أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - تداخلات القصيدة والوطن وشهرزاد















المزيد.....

تداخلات القصيدة والوطن وشهرزاد


باسم الهيجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


وطَنٌ يضيقُ على اتساعِ الوقتِ ،

يختزنُ الظلالَ ،

وأدمعٌ مُتَناثِرَهْ

سَرقَ الغزاةُ بريقَها

لتتيهَ في المدنِ التي ظلَّت تُجففُ ريقَها

أيدي الغزاةِ ،

لتستريحَ على الظلالِ العابرهْ

همّاً طويلاً ، في ثنايا ذاكرهْ



وطنٌ يضيقُ على اتساعِ الوقتِ ،

يَقتلُ في القصيدةِ شهوةََ الصوتِ الـمُعَبَّـأ بالكلامْ

لتضيعَ نرجسةُ القصيدةِ ،

حين كانت تَستفيقُ على اشتعالِ الوقتِ ،

أو لغةِ التفتُّحِ في عيونٍ لا تنامْ

وهي القصيدةُ يقظةٌ للحلمِ ضاءتْ ،

قطرةٌ لدمٍ يراقُ ،

وأغنياتٌ للسلامْ

وهي القصيدة خندقٌ متقدِّمٌ

متراسُ جنديٍّ يصيحُ :

ـ إلى الأمامِ ،

إلى الأمامْ

وهي القصيدة خمرة الفقراءِ ،

أحزانُ اليتامى ،

أو نشيجٌ للأراملِ ،

حين يَرْتَجُّ الكلامْ

وهي القصيدة نجمةٌ للسهدِ ،

أغنيةٌ لطفلٍ ،

لا يُنيمُ ولا ينامْ

وهي القصيدة دفقة للشعرِ ،

ريحانٌ لميلاد الندى

أفقٌ جديد للمدى

حلمٌ جميلٌ وادعٌ

" يندسُّ " في لحم المنامْ

عصفورةٌ لا تستريحُ لها الدمى المتَحَرِّكَهْ

جبلٌ عظيمٌ شاهقٌ لا يُرتَقى

ومُسَدَّسٌ للمعركهْ

وهي القصيدة منزلُ الشهداءِ ،

منتجعُ الخطى

قمرُ التواجدِ ،

أو رحيلُ الذاكرهْ

وهي القصيدة برزخٌ

بين المفاوضِ والمعارضِ ،

والمهادنِ والمقاتلْ

وهي القصيدة صرخةُ الجسدِ الذبيحِ ،

وطعنةٌ في صدر قاتلْ

وهي القصيدة شهقةٌ لِدمٍ تَعرّى

أغنياتٌ للحنينِ ،

وأدمعٌ متناثره

سَرقَ الغزاةُ عيونَها

فَتَعَثَّرَتْ

وَبَكتْ عليها شهرزادُ ،

وحين أدرَكها الصباحْ

صَرَخَت لتكتملَ القصيدة ، فانتَهَتْ

كَشَفَت غطاءَ حنينها

عن أمنياتٍ تُستباحْ

جاءت تُلملمُ جرحَها

لـمّا تناثَرَ في فضاءِ الخاصرهْ .

