أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصبار - الفوضى تملأ الفراغ














المزيد.....

الفوضى تملأ الفراغ


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 06:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهر كانون ثان (يناير) عام 2005 سيكون عرسا للديموقراطية في "الشرق الاوسط الجديد"، هذا ما يتعهد به الرئيس المنتخب لولاية ثانية، جورج بوش. ففي العراق ستتم الانتخابات للمجلس التأسيسي، وفي فلسطين ستجرى الانتخابات لرئاسة السلطة بعد رحيل عرفات. وكل ما يجري اليوم هو تمهيد الطريق للانتخابات: فالولايات المتحدة تذبح وتعيث الخراب في الفلوجة، وشارون يغتال ويقتل، يهدّم ويطوق مدن الضفة الغربية وغزة. في نظر الثنائي بوش-شارون لا يمكن نشر الديموقراطية الا من على الدبابات القادمة من الدول الاكثر ديمقراطية في العالم والشرق الاوسط، امريكا واسرائيل.

القيادة الفلسطينية المتمثلة باللجنة المركزية لحركة فتح، قررت بالاجماع ترشيح ابو مازن للانتخابات الرئاسية القادمة. ولكن سرعان ما نفى ابو مازن الخبر، بعد الانتقادات اللاذعة التي اطلقتها "اللجنة الحركية"، والتي لا تطيق "اللجنة المركزية" التابعة ل"جماعة تونس".

الاستعجال لتعيين ابو مازن خلفا لعرفات وأبو علاء رئيسا لمجلس الامن القومي، لم يمنع انفجار الصراعات الداخلية. النيران التي اطلقتها مجموعات فتحاوية اثناء وجود ابو مازن في خيمة العزاء بغزة يوم 14/11 والهتافات التي رددتها مثل "يا دحلان ويا عباس ابو عمار هو الاساس" و"لا ابو مازن ولا دحلان أبو عمار هو العنوان"، كانت رسالة واضحة بان القيادة الجديدة غير مقبولة على كوادر فتح، وتحديدا على "كتائب شهداء الاقصى".

محمد دحلان وابو مازن انكرا ان ما حدث في غزة كان محاولة لاغتيال ابو مازن. ولكن فرارهما من المكان يدل على ان انتقال السلطة لم ولن يكون سلسا. نقل السلطة بالشكل الذي تم كان محاولة هزيلة للتغلب على التناقضات المتعددة التي تمزق السلطة الفلسطينية منذ نشوئها. الاستعجال لترشيح ابو مازن للانتخابات القادمة، مع انه الشخصية التي تم تخوينها وطردها من السلطة قبل نحو عام واحد، يزيد النار سعيرا.

اسئلة كثيرة تحتاج اجوبة: لماذا اختير ابو مازن بالذات؟ هل قررت حركة فتح تبني موقفه الواضح ضد الانتفاضة والمقاومة؟ هل تغيرت فتح ام ان ابو مازن هو الذي غيّر موقفه؟ ثم ما البرنامج الذي يطرحه ابو مازن، هل سيقبل برؤية بوش والتعاون مع خطة الانفصال الاسرائيلية؟ وما المغزى السياسي للانتخابات: استئناف المفاوضات على اساس وقف المقاومة المسلحة، ام رفض المفاوضات ومواصلة الانتفاضة؟ كيف يمكن خوض انتخابات بعد اربع سنوات من الانتفاضة المسلحة التي دمرت السلطة والبنية المدنية الفلسطينية برمتها، دون مناقشة عميقة للسياسة المستقبلية التي ستنتهجها السلطة الجديدة؟

لقد اعلنت حركة حماس على لسان ناطقها الاعلامي، مشير المصري: "ان المقاومة مستمرة سواء كان الرئيس عرفات موجودا ام لا". واستبعدت حماس ترشيح نفسها في الانتخابات القادمة "بسبب معارضتها لاتفاقات اوسلو التي اقيمت السلطة على اساسها" (الحياة، 15/11). والمحت حماس بذلك الى ان اعترافها بشرعية السلطة سيكون مشروطا بسماح السلطة الجديدة لها بما سمح لها به عرفات: ان تلعب دورا "بنّاءً"، تقاوم فيه اسرائيل باذن من السلطة، دون ان تمس بشرعية السلطة او تتحدى رئيسها.

المشكلة ليست في اجراء الانتخابات، بل في اتخاذ قرار سياسي جريء بالنسبة للسؤال: هل سيواصل الفلسطينيون التمسك بنهج اوسلو وخيار التحالف مع امريكا؟ هل ستحذو السلطة الفلسطينية حذو حكومة علاوي العراقية، وتلحق بقافلة "الديموقراطية" الامريكية، ام انها ستلحق بالمقاومة العراقية التي تناضل من اجل طرد الاحتلال وبناء العراق الحر المستقل؟ هل ستكون مع امريكا ام ضدها؟

لا يمكن تجاوز هذا السؤال الاساسي، ولكن المصاب الكبير ان لا احد يطرح هذا السؤال، لا فتح تونس ولا فتح الداخل، لا اليسار المعارض ولا الحركات الاسلامية ايضا. الجميع يكتفي حاليا بالسؤال "ماذا ستكون حصته في تركة عرفات؟". فلا يستغربنّ احد انتشار الفوضى، لان هذا هو النتيجة الحتمية عندما يضيع البرنامج والمبادئ



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل


المزيد.....




- الحكومة الأردنية تعلن توقّف استيراد النفط من العراق مؤقتا وت ...
- كيف تتعامل مصر مع أي مخالفات لاتفاقية السلام مع إسرائيل؟ سام ...
- معظمهم من الطلاب.. مقتل وإصابة العشرات في حادث سير مروّع في ...
- نقطة حوار - حل مجلس الأمة الكويتي: إنقاذ للبلاد أم ارتداد عن ...
- مناورة عسكرية دولية بالأردن بمشاركة 33 دولة من ضمنها ألمانيا ...
- محللان إسرائيليان: رفض مناقشة -اليوم التالي- يدفع الجيش للعو ...
- بالكوفية وعلم فلسطين.. خريجو كلية بيتزر يردون على رئيسها الر ...
- مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
- روسيا تسيطر على 4 قرى بخاركيف وكييف تقر بصعوبة القتال
- المقاومة تقصف عسقلان من جباليا وتبث مشاهد لعملية نوعية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصبار - الفوضى تملأ الفراغ