أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - ماذا لو فشل ابو مازن؟














المزيد.....

ماذا لو فشل ابو مازن؟


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 11:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد يومين من فوز ابو مازن بانتخابات الرئاسة للسلطة الفلسطينية، هنأه شارون هاتفيا، وبدأت الاستعدادات للقاء ثنائي في غضون اسبوعين. وكان شارون يود لو ان ابو مازن قادر بالفعل على السيطرة على الوضع، والتوصل لهدنة مع حماس. ولكن الايام القليلة التالية ولّدت عملية "المنطار"، وبددت اوهام رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي قرر وقف كل الاتصالات بالسلطة الفلسطينية.

اما ابو مازن فما كاد يصحو من فرحته بالمنصب الجديد، حتى أفاق على نفس الحقيقة التي كان على عرفات من قبله مواجهتها. انها المطلب الاسرائيلي قمع المقاومة، كشرط اولي للبدء بالعملية التفاوضية. واذا كان قد اكتفى يوم الجمعة الاخير بتحميل الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني مسؤولية العنف المتبادل، فقد رضخ يوم الاحد للضغط الاسرائيلي، ونادى بشكل واضح باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بوقف العمليات المسلحة، معتبرا انها "تضر بالمصالح الوطنية". وقوبل هذا النداء بالرفض المطلق من جانب كل تنظيمات المقاومة، وعلى رأسها حماس.

يبدو اذن ان ابو مازن في واد والمقاومة الفلسطينية في واد آخر. فهذه الاخيرة تتصرف كما لو كانت الانتخابات حدثا عابرا، او خطوة كان لا بد منها لضمان بقاء السلطة. المدلول السياسي لهذه الانتخابات، وهو تفويض ابو مازن لفتح نافذة جديدة للتقدم في الشرق الاوسط، كما تمنت اسرائيل وامريكا واوروبا، فلا يبدو انه كان مهما لاي من المنظمات المسلحة، سواء حماس او الجبهة الشعبية وحتى فتح نفسها.

قد يرى البعض في عملية "المنطار" رسالة لابو مازن، ولكن الحقيقة انها دلالة على ان التنظيمات الفلسطينية جعلت من المقاومة روتينا يوميا لا علاقة له بتوقعات امريكا واسرائيل من رئيس السلطة.

هذه الازدواجية بين المقاومة المسلحة وبين السلطة، آخذة بالاقتراب من نهايتها. صحيح ان كل قذيفة تسقط في مستوطنة اسرائيلية، تشكل ضربة للطرف الاسرائيلي وتربك مخطط الانسحاب من غزة. ولكنها في نفس الوقت ترهق الاساس السياسي الهش الذي يستند اليه ابو مازن وسلطته المشلولة والفاسدة.

هذا التعايش السلمي كان ممكنا زمن عرفات، الذي كان متخصصا في المناورة بين كل التيارات. ولكن ابو مازن يفتقد ل"مواهب" الرئيس الراحل، الامر الذي يهدد امكانيات صموده امام هذا الوضع. مشكلة ابو مازن انه لا يملك القوة لقمع المقاومة، كما انه يفتقد الاساس السياسي الذي يستطيع تقديمه كانفراج سياسي للازمة. هذا في وقت لا تزال فيه العملية التفاوضية امرا يتحدثون عنه ولا يطبقونه.

لا شك بان الوقت المتاح لابو مازن ليس طويلا، ويعتقد شارون انه لن يتعدى بضعة ايام. ولكن المشكلة ليست في قدرات ابو مازن، بل في الذي سيحدث في حال سقوطه. فشارون من جانبه مصر على تنفيذ الانسحاب من غزة، بمساعدة حزب العمل. اصراره هذا جعل المقاومة تغير تكتيك العمليات الانتحارية في العمق الاسرائيلي، والذي كلفها ثمنا سياسيا باهظا، والانتقال للعمليات داخل قطاع غزة، وقصف البلدات الاسرائيلية الحدودية، لخلق الانطباع بان الجيش انسحب تحت ضربات المقاومة (النموذج اللبناني). وتؤدي هذه العمليات لارباك جيش الاحتلال، الذي يعجز رغم القتل والدمار، عن اجتثاث المقاومة من جذورها.

اذا فشل ابو مازن في وضع حد للانتفاضة، فان الجيش الاسرائيلي سيرد بعملية عسكرية واسعة النطاق. الهدف قلب الموازنة العسكرية في غزة، تقويض المقاومة وتمهيد الطريق بذلك لاخلاء المستوطنات بهدوء. وبعبارة اخرى، اسرائيل تخطط لاعادة الاحتلال المباشر لغزة، الامر الذي سيقضي على السلطة الفلسطينية حتى اشعار آخر. ولكن قبل تنفيذ المخطط الجهنمي، قررت الحكومة الاسرائيلية، بضغط من مصر وامريكا، ان تمنح ابو مازن فرصة اخرى.

شارون، مثل بوش، ماض في مخططه دون اكتراث بالواقع المتغير. خطته الانفصالية مصيدة قاتلة لابو مازن، فاذا تعاون معها انتهى، وإن رفض انتهى. المخرج الوحيد من الازمة هو المباشرة بمفاوضات على اساس خطة تشمل كل القضايا العالقة بين الشعبين، وتشكل رافعة سياسية تمكّن ابو مازن من اقناع الشعب بمنح فرصة لحل المشكلة سلميا. غير ان الحكومة الاسرائيلية الحالية تطرح مشروعا لا يعترف بوجود شريك فلسطيني، ويتجاهل المصالح الفلسطينية، وبالتالي يؤدي الى كارثة انسانية كبيرة والى مزيد من سفك الدماء.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص
- الفوضى تملأ الفراغ
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة


المزيد.....




- البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مد ...
- لكموه بعنف واعتقلوه.. شاهد ما حدث لوالد 3 من جنود مشاة البحر ...
- عهد جديد لحلف شمال الأطلسي.. ما الجديد؟
- مسؤول أمني إيراني ينفي استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية بعد وق ...
- هدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار ...
- إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائ ...
- مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض عل ...
- تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع ...
- إيران -تعاقب الشيطان- بضرب قاعدة العديد القطرية.. وطهران لم ...
- بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران ا ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - ماذا لو فشل ابو مازن؟