*

وطنٌ يضيقُ ويستفيقُ ،

من ارتجافٍ لارتجافْ

وطنٌ يضيقُ ،

وأمنياتٌ مشتهاة غادَرَتْني ،

في ارتباكات الهتافْ

شَرِبَت جداولها الرمالُ وجفَّفَتْها

والقصيدةُ لم تُغادر جرحَها

لـمّا أتَتني ،

غيمةً تَنْسَلُّ من لحمِ انتباهي ،

والنوارسُ غادرَتْ شطآنها

كي تستريحَ من الجفافِ ،

على جفافْ

والعازفونَ تقدَّموا

وتلملموا

بيدينِ تَجْمعُ ما تَبَقّى ،

من نشيد الإعترافْ

وعلى الرمال تَبَعثَرَت أوراقُهمْ

والرملُ مجبولٌ بِحَرِّ الهجرةِ الأخرى ،

هل الوطنُ الحكايةُ ،

أم خرابٌ في حقولِ الذاكرهْ ؟

يصطادُ جوهرة الخليفةِ ،

حين تصعدُ فوق أسطُحِها المنازلُ ،

أو تُلوِّح للعدا

بيدينِ من عَسَلِ الهلاكِ ،

وبالمناديلِ التي جُبِلَت بأمطار الجباهِ ،

وبالقصائدِ ،

حين تخرجُ للشوارعِ ،

يصعدونَ ،

ويهبطونَ ،

ويرحلونَ ،

ويرجعونَ ،

وما ارتَضَتْ

فِجُّ البدايةِ ،

والبلادُ تَضَمَّـخَتْ بنشيدِها

واحتلَّ فيها حنظلُ القهرِ انطفاءَ النرجسِ ،

الحلمَ الذي ما غادَرَتْهُ الروحُ ،

لـمّا أيقَظَتْهُ على اشتعالِ الفجرِ ،

أو في صرخة الطيرِ الذي

ما جَرَّحَتْهُ سلاسلُ التذويبِ ،

والقمع المركَّبِ ،

وانطفاء الذاكرهْ

والأرضُ قنطرة الجياعِ ،

أَأقفَلَتْ قاموسَها لغةُ الغبارِِ ،

أم استراحَتْ خيلُنا قبلَ المجاعةِ ،

حين كنا نقتَفي

أثَرَ الجفافِ المختفي

بين الحقيقةِ والظلال العابره ؟

*

راحاب هل عاد الرجالُ وأَوْدَعوا أسرارَهم ؟

بين الوصايا ، واختفوا

ما بين " كتّان الحبيبةِ " واستراحوا ،

من عيون الباحثين وراءَهم ؟؟

وهل امتَطوا

خيلَ العبور ليضربوا ابواقَهمْ ؟

للغربِ ، نافذة المواسمِ ،

والمخاوض لم تَبُحْ

بأنينها للنهرِ ،

وانبَلَجَ الهتافُ ،

وحين تنفلقُ المياهُ سيعبرون إلى الخروجِ ،

وما انتهتْ أهدافُهمْ

لتظلَّ وحدكَ ،

أيها القمرُ المطلُّ على حقول القلبِ ،

تحلمُ بالوصايا ،

عاشقاً ينمو ويحتلُّ الحكايا ،

رُدَّ لي قمرَ البدايةِ ،

يا صديقي المؤتَمَنْ

لأُرتِّبَ الحنّونَ في شَعرِ البلادِ ،

ورُدَّ لي

عشبَ الحقولِ وزقزقاتِ الروحِ ،

والحلمَ الذي سَيَّجتُهُ

حتى يفيقَ على وطنْ

فلمن إذنْ

هذا النشيدُ المسْتَحِمُّ على شواطئَ من شَجنْ ؟

ولمن إذنْ

هذا الهواءُ الطلقُ ،

أو هذي الفراشاتُ التي ارتفَعَتْ ،

لمنْ ؟؟

ولمن إذن يمضي دمي

متأبِّطاً غاباتِ ليلي ، والمدى

تفاحةٌ تَنْشَقُّ في لحمِ انتظاري ،

حين يسرقني الصدى

وأنا المشجَّرُ بالقصائدِ ، والبلادُ توزَّعَتْ

بيني وبينكَ ، فارتَشِفْ

ماءَ القصيدةِ في المكانْ

ما كانَ كانْ

وعلى الخرائبِ لن نُصلّيَ ،

فانتظرني غيمةً للجدبِ تصحو ،

قامةً تَشْتَقُّ من لحمِ المواجعِ وردةً ،

تلقي السلام على الجسدْ

أو غيمةً تعطي " أريحا " ما اشتهَتْ

من خضرةِ القلبِ المشَجَّرِ بالندى

أو رافدا

يعطي الجداولَ كُنْهَها

يعطي النخيلَ لشهوةِ الصوتِ الذي

ما أفقَدَتْهُ برودةُ الطقسِ الصهيلَ ،

وما ارتضى

فِجّ البدايةِ ،

غازَلوهُ فما استراحَ ،

ونادَموهُ فما استراحَ ،

وحاصَروهُ فما استراحَ ،

ومسمروهُ ،

وحين ساروا وحدهمْ

وأكفَّهم

راحتْ تُلملمُ ما تَيسَّر من نشيدِ اليافطاتِ ،

ومن نياشين الرَّتابةِ ،

كان يبكي في انتظارِ البحرِ ،

أو لغةٍ تُودِّعُ ما تبقّى ،

من عناوينِ القلقْ

والوقتُ جفَّفَ خضرة القتلى ،

وأنتِ وحيدةٌ يا " قدسُ " ،

و" التوتُ " احترقْ

و" المسجدُ الأقصى" يئنُّ ،

وقامةُ الشهداءِ ماتتْ ،

حين نامتْ ،

فوق أرصفةِ الورقْ

وبَكتْ عليها شهرزادُ ،

وحين أدركها الصباحْ

صَرَخت لتكتملَ البدايةُ ، فانتَهَتْ

واستَحضَرَتْ

سرَّ اللغاتِ لكي تؤلفَ للبلادِ قصيدةً

تنشقُّ من لحم الحَدَقْ

والوقتُ جفَّ ،

وما استراحتْ خيْلُنا

لما استراحت فوق حنْطَتِنا الوجوهُ ولملمتنا ،

للخطى المتعثِّرهْ

وبَكيتُ ،

وانتَشَرَ الصغارُ يداعبون أُنوثةَ الألوانِ ،

فاشتَعَل الرجالُ وخبَّأوا أسرارَهمْ

في القاهره ( 3 )

وحملتُ أحزانَ الغمامِ ، وأمطَرَتْ

سُحُبُ التثاقلِ للجداولِ ما اشتَهَتْ

من حزنها ، فاستيقَظَتْ

في الخاصرهْ

وطناً يضيقُ وأدمعاً مُتناثرهْ

سرقَ الغزاةُ عيونَها

فتعثَّرَتْ

ودماً يجفُّ على الرمالِ ،

فكيف لي أن استريحَ وآخر الطلقاتِ طاشَتْ ،

فاسترحْ

إن شئتَ ،

أو فاشعل جراحكَ في سكون الليلِ ،

تُخْفيـكَ المواجعُ في شقوقِ القلبِ ،

أو في وردةٍ

جاءت تُسيِّجُ ما تناثَرَ من دمٍ

قبل اندلاعِ المجزرهْ .






#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيثارة ليل
- تسونامي
- المجنون
- عسل الخرافة
- الكوميديا السوداء
- سيدة الحكاية
- سقوط الرماح المطفأة
- بيان عاجل جدا
- ذات ليلة في كانون
- السجن ليس لنا
- صور ملونة
- موعد في الظل
- العصافير التي لم تأت بعد
- خصب الواعيد - في ذكرى استشهاد أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير ...
- عذراء توركانا
- اشتعال الرخام
- جسر الياسمين
- فراشات الزهر البري
- مرج ابن عامر
- الستارة السوداء


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - تداخلات القصيدة والوطن وشهرزاد