأغنياء، يساريين ويمينيين، مستوطنين وسكان تل ابيب، متدينين وعلمانيين، شرقيين وغربيين. ولكن كل هذه التناقضات الحقيقية لم تصل بعد درجة الغليان، لان الحكومة تحرص على صمامات الامان الضرورية لمنع الانفجار، فهي تمنح كل شريحة هامشا لتمارس فيه حياتها.
ان هذا هو نفس النهج الذي تنوي الحكومة انتهاجه مع "شريحة" المستوطنين. فخطة شارون تقضي بالانفصال عن غزة مقابل احكام اسرائيل قبضتها على الضفة الغربية وتكريس الاستيطان فيها. ويدرك المستوطنون هذه الحقيقة ويعرفون ان القصد الرئيسي من خطة الانفصال هو تحويل حياة الشعب الفلسطيني الى جحيم محاط بجدار فصل عنصري. فالانسحاب من غزة ليس تنازلا للفلسطينيين، بل حاجة امنية اسرائيلية قديمة، ولذا فلا سبب كافيا لاندلاع حرب اهلية في اسرائيل.
شارون منهم ومحسوب عليهم، فاذا قتلوه، كما قتلوا رابين، فمن سيكون بديلهم؟ نتانياهو هو الآخر لم يعجبهم، فأسقطوه بعد ان وقّع مع عرفات على اتفاق واي؟ المستوطنون انفسهم لا يشكلون بديلا سياسيا حقيقيا، وهذا هو موطن ضعفهم الاساسي. قوتهم تكمن في قدرتهم على تحييد شارون وتجميد الخطة الانفصالية. من هنا فالاحتمال الاكبر الوارد ليس حربا اهلية، بل خطوة اكثر اعتدالا، هي الانتخابات المبكرة.
ولكن حتى هذا الاجراء الذي لجأت اليه اسرائيل مرارا للخروج من ازمات شبيهة، لا يضمن حل المشكلة. تبقى اسئلة كبيرة مطروحة، وعلى رأسها السؤال: باسم من سيرشح شارون نفسه؟ باسم حزب يرفض خطته؟ وماذا سيكون موقف حزب العمل ومن سيرأسه؟ وهل ستجد خطة الانفصال بعد الانتخابات الاساس السياسي الكافي؟ لا احد يعرف جوابا، ولكن الاكيد ان حلقة الدم الراهنة ستستمر، لانه ليس هناك في اسرائيل حزب واحد مستعد للوصول لحل حقيقي يمنح الفلسطينيين كامل حقوقهم.

افتتاحية الصبّار، ايلول 2004






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين


المزيد.....




- كواترو سيينيغاس، كنز بيولوجي قديم مهدد بالجفاف
- مصرع عنصري إطفاء في إسبانيا والبرتغال أثناء مكافحة الحرائق ا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان.. هل يمكن إيجاد حل مع حزب الله؟ ...
- ما هو شكل السلام في أوكرانيا؟ - مقال تحليلي في وول ستريت جور ...
- مظاهرات حاشدة في إسرائيل للمطالبة بإبرام صفقة بشأن الرهائن ا ...
- باراك: على إسرائيل التعاون بعد إقرار لبنان نزع سلاح حزب الله ...
- لماذا تقليل جهد الأخرين ؟
- ولاية شمال شرق الصومال -خاتمو-.. نموذج لإعادة هندسة الفدرالي ...
- 17 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم
- فيديو.. أهل غزة يواجهون هواجس اجتياح وتهجير قسري محتمل


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - حرب اهلية؟