أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - الوقت لاعادة النظر














المزيد.....

الوقت لاعادة النظر


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 819 - 2004 / 4 / 29 - 05:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يمكن الفصل بين جريمة اغتيال قائد حماس عبد العزيز الرنتيسي، وبين الاتفاق الذي توصل اليه بوش وشارون في واشنطن الاسبوع الماضي. فقد اعلن شارون بوضوح انه يرى في مشروع الانفصال عن قطاع غزة عقابا للشعب الفلسطيني، وإجراءً يهدف الى تأجيل المفاوضات الى اجل غير مسمى. ومن هنا، فلا بد من الاعتراف بان ما يجري اليوم هو حرب مفتوحة ضد شعب كامل، بعد ان انكرت عليه اسرائيل وامريكا حقه بان تكون له دولة واقتصاد وحياة آمنة.

منذ اندلاع الانتفاضة قامت اسرائيل، يدعمها في ذلك البيت الابيض، بالضغط على السلطة الفلسطينية لقمع المقاومة، كشرط مسبق للتفاوض حول الوضع النهائي للاراضي المحتلة. وعندما لم تنفع الضغوط، شنت اسرائيل حملة لتدمير البنية التحتية الفلسطينية، وسجنت الرئيس عرفات في المقاطعة واعلنت ان حياته مهددة. وعندما لم تحصل على مأربها، حاولت الانقلاب على الرئيس الفلسطيني من خلال فرض ابو مازن رئيسا للحكومة ليتولى السيطرة على الاجهزة الامنية، ولكن هذه المحاولة ايضا باءت بالفشل.

وبعد ان دمّر بنفسه السلطة الفلسطينية واعاد احتلال المدن الفلسطينية، حتى لم يبق لاتفاق اوسلو ذكر، استنتج شارون عدم وجود شريك فلسطيني يتفاوض معه. ومن هنا، جاء القرار الاستراتيجي ببناء الجدار الفاصل والذي يهدف لتحديد الحدود بين اسرائيل والفلسطينيين، بشكل يضم اغلبية المستوطنات لاسرائيل ويستثني اغلبية السكان الفلسطينيين. ثم بعد ذلك، اندفع نحو خطوته الاخيرة المتعلقة بالانسحاب الاحادي الجانب من قطاع غزة واعادة انتشار الجيش بالضفة الغربية.

الافراز الاهم لهذه السياسة كان فراغا سياسيا كبيرا، ناجما عن اختفاء السلطة الفلسطينية. وقد امتلأ هذا الفراغ بالفوضى من جهة وبنمو في نفوذ حماس على الساحة السياسية من جهة اخرى. فبعد ان تم تدمير السلطة الفلسطينية، وسُد الطريق امام الحل السياسي، جاء نهج حماس الاستشهادي ليطرح نفسه كطريق وحيد امام الشعب الفلسطيني الذي يئس من امكانية الوصول الى حل بالطرق السياسية.

بعد ان تخلصت اسرائيل من السلطة، وجدت نفسها وجها لوجه مع حركة حماس التي ترفض اي تفاوض معها، وأثبتت ان بمقدورها الحاق اضرار جسيمة بالمجتمع الاسرائيلي من خلال العمليات الانتحارية في العمق الاسرائيلي.

ورغم النقاط التي قد تكون حماس حققتها، الا ان هذه المعادلة الدموية تشهد بتفوق اسرائيلي واضح، لا بد ان يؤخذ بعين الاعتبار. فالى جانب الدعم الامريكي والتفوق العسكري الذي تتمتع به اسرائيل، فهناك عامل آخر مهم هو الاجماع السياسي الداخلي الذي يجمع اليمين المتطرف واليسار المعارض، في مواجهة حماس.

ومن الجانب الآخر للمعادلة، تقف حماس على رأس المعركة، دون ان تضمن لنفسها دعم السلطة الفلسطينية. ان خوض حماس معركة حاسمة بمفردها ضد اسرائيل، وفي نفس الوقت تحدّيها للسلطة الفلسطينية ورفضها كل اشكال التفاوض، يهدد بشطب دورها السياسي والجماهيري ايضا.

متسترا وراء خطة الانفصال يقوم شارون بتدمير مبرمج للقيادة الفلسطينية السياسية. ويعني هذا ان الشعب الفلسطيني يقف اليوم امام لحظة تاريخية، تفرض عليه مراجعة حساباته. ان برنامج الارتكان على امريكا والأنظمة العربية الصديقة لها، وصل الى طريق مسدود بعد انحياز بوش التام لصالح شارون وخطته الجهنمية.

ومن جهة اخرى، فان الحرب التي اعلنتها حماس دون تحديد برنامج واضح يستطيع جمع كل طاقات الشعب وراءه دون اغلاق ابواب التفاوض على الاسس والمبادئ التي يمكن ان تخدم الشعب الفلسطيني ونضاله من اجل تقرير المصير، لا يمكنها ان تنجح مهما بلغت جسامة الاضرار التي تُلحقها باسرائيل. ان الشعور بالانتقام هو شيء طبيعي لدى الشعب الذي يعاني قهر الاحتلال، اما دور القيادة فهو طرح برنامج يتماشى مع الظرف السياسي الراهن، حمايةً لهذا الشعب وحقوقه الوطنية.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - الوقت لاعادة النظر