أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - الانفصال يولّد الدمار














المزيد.....

الانفصال يولّد الدمار


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 848 - 2004 / 5 / 29 - 09:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدأت الحكومة الاسرائيلية تنفيذ خطة الانفصال عن غزة، بتجريف بيوت رفح في المنطقة المحاذية للشريط الحدودي مع مصر. حسب منطق الاحتلال العقيم والمدعوم من محكمة العدل العليا الاسرائيلية وما يسمى معسكر السلام الاسرائيلي، يفترض الانسحاب من غزة بقاء الجيش الاسرائيلي مسيطرا بشكل مطلق على قطاع غزة، من خلال إحكام الطوق عليها من كل الجوانب، جوا وبحرا وبرا.

ان كون المنطقة مأهولة بآلاف اللاجئين، لا يمنع الجيش من تفريغ المنطقة من سكانها وهدم مئات البيوت تجاوبا مع الحاجة الاستراتيجية التي تهدف لمنع تهريب الاسلحة من مصر لداخل قطاع غزة.

من اللحظة التي تم فيها اعلان خطة الانفصال في اجتماع بوش وشارون في 14 نيسان، صعدت اسرائيل هجومها العسكري على غزة بالقصف الجوي، الاجتياح البري والقتل المتعمد للقيادات الفلسطينية. والسبب ان الانسحاب مشروط بهزيمة المقاومة المسلحة. فالخطة هي عقاب للفلسطينيين اولا، وثانيا هي خطة امنية من الدرجة الاولى هدفها تحقيق موقف اسرائيلي قديم شعاره "إخراج غزة من تل ابيب"، والحصول بالمقابل على اعتراف امريكي بضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية الى اسرائيل.

المخطط الخطير يضع الشعب الفلسطيني امام مسؤولية مواجهته وإحباطه، وهي بلا شك مسؤولية كبيرة جدا. ولا يبدو ان هناك قيادة فلسطينية قادرة على توحيد الشعب وارشاده في مواجهة هذه المحنة الخطيرة. الواضح ان هناك مقاومة في غزة تدير حربا ضد اسرائيل، دون ان يكون هناك تحرك سياسي. في حين تضغط اقلية من بين الساسة الفلسطينيين على القبول بخطة الفصل، في محاولة لدمجها بخريطة الطرق، ينهمك الرئيس عرفات بمشكلته الاساسية وهي سجنه في المقاطعة الذي تحول الى موضوع رئيسي وشرط مسبق لأي تفاوض.

اما المقاومة فقد اكتشفت، في وقت متأخر، ان عملياتها ضد الجيش في قطاع غزة لها اثر وشرعية اكبر من العمليات الانتحارية في "العمق الاسرائيلي". ذلك ان مقاومة الاحتلال هي حق مشروع، اما قتل المدنيين بشكل متعمد فيعتبر ارهابا. ان كل ضربة للجيش الاسرائيلي تهز المجتمع الاسرائيلي الذي لا يعتمد على مبادئ العدل والاخلاق، بل على قوة جيشه الفتاك.

ان التفوق العسكري هو الضمان لوجود الدولة اليهودية، وليس استعدادها للقبول بالشعوب العربية على اساس الحل العادل والمساواة. ومع هذا، يبقى السؤال المطروح: هل بامكان المقاومة اجبار اسرائيل على الانسحاب بقوة السلاح فقط؟ ان العوامل السياسية لها القول الفصل فيما يتعلق بالنضال التحرري. وفي حالة عدم وجود قيادة متماسكة، ومحيط عربي مجنّد لصالح القضية بالاضافة للدعم الدولي، فلا يمكن للسلاح بمفرده تحقيق اهداف استراتيجية.

ان النضال التحرري لم يبدأ قبل ثلاث سنوات، بل هو قديم جدا قِدم الاستعمار. ان التحولات السياسية، الاجتماعية والاقتصادية هي التي اسقطت الامبراطوريات، وفتحت المجال للشعوب للتحرر. ان التطور البطيء للمعارضة العالمية ضد بوش، هو مؤشر مهم، يجب ان تأخذه المقاومة في الحسبان عندما تحدد اسلوبها في مواجهة الاحتلال. ان ما يحدث في امريكا نفسها من هبوط في شعبية بوش من جهة وسقوط اهم حلفائه في العالم، اثنار في اسبانيا والحزب الحاكم اليميني في الهند، يدل على ان موقع امريكا في تقهقر، ولا حاجة للاندفاع نحو "الانتحار" كخيار استراتيجي.

ومن هذا المنطلق نحذر من يسعى لتقليد حزب الله ويطمح لتحقيق انتصار سريع في قطاع غزة. ان حل غزة ليس حل جنوب لبنان، وما التزمت به اسرائيل في لبنان ليس ما تلتزم به في غزة. وعلينا الا ننسى انه بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، بقيت الجبهة الوحيدة المشتعلة هي الجبهة الفلسطينية، التي اصبح عليها وحدها مواجهة الجبروت العسكري الاسرائيلي، وهو ليس في صالح الفلسطينيين.

ان الوقت مواتٍ لاستغلال الارباك السياسي في اسرائيل، والنابع من عدم وجود برنامج واقعي حقيقي للتخلص من ورطة الاحتلال، خاصة بعد موقف اعضاء الليكود الذين اكدوا في استفتائهم الاخير رفضهم الانسحاب دون اتفاق.

من جهة اخرى، وقع الاحتلال الامريكي ايضا في ارباك، ولا يجد طريقة للتخلص من اوحال العراق. اليوم يشهد العالم من اوروبا للهند لامريكا اللاتينية موجة متنامية ترفض الرؤية الامريكية لكيفية ادارة الكون.

المهمة الماثلة امام شعبنا الفلسطيني هو وضع برنامج سياسي كامل، يستند الى رفض السياسة الامريكية، يربط بين مصير العراق ومصير فلسطين، يضع المبدأ الديموقراطي في اعلى سلم الاولويات ويعمل على عزل اسرائيل وفضح احتلالها. في هذه الحالة يمكن ان تكون المقاومة فعالة وتؤدي لاغراق اسرائيل في ورطتها، الى حين يتم للشعب الفلسطيني تحقيق آماله الوطنية.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...


المزيد.....




- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...
- جبران باسيل لـRT: الهزيمة ستكتب لإسرائيل في حال انتقالها إلى ...
- ?? مباشر: بايدن يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح ...
- بايدن: لن نزود إسرائيل بالأسلحة إن دخلت رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - الانفصال يولّد الدمار